وبكلمة عابرة مختصرة:
إن قول امرئ القيس: (قفا نبك) عبارةٌ ملفَّعة بالرمز، ومتسربلة بالغموض، ومتبرقعة بالإيحاء، وما تقدَّم ما هو إلا كشعاع الشمس المتسلل من حنايا النافذة.
- قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول - إسألنا
- [ تحميل خط ] Hetaf
- تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض اعراب
- تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم
- تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول - إسألنا
فهي تمضي بعيدًا وتغيب، حتى لتبدو كالسراب. يبدو لأول وهلة أن قوله: "قفا نبكِ" عبارةٌ كغيرها من عبارات الشعر وتراكيبه، والحقُّ أنها تختزن بين جنبات حروفها نفسًا محترقة، ومشاعرَ متوهجة، وأحاديثَ يطول المقام بذكرها؛ فهي الباب الذي نَلِجُ منه إلى عالم امرئ القيس، والنافذة التي نطلُّ منها على لواعج صدره، والمِرآةُ التي تنعكس فيها مكنونات نفسه. قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول - إسألنا. حقًّا إنها أشبهُ بلمعة البرق التي لا تلبث أن يعقبها غيث من الأفكار والتساؤلات، فلماذا يستفتح معلقته بطلب الوقوف، والوقوف ضد الحركة، ومطلع المعلقة هو بداية الحركة والانطلاق؟ ثم لماذا يوجه خطابه لاثنين (قفا)؟ ولماذا يطالب بالوقوف من أجل البكاء؟ وهل يحتاج الإنسان إلى أن يقف لكي يبكي؟ ثم لماذا أشرَك الآخرين ببكائه (نَبْكِ) ولم يقل: (أَبْكِ)؟ ولماذا حدَّد علَّة الوقوف بالبكاء فقط دون سبب آخر؟... إنها عبارة مكثَّفة أشبه بقطرة عطر فوَّاح، يَنسابُ عبيرها في حنايا الضلوع. (قفا): خطاب لاثنين، وهو أسلوب عربي عريق، ولكنَّ المراد بالاثنين هو حيرةُ الحير؛ فقد قيل: المقصود بالاثنين صاحباه، وقيل: الاثنان هما ذات الشاعر وآخر، وقيل: إنها خطاب لكل حبيبَيْنِ؛ لأن الحب أنانيَّة بين اثنين، وقيل: إنها خطاب للوالدين اللذين غابا جسدًا لا روحًا، وعلى كلٍّ: هو طلب بالوقوف، وهذا ظاهر السياق، ولكنَّنا عندما نقوم بإسقاط نفسي من خلال الواقع الذي عاينه، نجد أنه وقوف وتوقُّف لمسار محدَّد في حياته، وانطلاقة نحو أُفُق جديد، واتجاه آخر فيها.
[ تحميل خط ] Hetaf
هل تحب الكوكيز؟ 🍪 نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة على موقعنا. يتعلم أكثر
تابعنا
شاركها
لماذا يُهاجر المواطنون، الهجرة ظاهرة قديمة جديدة، يُعرّفها فقهاء القانون "بأنها مغادرة الفرد لإقليم دولته نهائيًّا إلى إقليم دولة أخرى"، بينما يعرّف المُهاجِر بأنّه "أي شخص يُغيّر بلد إقامته المعتادة". وهذان تعريفان حديثان للهجرة، ارتبطا بظاهرةٍ عالميّة ظهرت بعد نشوء الدَّول؛ لكنّ المعنى العام للهجرة لا يُقيَّد بالانتقال من بلدٍ إلى بلدٍ آخر؛ بل يشمل كلَّ انتقال من مكان إلى مكان، حيث ورد في معجم مقاييس اللغة: "وَهَاجَرَ الْقَوْمُ مِنْ دَارٍ إِلَى دَارٍ: تَرَكُوا الْأُولَى لِلثَّانِيَةِ". وقد ارتبطت الهجرة بحياة الإنسان ارتباطًا مصيريًّا، حيث كانت الوسيلةَ التي يَلجأ إليها بحثًا عن حياةٍ تضمن له الاستمراريَّة، وهو يحاول من خلالها التخلّص من مخاوفَ قد تسبّبها ظروف المكان الذي يعيش فيه، ومن خلالها أيضًا يحاوِل تحقيق آمالِه وطموحاتِه وأهدافه في الأرضِ الجديدة التي يهاجر إليها.
