ويكفي في بيانِ فضل الشكر وعظيمِ منزلته أنَّ اللهَ -تعالى- وصَف به نفسَه، فقال: ﴿ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ ﴾ [التغابن: 17]، وقال - جلَّ شأنُه -: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ﴾ [النساء: 147]، ثم قرَنه اللهُ -تعالى- بالذِّكر في آية واحدة، وأمَر بهما؛ فقال -تعالى-: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152]. ثم قرَنه اللهُ -تعالى- بالإيمانِ، وبيَّن أنه تعالى لا غرَض له في عذاب عباده إذا هم شكَروه وآمنوا به؛ يقول الله -تعالى-: ﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ ﴾ [النساء: 147]. دعاء وشكر الله:
يقول اللهُ -تعالى- في كتابه العزيز: ﴿ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 144]، ويقولُ أيضًا في آية أخرى: ﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [إبراهيم: 7]، ويكون الشُّكرُ بالقلب، أو بالجوارح، أو باللسان، أما عن الشُّكرِ باللسان، فيكونُ بحمدِ الله وشكره على نعمه، والدعاء.
- رب أوزعني أن أشكر نعمتك الأحقاف
- خشية الله بالغيب - يوسف بن عبد الله الأحمد - طريق الإسلام
- ليعلم الله من يخافه بالغيب - ملتقى الشفاء الإسلامي
رب أوزعني أن أشكر نعمتك الأحقاف
ووصَف الله - عز وجل - نوحًا - عليه السلامُ - بأنه شاكرٌ، فقال: ﴿ ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ﴾ [الإسراء: 3]، وقال اللهُ -تعالى- عن سليمان - عليه السلام -: ﴿ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴾ [النمل: 40]. وكان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- كثيرَ الشُّكر لربه، وقد علَّمنا أن نقولَ بعد كلِّ صلاة: ((اللهم أعنِّي على ذِكرِك، وشكرِك، وحُسْنِ عبادتِك))؛ [أبو داود والنسائي]. وتحكي السيدةُ عائشة - رضي الله عنها - أن الرسولَ -صلى الله عليه وسلم- كان يقومُ الليلَ، ويُصلِّي لله ربِّ العالمين حتى تتشقَّقَ قدماه مِن طولِ الصلاة والقيام، فتقول له: لِمَ تصنَع هذا يا رسولَ الله، وقد غفَر اللهُ لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر؟! رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي. فيرد عليها النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- قائلاً: ((أفلا أكونُ عبدًا شَكُورًا))؛ [متفق عليه]. الشُّكر من أسمى الفضائلِ وأعظمِها قدرًا؛ لأنها تقرِّبُ العبد من مولاه، وتجعَلُه موضِعَ حُبِّه ورضاه، فلقد أخبَر اللهُ -تعالى- في كتابه أن رضاءَه في شُكره، وأن سخَطَه في كفرانِ نعمتِه؛ يقول اللهُ -تعالى-: ﴿ إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ﴾ [الزمر: 7].
