وقد يحتمل أن يكون نصبًا، وهو الوجه الثاني، لأنه يحسن دخول الألف واللام في " المجري" و " المرسي" ، كقولك: " بسم الله المجريها والمرسيها " ، وإذا حذفتا نصبتا على الحال، إذ كان فيهما معنى النكرة، وإن كانا مضافين إلى المعرفة. * * * وقد ذكر عن بعض الكوفيين أنه قرأ ذلك: ( مَجْرَاهَا ومَرْسَاهَا) ، بفتح الميم فيهما جميعا، من " جرى " و " رسا " ، كأنه وجهه إلى أنه في حال جَرْيها وحال رُسُوّها، وجعل كلتا الصفتين للفلك ، كما قال عنترة: فَصَــبَرْتُ نَفْسًـا عِنْـدَ ذَلِـكَ حُـرَّةً تَرْسُــو إذَا نَفَسُ الجبَــانِ تَطَلّــعُ (28) * * * قال أبو جعفر: والقراءة التي نختارها في ذلك قراءة من قرأ: (بِسْمِ اللهِ مَجْرَاهَا) ، بفتح الميم (وَمُرْسَاهَا) ، بضم الميم، بمعنى: بسم الله حين تَجْري وحين تُرْسي. وإنما اخترت الفتح في ميم " مجراها " لقرب ذلك من قوله: وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ ، ولم يقل: " تُجْرَى بهم ". ومن قرأ: (بسم الله مُجْراها) ، كان الصواب على قراءته أن يقرأ: " وهي تُجْرى بهم ". وفي إجماعهم على قراءة تَجْرِي ، بفتح التاء دليل واضع على أن الوجه في (مجراها) فتح الميم. وإنما اخترنا الضم في (مرساها) ، لإجماع الحجة من القراء على ضمّها.
بسم الله علي نفسي وديني
ومعنى قوله (مجراها) ، مسيرها ، (ومرساها) ، وقفها، من وقَفَها الله وأرساها. * * * وكان مجاهد يقرأ ذلك بضم الميم في الحرفين جميعًا. 18182- حدثني المثني قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ، 18183-.... قال، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: ( بِسْمِ اللهِ مُجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا) ، قال: حين يركبون ويجرون ويرسون. 18184- حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: بسم الله حين يركبون ويجرون ويرسون. 18185- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن نمير، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: ( بِسْمِ اللهِ مُجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا) ، قال: بسم الله حين يجرون وحين يرسون. 18186- حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا جابر بن نوح قال ، حدثنا أبو روق، عن الضحاك، في قوله: (اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها) قال: إذا أراد أن ترسي قال: " بسم الله " فأرست، وإذا أراد أن تجري قال " بسم الله " فجرت. * * * وقوله: (إن ربي لغفور رحيم) ، يقول: إن ربي لساتر ذنوب من تاب وأناب إليه ، رحيم بهم أن يعذبهم بعدَ التوبة. (29) ------------------- الهوامش: (26) قال الفراء في معاني القرآن ، بعد ذلك: " يريدون: ما بين إهلالك إلى سرارك ".
بسم الله عليرضا
اذا احد قال بسم الله عليك وش ارد ، الرد على بسم الله عليك ، فبسم الله يبارك أي شيء يقترن به، فهي من جنس التحصين باسم الله تبارك وتعالى، لذلك يجب تقدير صاحب هذا القول الرائع والرد عليه بأرق العبارات وأجملها لتناسب جمال وقيمة كلماته، ونظرًا لانتشار الأشخاص الذي لا تتردد على مسامعهم هذه الكلمة باستمرار، فلا يدركون كيف يكون الرد عليها، كان هذا المقال الذي كتب بواسطة موقع المرجع ليساعد هؤلاء الأشخاص في معرفة معنى هذه الكلمة وكيف يمكنهم الرد عليها ومتى يمكنهم قولها.