تفسير القرآن الكريم
تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض اعراب
وإنما المذموم: هو المبالغة
في الإطراء ، حتى يرفعه فوق قدره ، أو يعطيه ما لم يجعل الله له ، أو الثناء على
الفاضل لتنقص المفضول. والله تعالى أعلم.
تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم
فعُلم أنه صلى الله عليه وسلم لا رسول بعده ولا نبي بل هو خاتم النبيين والمرسلين عليهم الصلاة والسلام ثم أفضل الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام خمسة: محمد صلى الله عليه وسلم، ونوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى عليهم الصلاة والسلام جميعًا. وهؤلاء هم أولو العزم من الرسل، قال تعالى: { فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ} [الأحقاف:35] وجاءت تسميتهم في موضعين من القرآن الكريم. قال تعالى: { وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً} [الأحزاب:7]، وقال تعالى: { شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ} [الشورى:13]، وقد خص الله تعالى مَن فَضَّلَه منهم ببعض الأعطيات التي أوجبت تفضيلهم.
تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم
فالملك هنا قسيم العبد الرسول، كما قيل للنبى صلى الله عليه وسلم اختر إما عبدًا رسولاً وإما نبيًا ملكًا، وحال نبينا صلى الله عليه وسلم أنه كان عبدًا رسولاً مؤيدًا مطاعًا متبوعًا، فأعطى فائدة كونه مطاعًا متبوعًا ليكون له مثل أجر من اتبعه، ولينتفع به الخلق، ويُرحموا به، ويرحم بهم، ولم يختر أن يكون ملكًا لئلا ينقص -لما في ذلك من الاستمتاع بالرياسة والمال- عن نصيبه في الآخرة، فإن العبد الرسول أفضل عند الله تعالى من النبي الملك، ولهذا كان أمر نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم أفضل من داود وسليمان ويوسف عليهم جميعًا الصلاة والسلام" (انتهى). هكذا يمكن أن نصف مراتب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام عند الله سبحانه وتعالى، فأكرمهم عنده مرتبة أولو العزم من الرسل عليهم الصلاة والسلام، وأكرم أولي العزم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، عن أَبُي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ » (رواه مسلم:4223). وأما ما سوى ذلك من الترتيب والتفضيل على ذكر الأسماء فلا دليل عليه في كتاب الله تعالى وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، ولا حاجة بالمسلم إلى تكلف طلبه والبحث عنه، ولأجل ذلك لم يذكره أحد من أهل العلم في مصنفاتهم في العقيدة وأصول السنة.
فالله يخلق ما يشاء ولكنه يكمل كل الخلق بالإرشاد والهدى، وهم يفرطون في ذلك.
فإن قيل: فما الجمع بين هذه الآية وبين الحديث الثابت في الصحيحين عن أبي هريرة قال: استب رجل من المسلمين ورجل من اليهود فقال اليهودي في قسم يقسمه: لا والذي اصطفى موسى على العالمين. فرفع المسلم يده فلطم بها وجه اليهودي فقال: أي خبيث وعلى محمد صلى الله عليه وسلم! فجاء اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتكى على المسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تفضلوني على الأنبياء ؛ فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فأجد موسى باطشا بقائمة العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور ؟ فلا تفضلوني على الأنبياء " وفي رواية: " لا تفضلوا بين الأنبياء ". فالجواب من وجوه: أحدها: أن هذا كان قبل أن يعلم بالتفضيل ، وفي هذا نظر. الثاني: أن هذا قاله من باب الهضم والتواضع. الثالث: أن هذا نهي عن التفضيل في مثل هذه الحال التي تحاكموا فيها عند التخاصم والتشاجر. إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة البقرة - تفسير قوله تعالى " تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض "- الجزء رقم1. الرابع: لا تفضلوا بمجرد الآراء والعصبية. الخامس: ليس مقام التفضيل إليكم وإنما هو إلى الله عز وجل ، وعليكم الانقياد والتسليم له والإيمان به. وقوله: ( وآتينا عيسى ابن مريم البينات) أي: الحجج والدلائل القاطعات على صحة ما جاء بني إسرائيل به ، من أنه عبد الله ورسوله إليهم ( وأيدناه بروح القدس) يعني: أن الله أيده بجبريل عليه السلام ثم قال تعالى: ( ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا) أي: بل كل ذلك عن قضاء الله وقدره; ولهذا قال: ( ولكن الله يفعل ما يريد)