ما زال بعضنا يردد المثل المصري الشهير (الحي أبقى من الميت) كلما أردنا مواساة شخص فَقَد إنسانًا غاليًا عليه ظنًّا منا أن الاهتمام بالأحياء والحرص عليهم مقدَّم على الاهتمام بالموتى، وأن الحي يحظى بالنصيب الأوفر من الرعاية بما يؤمِّن له الحياة الكريمة، في حين أن الواقع الذي نعيشه على النقيض تمامًا، وكل يوم يثبت لنا أن الميت أوفر حظًّا؛ فحتى أشد الخصوم ضراوة له يتركون مصالحهم فور سماع خبر وفاته، ويتهيؤون لحضور مراسم الدفن والعزاء متضرعين إلى الله سبحانه بالدعاء الصادق "اللهم نوِّر قبره، وآنس وحشته، وسامحه، وتجاوز عنه". حتى الوسط الثقافي والاجتماعي الذي طالما غذّاه بأعماله الأدبية وأفعاله الخيّرة، ولم يتلقَّ عنها بحياته أي درع تكريم، ما إن يُذاع خبر وفاته حتى يتصدر اسمه ترند (الهاشتاق)، وتُفرد له المانشتات العريضة بالجرائد، ويتسابق المشاهير والإعلاميون وعامة الناس إلى تأبينه، وذكر محاسنه! حتى (ساهر) الذي يلاحق السائق بالمخالفات المروية طوال حياته، ولا يتأخر عن إبلاغه حين يتجاوز رصيده العشرين ألفًا بإحالته للمحكمة للنظر بإيقاف خدماته، ما إن ينمو لعلمه خبر مفارقته الحياة حتى يرق وميضه، ويبادر بتطبيق المادة الـ79 الفقرة الـ2 من نظام المرور بإسقاط المخالفات المرورية كافة التي لم يسددها!
- الحي ابقى من الميت على شاطئ تركي
- الحي ابقى من الميت رجل فإن الإمام
- الحي ابقى من الميت عند
- من أحب لقاء الله
الحي ابقى من الميت على شاطئ تركي
هل هؤلاء "الأحياء" هم المعنيون بالأبقى في الحياة من أولئك الذين انتقلوا للدار الأخرى؟! أم أن الأبقى من لا تجف ورقة روحه حتى إن كان في الدار الأخرى؟! هناك من دُفنت أجسادهم تحت الثرى، وبقي أثرهم عامرا بالندى في الحياة، تظل الحياة قابضة بكلتي يديها بهم حتى بعد رحيلهم، وكأنما هم ما زالوا على قيد الحياة، هل هم الأبقى في الحياة أم هؤلاء الذين يسيرون أحياء لا تكلف الحياة نفسها عناء تذكر ملامحهم؟! هل تعلق الحياة صور من زرعوا حياة في قلوب آخرين على جدران أيامها بطوق ندي من الزهور، أم تعلّق صور من انتزعوا الحياة من قلوب آخرين ومصاصي دم الفرح؟! أشك أن تكون الحياة بهذا الغباء لتبقي حافظة الود لمن هو ضدها، وتنكر فضل من جمّلها وتقاسم مع آخرين جمالها، أو أنها مجنونة لا يمكن توقع تصرفها. «الحي أبقى من الميت»! – اليوم 24. إن ذلك مخالف لعجزنا عن قراءة ما تخبئه لنا في أي لحظة وتسجيل نقطة لصالحها ضدنا، وهذا يجعلنا على يقين بأن الأبقى في الحياة بالنسبة للحياة، هو الحي وإن مات، وليس "الميت على قيد الحياة"!
الحي ابقى من الميت رجل فإن الإمام
وهناك من يحكيها بأن الزوجة كانت تجلس على قبر زوجها وتهزّ فوقه بـ مروحة تحملها في يدها، وعندما سألوها عن سبب فعلتها أفادت بأنها وعدت زوجها بعدم الزواج حتى يجف قبره!! شوفوا يا أخواتي جنس الكضب والدليب ده! الحي ابقى من الميت عند. النجر القصة دي نسى انو الاربعة شهور وعشرة يوم كافية تمام لجفاف قبر المرحوم، إلا إذا كانت الأرملة من النوع المتعوس من يومو، فحينها ربما أنكسرت ماسورة (موية الحكومة) تحت القبر وحولت صاحبه لـ (أب نافورة) لن يصبح ماؤها غورا وتاني شوقا للفطير باللبن!! [/JUSTIFY][/SIZE]
منى سلمان
[email][/email]
الحي ابقى من الميت عند
ت + ت - الحجم الطبيعي
في هذه الحياة أناس يثابرون يعملون يخرجون عن المألوف في أفكارهم وإبداعاتهم ولكن بسبب ظروف معينة أهمها عدم التقدير الحقيقي لهذه الشخصيات يُفرض عليها الإقامة الجبرية، وليس الإقامة الجبرية بالمعنى الحرفي إنما بالمعنى الفلسفي، فهؤلاء بعد أن كانوا يشطحون بخيالهم فوق السحاب ليأتوا لنا بفكرة يجبرون أن تبقى أفكارهم حبيسة الأدراج محكوم عليها إقامة جبرية تمنعها من الوصول للناس، أو أن يستمتع صاحبها بالتقدير الذي يستحقه. غاليليو غاليلي أبو الفيزياء الحديثة، وعالم الرياضيات الإيطالي الشهير، ومكتشف التلسكوب الفلكي أحد هؤلاء الذين عاشوا حياتهم يفكرون ويكتشفون ولم يجدوا التقدير الذي يناسبهم، وهو أيضاً حُكم عليه بالإقامة الجبرية بمعناها الحرفي هذه المرة بعد أن أُتهم بالزندقة من قبل بابا روما الثامن لكون أفكاره ودراساته وأبحاثه ضد الدين، وبقي محبوساً في بيته حتى وفاته، ولحسن الحظ أن أفكاره ودراساته تطايرت خارج الأسوار لتصبح بعد ذلك هي الأساس في قوانين الفيزياء الحديثة، ولكن للأسف غاليليو نفسه لم يعش لحظة الانتصار لحظة النجاح والتقدير الذي يستحقه إلا بعد وفاته. القصص ذات الصلة كثيرة، رسامون لم يبيعوا لوحة واحدة في حياتهم وبعد موتهم أصبحت لوحاتهم تباع بملايين الدولارات، موسيقيون كانت معزوفاتهم نشازاً وأصبحت أجمل إيقاع بعد أن فارقوا الحياة، كتاب وأدباء لم يُنشر لهم أية أعمال وبعد وفاتهم نشرت عشرات المؤلفات وملايين النسخ، وذهبت عائدات ونجاحات كل هذه الأعمال لأشخاص آخرين لم يبدعوا أساساً ولم يجتهدوا ولكن كان لهم إرث من هذه الشخصيات العظيمة فاستفادوا بفائدتهم.