۞ وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ۚ إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (41) القول في تأويل قوله تعالى: وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41) قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وقال نوح: اركبوا في الفلك ، " بسم الله مجراها ومرساها ". * * * وفي الكلام محذوف قد استغني بدلالة ما ذكر من الخبر عليه عنه، وهو قوله: قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلا قَلِيلٌ ، فحملهم نوح فيها ، " وقال " لهم، " اركبوا فيها ". فاستغني بدلالة قوله: (وقال اركبوا فيها) ، عن حمله إياهم فيها، فتُرك ذكره. * * * واختلفت القراء في قراءة قوله: ( بسم الله مجراها ومرساها) ، فقرأته عامة قراء أهل المدينة والبصرة وبعض الكوفيين: ( بِسْمِ اللهِ مُجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا) ، بضم الميم في الحرفين كليهما. وإذا قرئ كذلك كان من " أجرى " و " أرسى " ، وكان فيه وجهان من الإعراب: أحدهما: الرفع بمعنى: بسم الله إجراؤها وإرساؤها ، فيكون " المجرى " و " المرسى " مرفوعين حينئذ بالباء التي في قوله: (بسم الله).
بتصرّف. ↑ "سب الصحابة رضي الله عنهم" ، الدرر السنية ، اطّلع عليه بتاريخ 15/3/2021. بتصرّف. ↑ ندا ابو احمد (12/10/2015)، "سب الصحابةرضي الله عنهم" ، الألوكة الشرعية ، اطّلع عليه بتاريخ 15/3/2021. بتصرّف. ↑ "الأدلة من السنة على تحريم سب الصحابة" ، الدرر السنية ، اطّلع عليه بتاريخ 15/3/2021. بتصرّف. ↑ سورة التوبة، آية:100
↑ سورة الفتح، آية:18
↑ سورة الأحزاب، آية:57
↑ سورة الفتح، آية:29
↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن عائشة ام المؤمنين، الصفحة أو الرقم:24، رجاله رجال الصحيح غير علي بن سهل وهو ثقة. ↑ رواه محمد جار الله الصعدي، في النوافح العطرة، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:383، حسن. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:48، صحيح. ↑ محمد ويلالي (12/9/2013)، "في الدفاع عن الصحابة رضي الله عنهم" ، الألوكة الشرعية ، اطّلع عليه بتاريخ 15/3/2021. حديث من سب أصحابي - حياتكِ. بتصرّف.
الدرر السنية
عدد الصفحات: 1 عدد المجلدات: 1
تاريخ الإضافة: 21/5/2015 ميلادي - 3/8/1436 هجري
الزيارات: 45520
لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم الحمد لله الذي خلق الإنسان علمه البيان والصلاة والسلام على الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى أما بعد. فهذه فوائد من أحاديث النبي صلَّى الله عليه وسلَّم:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: « لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ ». رواه البخاري
المعنى الاجمالي:
إنَّ خير النَّاس وأفضلهم بعد الأنبياء - عليهم السَّلام - هم صحابة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الأخيار الَّذين اصطفاهم الله لصحبة نبيِّه، ونقل دينه، وحفظ شريعته، فكانوا أعمق النَّاس علمًا، وأبرَّهم قلوبًا، وأقلَّهم تكلُّفًا، وأزكاهم نفوسًا، وأصدقهم لهجةً، بذلوا النَّفس والنَّفيس في نصرة النَّبيِّ الكريم -صلَّى الله عليه وسلَّم، وإقامة الدِّين، ورفع راية التَّوحيد، وتعبيد النَّاس لربِّ العالمين، فضلُهم عظيم، وخيرهم كبير، وهم كما قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «خَيرُ النَّاسِ قَرْني».
