نقلا عن العقد الفريد لابن عبد ربه [2]
صوت صفير البلبل [ عدل]
يحكى بأن الأصمعي سمع بأن الشعراء قد ضُيق عليهم من قبل الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور فهو يحفظ كل قصيدة يقولونها ويدعي بأنه سمعها من قبل فبعد أن ينتهي الشاعر من قول القصيدة يقوم الأمير بسرد القصيدة إليه ويقول له لا بل حتى الجاري عندي يحفظها فيأتي الجاري (الغلام كان يحفظ الشعر بعد تكراره القصيدة مرتين) فيسرد القصيدة مرة أخرى ويقول الأمير ليس الأمر كذلك فحسب بل إن عندي جارية هي تحفظها أيضاً (والجارية تحفظه بعد المرة الثالثة) ويعمل هذا مع كل الشعراء. أصيب الشعراء بالخيبة والإحباط، حيث أنه كان يتوجب على الأمير دفع مبلغ من المال لكل قصيدة لم يسمعها ويكون مقابل ما كتبت عليه ذهباً. فسمع الأصمعي بذلك فقال إن بالأمر مكر. كلمات قصيدة صوت صفير البلبل. فأعد قصيدة منوعة الكلمات وغريبة المعاني. فلبس لبس الأعراب وتنكر حيث أنه كان معروفاً لدى الأمير. فدخل على الأمير وقال إن لدي قصيدة أود أن ألقيها عليك ولا أعتقد أنك سمعتها من قبل. فقال له الأمير هات ما عندك، فقال القصيدة. الخليفة يحفظ من أول مرة والغلام من الثانية والجارية من الثالثة.
صوت صفير البلبل كلمات
فهناك ارتباط وثيق إذن بين تكوين الجسم كله وتكوين الخلق في صميمه، وبين طبيعة الصوت وقدرته على ترجمة (الشخصية) لمن يصغي إليه.
كلمات صوت صفير البلبل مكتوبة
وكأن في وجه الأديب زجاجتي فوتوغراف لا تريان إلا ما في الوجود، لا عيني إنسان يحس ويشعر. أين إذن عاطفة الشاعر؟ وهل يرى الشاعر الحزين اليائس ربيعاً مشرقاً جميلاً؟ ألا يرى في الربيع الوحشة والكآبة والحزن؟ وهل يشعر المسلول القانط بجمال الزهر؟ والشاعر الفرح؟ ألا يرى في الشتاء وفي الخريف جمالاً وبهجة، ويبصر فيهما ورداً وزهراً؟
إن في شعر هؤلاء المتشاعرين المقلدين كل شيء إلا الحياة، إلا العاطفة، إلا الروح. هو شعر ميت، تمثال حسناء، ولكنه من الشمع!
مجلة الرسالة/العدد 357/صوت فضولي! للأستاذ عباس محمود العقاد
منذ أسابيع كانت محطة الإذاعة المصرية تنقل إلى الناس أحاديث شتى من مكان في أرباض القاهرة على ما يظهر
وكانت الأحاديث تجري على صيغة السؤال والجواب، أو الاستيضاح والتوضيح؛ وإن السائلين ليسألون، وإن المجيبين ليجيبون، وإن الأدوار لتتوالى دورا ًبعد دور، إذا بصوت لم يدعه أحد، ولم يأذن له أحد، ولم ينتظره أحد، ولم يسأله سائل أن يجيب، قد شق الفضاء وحيداً ثم ذهب بعيداً... حتى توارى في حجاب الصمت، وغاب عن الأسماع كما هو غائب عن الأبصار صوت فضولي! كلمات صوت صفير البلبل مكتوبة. لكنه أحق من أصحابْ الدار، ومن المدعوين الأصلاء، ومن سائر الأصوات أن يسمع في هذا الأوان
لأنه صوت الكروان
الكروان في المذياع، يقتحمه اقتحاماً بغير داع
أذكرني هذا الصوت الفضولي احتفال الأمريكيين بذكرى الشاعر الإنجليزي العظيم وليام وردزورث منذ أعوام
فإنهم أقاموا في صومعته التي عاش فيها أكثر أيام حياته مذياعاً ينقل إلى عشاق أدبه ما كان يسمعه بأذنيه، ويترجمه لحناً في قصيده. فلما كان الموعد المعروف أصغى المحتفلون في القارة الجديدة إلى أصداء الأثير المنطلقة من الصومعة، فإذا هم يسمعون زقاء العصافير ودقات الساعة القديمة وحفيف الأشجار وخفقات الهواء، وكل ما كان في سمع الشاعر وقلبه وخياله، وفي أوزان شعره وآيات وحيه، كأنهم نقلوا عالم الأطياف كله، فنقلوا أطياف العصافير ومناظر الربيع، كما نقلوا طيف الشاعر من العالم الأخير ومن حصن الخلود المنيع
لكن أطيار (وردزورث) كانت مدعوة منتظرة في موعدها المعروف.