عدنا في زيارة عائلية لمدينتنا التي ترعرعنا فيها... طلبت من والدي أن يعرج بنا ونحن نقترب من الحي على الثانوية التي درست بها. وكانت تقع بالقرب من ضريح الولي الصالح الذي بنيت بجواره. فراعني أن رأيت أن الضريح الذي كان مهترئ الجدران، بدون سور يحميه ترتاده الكلاب الضالة في غفلة المشرف عليه لترفع قائمتها وتقضي حاجتها الطبيعية. ساحته متربة. بنيت على الضريح قبة طينية عليها ما يشبه الجامور قد انحنى في اتجاه الشمال. { الحي أبقى من الميت } - مغرد برس. وترى النساء والعوانس يقصدنه زرافات زرافات، قد رمم ترميما مبهرا. طلبت من والدي التوقف لحظة، قمت بجولة قصيرة. باب خشبي كبير لم أر مثله إلا في فيلات الأحياء الراقية، أرضية بمرمر، لو كنت بلقيس لكشفت عن ساقي، نا فورة ماء تتوسط البهو، وجنبات الجدران من زليج بلدي أصيل. أما الفتحة المدخل القديم فأصبح بابا بمصراعين. وأما الضريح فمن زليج أبيض براق غطي بزارابي خضراء،تتدلى أهدابها على الجنبات، كتبت عليها آيات بينات من الذكر الحكيم. أما السقف فمن جبس برسوم بديعة ونقوش أخاذة،بداخلها نقشت ىيات كريمة. وإلى اليمين وخارج البهو كوخ، عافه الدهر وما عاد يطمع في الأكل منه، بني بالحجارة والطين المخلوط بالطين، نعم طين مسلح بسلاح تقليدي منخور لم يعد يقوى على حجب الحجارة التي غادر الكثير منها أماكنها تحت ثقل السنين.
قال: فأتيت عائشة فقلت: يا أم المؤمنين، سمعت أبا هريرة يذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً إن كان كذلك فقد هلكنا. فقالت: إن الهالك من هلك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما ذاك؟ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه)، وليس منا أحد إلا وهو يكره الموت، فقالت: قد قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بالذي تذهب إليه، ولكن إذا شخص البصر وحشرج الصدر واقشعر الجلد وتشنجت الأصابع ، فعند ذلك من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه). رواه مسلم وكذلك جاء في سنن ابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه). فقيل: يا رسول الله كراهية لقاء الله في كراهية لقاء الموت؟ فكلنا يكره الموت. قال: (لا، إنما ذاك عند موته إذا بُشِّر برحمة الله ومغفرته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه، وإذا بُشِّر بعذاب الله كره لقاء الله وكره الله لقاءه). وكذلك جاء في مسند الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول صلى الله عليه وسلم: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه) فقالت عائشة: كراهية لقاء الله أن يكره الله، فوالله إنا لنكرهه، فقال: (لا ليس بذاك ، ولكن المؤمن إذا قضى الله عز وجل قبضه فرج له عما بين يديه من ثواب الله عز وجل وكرامته فيموت حين يموت وهو يحب لقاء الله عز وجل.
من أحب لقاء الله
الترجمة:
الإنجليزية
الفرنسية
الإسبانية
التركية
الأوردية
الإندونيسية
البوسنية
الروسية
البنغالية
الصينية
الفارسية
تجالوج
الهندية
الفيتنامية
السنهالية
الكردية
عرض الترجمات
اللهم ارزقُنا لذَّة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة. أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمداً صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد عباد الله:
التوفيق بيد الله والثبات من عند الله. ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ [إبراهيم: 27]. يا عبد الله، الصلاة الصلاة، الذكر الذكر، الإخلاص الإخلاص، العلم العلم، العمل الصالح العمل الصالح ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ﴾ [الشمس: 9]. عباد الله التوبة التوبة والعمل الصالح، ولا تيأس مهما بلغت ذنوبك، اطرق باب الرحمن الرحيم بعباده المؤمنين ﴿ قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]. هذا وصلوا عباد الله على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].