انتهى. وأما الموضع الثاني، فهو في سورة الأحقاف في قوله جل ذكره: حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ {الأحقاف:15}. وقد أتى هذا القول بعد الوصية بالوالدين إحسانًا، ومن ثم؛ فمناسبة ذكر الوالدين هنا ظاهرة جدًّا، فإنه من تمام برهما، وشكرهما، والإحسان إليهما، أن يدعو لهما، ولا ينساهما في دعائه مع دعائه لنفسه، قال الطاهر بن عاشور -رحمه الله-: وَالْمَعْنَى: حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ، أَيْ: يَسْتَمِرَّ عَلَى الْإِحْسَانِ إِلَيْهِمَا إِلَى أَنْ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ، فَإِذَا بَلَغَهُ قالَ: رَبِّ أَوْزِعْنِي، أَيْ: طَلَبَ الْعَوْنَ مِنَ اللَّهِ عَلَى زِيَادَةِ الْإِحْسَانِ إِلَيْهِمَا: بِأَنْ يُلْهِمَهُ الشُّكْرَ عَلَى نِعَمِهِ عَلَيْهِ وَعَلَى وَالِدَيْهِ. رب أوزعني أن أشكر نعمتك. وَمِنْ جُمْلَةِ النِّعَمِ عَلَيْهِ أَنْ أَلْهَمَهُ الْإِحْسَانَ لِوَالِدَيْهِ. وَمِنْ جُمْلَةِ نِعَمِهِ عَلَى وَالِدَيْهِ أَنْ سَخَّرَ لَهُمَا هَذَا الْوَلَدَ لِيُحْسِنَ إِلَيْهِمَا، فَهَاتَانِ النِّعْمَتَانِ أَوَّلُ مَا يَتَبَادَرُ عَنْ عُمُومِ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى وَالِدَيْهِ؛ لِأَنَّ الْمَقَامَ لِلْحَدِيثِ عَنْهُمَا.
أيها المسلمون.. وإذا انضافَ إلى هاتين النعمتين نعمةُ القلب، كانت هذه الأعضاءُ الثلاثة، هي أشرفُ الأعضاءِ وملُوكُها والمتصرِفَةُ فيها والحاكِمَةُ عليها، خَصّها اللهُ بالذكر في السؤالِ عنها قال تعالى: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36]. عبادَ الله.. خشية الله بالغيب - يوسف بن عبد الله الأحمد - طريق الإسلام. إنما ينتفِعُ العبدُ من سمعِهِ وبصرِه، إذا كان ما يسمعُهُ وينظُرُ إليه مقربًا إلى اللهِ تعالى، قال جلَّ وعلا في الحديث القدسي: «ولا يزالُ عبدي يتقربُ إليَّ بالنوافلِ حتى أُحبَهُ، فإذا أَحببتُهُ كنتُ سمعَه الذي يسمَعُ به، وبصَرَهُ الذي يُبصِرُ به... »؛ رواه البخاري. قال ابنُ رجب رحمه الله:
فمتى امتلأ القلبُ بعظمةِ اللهِ تعالى، محا ذلكَ من القلبِ كُلَ ما سواه، ولم يبقَ للعبدِ شيءٌ من نفسِهِ وهواه، ولا إرادةَ إلا ما يُريدُهُ مولاه، فحينئذٍ لا ينطقُ العبدُ إلا بذكرِهِ، ولا يتحركُ إلى بأمره، فإن نَطَقَ نَطَقَ بالله، وإن سَمِعَ سَمِعَ به، وإن نَظَر نَظَرَ به... إلخ) رحمه الله. أيها المسلمون.. لقد ذم اللهُ جلّ وعلا عبادَه الكفار، وشبَههم بالأنعام، لأن جوارِحَهم تعطلت عن العبوديةِ للهِ تعالى، فلم ينتفعوا بها قال اللهُ جلّ وعلا: ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ [الأعراف: 179]، فإذا تعطلت الجوارحُ عن العبوديةِ لله تعالى، ولم يستعملها المرءُ في طاعة الله، لم يتميز عن البهائم، بل لربما كانت البهائمُ أحسنَ حالًا منه.