ومن أنواع الشرك الأصغر: الرياء مثل أن يقوم الإنسان يصلي لله عز وجل،
ولكنه يزين صلاته لأنه يعلم أن أحداً من الناس ينظر إليه فيزين صلاته
من أجل مراءاة الناس فهذا مشرك شركاً أصغر؛ لأنه فعل العبادة لله لكن
أدخل عليها هذا التزيين مراءاة للخلق، وكذلك لو أنفق ماله في شيء
يتقرب به إلى الله لكنه أراد أن يمدحه الناس بذلك فإنه مشرك شركاً
أصغر، وأنواع الشرك الأصغر كثيرة معلومة في كتب أهل العلم.
" مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الثاني -
الطاغوت والشرك "
محمد بن صالح العثيمين
كان رحمه الله عضواً في هيئة كبار العلماء وأستاذا بجامعة الإمام محمد
بن سعود الإسلامية
48
20
141, 188
أنواع الشرك - إسلام ويب - مركز الفتوى
والذي قَسَّم الشِّرْكَ إلى ثلاثةِ أنواعٍ: أكبَرُ وأصغَرُ وخَفِيٌّ، فإنَّه لم يخالِفِ القَولَ السَّابِقَ؛ لأنَّه أراد إظهارَ أهميَّةِ الشِّرْكِ الخَفِيِّ، وبيانَ خَفائِه على كثيرٍ مِن النَّاسِ، وكثرةَ وُقوعِهم فيه، وإلَّا فهو داخِلٌ تحت النَّوعَينِ السَّابِقَينِ؛ فإنَّ الشِّرْكَ الخَفِيَّ بَعضُه مِنَ الشِّرْكِ الأكبَرِ، وبَعضُه مِنَ الأصغَرِ [119] يُنظر: ((مجموع فتاوى ابن باز)) (1/47).. والمُختارُ: أنَّ الشِّرْكَ قِسمانِ: 1- أكبَرُ. 2- أصغَرُ [120] يُنظر: ((فتاوى ورسائل ابن عثيمين)) (7/115)، ((الشرك في القديم والحديث)) لأبي بكر زكريا (1/138)..
الفَصلُ الأوَّلُ: الشِّرْكُ الأكبَرُ: تعريفُه وحُكمُه وأقسامُه. الفَصلُ الثَّاني: الشِّرْكُ الأصغَرُ: تعريفُه وحُكمُه وأقسامُه. انظر أيضا:
البابُ الأوَّلُ: تعريفُ الشِّرْكِ وبيانُ أنَّ الأصلَ في النَّاس التَّوحيدُ وبيانُ بَدءِ الشِّرْكِ وخَطَرِه. البابُ الثَّالِثُ: وسائِلُ الشِّرْكِ.
السؤال: ما هي أنواع الشرك؟
الإجابة: سبق في غير هذا الموضع أن التوحيد يتضمن إثباتاً ونفياً، وأن الاقتصار
فيه على النفي تعطيل، والاقتصار فيه على الإثبات لا يمنع المشاركة
فلهذا لا بد في التوحيد من النفي والإثبات، فمن لم يثبت حق الله عز
وجل على هذا الوجه فقد أشرك. والشرك نوعان: شرك أكبر مخرج عن الملة، وشرك دون ذلك. النوع الأول: الشرك الأكبر، وهو: "كل شرك أطلقه الشارع وهو يتضمن خروج
الإنسان عن دينه" مثل أن يصرف شيئاً من أنواع العبادة لله عز وجل لغير
الله، كأن يصلي لغير الله، أو يصوم لغير الله، أو يذبح لغير الله،
وكذلك من الشرك الأكبر أن يدعو غير الله عز وجل مثل أن يدعو صاحب قبر،
أو يدعو غائباً ليغيثه من أمر لا يقدر عليه إلا الله عز وجل وأنواع
الشرك معلومة فيما كتبه أهل العلم. النوع الثاني: الشرك الأصغر وهو: "كل عمل قولي، أو فعلي أطلق عليه
الشرع وصف الشرك ولكنه لا يخرج من الملة" مثل الحلف بغير الله فإن
النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " من حلف
بغير الله فقد كفر أو أشرك "، فالحالف بغير الله الذي لا يعتقد
أن لغير الله تعالى من العظمة ما يماثل عظمة الله فهو مشرك شركاً
أصغر، سواء كان هذا المحلوف به معظماً من البشر أم غير معظم، فلا يجوز
الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولا برئيس، ولا وزير، ولا يجوز
الحلف بالكعبة، ولا بجبريل، وميكائيل، لأن هذا شرك، لكنه شرك أصغر لا
يخرج من الملة.