حديث من سب أصحابي - حياتكِ
- خاتمة القول: "الصحابة أبر هذه الأمة قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، وأقومها هديًا، وأحسنها حالًا، اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وإقامة دينه"، كما قال ذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه. 4
0
7, 465
حديث: لا تسبّوا أصحابي
لأجل هذا كلِّه استوجبَ سابُّ الصَّحابة اللَّعنَ على نفسِه، فعن ابن عباس -رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -:«مَنْ سَبَّ أصْحَابي فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالملاَئِكَةِ والنَّاسِ أجْمَعِين». حسنه الالباني رحمه الله. عدالة الصحابة من القرآن الكريم: كفى فخراً للصحابة رضوان الله عليهم أجمعين أن الله سبحانه وتعالى اصطفاهم لصحبة نبيه عليه الصلاة والسلام وأن ذكرهم في القرآن الكريم باقٍ إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها. لا تسبوا اصحابي فلو ان احدكم. يقول الحق تبارك وتعالى واصفاً نبيه وصحابته الأبرار: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الفتح: 29].
أرشيف الإسلام - شرح وتخريج حديث ( لا تسبوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده لو أن ... ) من سنن الترمذي ـ الجامع الصحيح
مِمَّا يُستفاد من الحديث:
1- أنَّ الصُّحبة تتفاوت وتتفاضل فصحبة أبي بكر الصِّدِّيق - رضي الله عنه - ليست كصحبة غيرِه. 2- أنَّ منزلةَ الصُّحبة لا يَعْدِلها شيءٌ، لذا كان صاحبُها سابقًا لمن بعدَه ولو كان أكثرَ منهُ عمَلاً. حديث لا تسبوا أصحابي. 3- أنَّه يجب الانتصار للصَّحابة الأبرار، والذَّبِّ عن أعراضهم، وعدم السُّكوت على من تعرَّض لهم؛ فالنبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لم يتوانَ أبدًا في الدِّفاع عنهم وأطلقها مدوِّيةً صريحةً ناهيًا عن التَّعرض لهم بأدنى سوء فقال: «لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي» وفي لفظ عند مسلم: « لَا تَسُبُّوا أحَدًا مِنْ أَصْحَابِي ». 4- علينا أن نعمُر أفئدتنا بحبِّ صحابة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -، وأن تلهج ألسنتنا بالثَّناء عليهم ومدحهم والتَّرضِّي عنهم، وأن نعرف مآثرهم ومناقبَهم وفضائلهم ونَنْشُرَ ذلك بين النَّاس حتَّى لا تجدَ شُبهاتُ الطَّاعنين فيهم والخائضين في أعراضهم والمُشَكِّكين في عدَالتهم. 5- نُحبُّ أصحابَ رسُولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -، ولا نُفَرِّط في حُبِّ أحدٍ منهُم، ولا نتبرَّأ منْ أحدٍ منهُم؛ ونُبغِضُ من يُبغِضُهم، وبغيرِ الخَيرِ يَذكُرُهم؛ ولا نذكُرهُم إلَّا بخيرٍ؛ وحُبُّهم دينٌ وإيمانٌ وإحسانٌ، وبُغضُهُم كفرٌ ونفاقٌ وطغيانٌ ».
- النهي موجهٌ إلينا من باب أولى: نهيُ بعض من أدرك النبي صلى الله عليه وسلم عن سب من سبقه، يقتضي زجر من لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم عن سب من سبقه من بابٍ أولى. الدرر السنية. - عدم الخوض فيما شجر بينهم: يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله موضحًا عقيدة أهل السنة والجماعة: "ويمسكون عما شجر بين الصحابة، ويقولون إن هذه الآثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب، ومنها ما قد زيد فيه ونقص، وغُيِّرَ عن وجهه، والصحيح منه هم فيه معذورون؛ إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون.. "، ثم قال: "ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر عنهم إن صدر، حتى إنهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم؛ لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات مما ليس لمن بعدهم.. ". وقال أيضًا: "ثم القَدْر الذي يُنكر من فعل بعضهم قليل نزرٌ مغفورٌ في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة، والعلم النافع والعمل الصالح، ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة، وما منَّ الله عليهم به من الفضائل، علِم يقينا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء، لا كان ولا يكون مثلهم، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم، وأكرمِهَا على الله".