خشية الله بالغيب - يوسف بن عبد الله الأحمد - طريق الإسلام
وإذا انضافَ إلى هاتين النعمتين نعمةُ القلب، كانت هذه الأعضاءُ الثلاثة، هي أشرفُ الأعضاءِ وملُوكُها والمتصرِفَةُ فيها والحاكِمَةُ عليها، خَصّها اللهُ بالذكر في السؤالِ عنها قال تعالى: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36]. عبادَ الله.. إنما ينتفِعُ العبدُ من سمعِهِ وبصرِه، إذا كان ما يسمعُهُ وينظُرُ إليه مقربًا إلى اللهِ تعالى، قال جلَّ وعلا في الحديث القدسي: « ولا يزالُ عبدي يتقربُ إليَّ بالنوافلِ حتى أُحبَهُ، فإذا أَحببتُهُ كنتُ سمعَه الذي يسمَعُ به، وبصَرَهُ الذي يُبصِرُ به... ليعلم الله من يخافه بالغيب - ملتقى الشفاء الإسلامي. »؛ رواه البخاري. قال ابنُ رجب رحمه الله:
فمتى امتلأ القلبُ بعظمةِ اللهِ تعالى، محا ذلكَ من القلبِ كُلَ ما سواه، ولم يبقَ للعبدِ شيءٌ من نفسِهِ وهواه، ولا إرادةَ إلا ما يُريدُهُ مولاه، فحينئذٍ لا ينطقُ العبدُ إلا بذكرِهِ، ولا يتحركُ إلى بأمره، فإن نَطَقَ نَطَقَ بالله، وإن سَمِعَ سَمِعَ به، وإن نَظَر نَظَرَ به... إلخ) رحمه الله. لقد ذم اللهُ جلّ وعلا عبادَه الكفار، وشبَههم بالأنعام، لأن جوارِحَهم تعطلت عن العبوديةِ للهِ تعالى، فلم ينتفعوا بها قال اللهُ جلّ وعلا: ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ [الأعراف: 179]، فإذا تعطلت الجوارحُ عن العبوديةِ لله تعالى، ولم يستعملها المرءُ في طاعة الله، لم يتميز عن البهائم، بل لربما كانت البهائمُ أحسنَ حالًا منه.
ليعلم الله من يخافه بالغيب - ملتقى الشفاء الإسلامي
فالصيد في الحرم حرام سواء كنت محرماً أو غير محرم، الصيد في الحرمين حرام دائماً، لكن الصيد في غير الحرمين حرام عندما تكون محرماً. [ رابعاً: وجوب التحكيم فيما صاده المحرم]، لا يقول: أنا أعرف، ولا نحتاج إلى فلان وفلان، بل طاعة لله عز وجل وامتثالاً لأمره لا بد من اثنين يحكمان عليك، ولا بد أن تسلم بهذا، وقد تعجب مرة أحد الأصحاب من عمر فقال: أنت الحاكم وتأتي بمن يحكم! قال: [ وجوب التحكيم فيما صاده المحرم، ولا يصح أن يكفر الصائد بنفسه]، من نفسه يعطي البدل، لا بد من اثنين من أهل العدل يحكمان بالشاة أو بالبعير أو بكذا. [ خامساً: صيد الحرم حرام على الحرام من الناس والحلال]، هذا الذي قررناه، أما صيد الحل فلا يحرم إلا على المحرم فقط، من خرج وراء الحرم فله أن يصيد إذا كان غير محرم، أما وهو محرم فلا يحل له أن يصيد. ملخص لما جاء في تفسير الآيات
الجوالات مثل الصناديق إما:
حسنات جاريه أو سيئات جاريه
فضع فيها ماتشاء ان تجده في صحيفتك يوم القيامة..
خذوا حذركم من ذنوب الخلوات وخاصة مع الجوالات والكمبيوتر والتلفاز عند غياب الأهل والناس..
فإنه يطعن في خاصرة الثبات
وعليكم بعبادة السر فإنك تقي بها النفس من نوازع الشهوات. فإذا أردت الثبات حتى الممات
فعليك بالمراقبة في الخلوات. قال ابن القيم:
ذنوب الخلوات سبب للإنتكاسات
وعبادة الخلوات سبب للثبات
" كلَّما طيَّب العبد خلوته بينه وبين الله, طيَّب الله خلوته في القبر. " أما يوم القيامة؛
فعن ثوبان قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ﻷعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا. قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن ﻻ نكون منهم ونحن ﻻ نعلم؛ قال: أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها. العدد 713