فانحدر إبليس وأهلك أموال أيّوب وأولاده الواحد تلو الآخر، ولكن لم تزد هذه الحوادث أيّوب إلاّ ثباتاً على الإيمان وخضوعاً لقضاء الله وقدره. وايوب اذ نادي ربه اني مسني الضر وانت. فسأل الشيطان الله سبحانه أن يسلطه على زرعه وغنمه فسلطه، فأحرق كلّ زرعه، وأهلك كلّ غنمه، فلم يزدد أيّوب إلاّ حمداً وشكراً. وأخيراً طلب الشيطان من الله أن يسلطه على بدن أيّوب ليكون سبب مرضه، وهكذا كان بحيث لم يكن قادراً على الحركة من شدّة المرض والجراحات، لكن من دون أن يترك أدنى خلل في عقله وإدراكه. والخلاصة، فقد كانت النعم تسلب من أيّوب الوحدة تلو الاُخرى، ولكن شكره كان يزداد في موازاتها، حتّى جاء جمع من الرهبان لرؤيته وعيادته، فقالوا: قل لنا أي ذنب عظيم قد إقترفت حتّى إبتليت بمثل هذا الإبتلاء؟ وهنا بدأت شماتة هذا وذاك، وكان هذا الأمر شديداً على أيّوب، فقال مجيباً: وعزّة ربّي انّي ما أكلت لقمة من طعام إلاّ ومعي يتيم أو مسكين يأكل على مائدتي، وما عرض لي أمران كلاهما فيه طاعة لله إلاّ أخذت بأشدّهما عليّ. عند ذاك كان أيّوب قد إجتاز جميع الإمتحانات صابراً شاكراً متجمّلا: وهو يناجي ربّه بلسان مهذّب ودعا أن يكشف عنه ضرّه بتعبير صادق ليس فيه أدنى شكوى - وهو ما ذكرته الآية المتقدّمة: (ربّه أنّي مسّني الضرّ وأنت أرحم الراحمين)- وفي هذه الأثناء فتحت أبواب الرحمة الإلهيّة، ورفع البلاء بسرعة، وإنهمرت عليه النعم الإلهيّة أكثر من ذي قبل ( 1).
وايوب اذ نادي ربه اني مسني الضر وانت
الرابع عشر: أن معنى {مسني الضر} من شماتة الأعداء؛ ولهذا قيل له: ما كان أشد عليك في بلائك؟ قال شماتة الأعداء. قال ابن العربي: وهذا ممكن فإن الكليم قد سأله أخوه العافية من ذلك فقال {إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء}[الأعراف: 150]. الخامس عشر: أن امرأته كانت ذات ذوائب فعرفت حين منعت أن تتصرف لأحد بسببه ما تعود به عليه، فقطعت ذوائبها واشترت بها ممن قوتا وجاءت به إليه، وكان يستعين بذوائبها في تصرفه وتنقله، فلما عدمها وأراد الحركة في تنقله لم يقدر قال {مسني الضر}. وقيل: إنها لما اشترت القوت بذوائبها جاءه إبليس في صفة رجل وقال له: إن أهلك بغت فأخذت وحلق شعرها. فحلف أيوب أن يجلدها؛ فكانت المحنة على قلب المرأة أشد من المحنة على قلب أيوب. وايوب اذ نادي ربه اني مسني الضر و انت ارحم الراحمين. قلت: وقول سادس عشر: ذكر ابن المبارك: أخبرنا يونس بن يزيد عن عقيل عن ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوما النبي صلى الله عليه وسلم وما أصابه من البلاء؛ الحديث. وفيه أن بعض إخوانه ممن صابره ولازمه قال: يا نبي الله لقد أعجبني أمرك وذكرته إلى أخيك وصاحبك، أنه قد ابتلاك بذهاب الأهل والمال وفي جسدك منذ ثمان عشرة سنة حتى بلغت ما ترى ألا يرحمك فيكشف عنك!
[٨] وجزاء لصبره وهب الله له أبناءه وماله مضاعفاً، فأعاد الله له ماله الذي هلك ومثله معه، وقيل وضعت له زوجته أبناءً وبناتاً ضِعف الذين ماتوا، فكان هذا رحمة الله به لصبره وشكره، وحَفظ الله له مكانته في الآخرة فدرجته عظيمة، ومكانته رفيعة، وأجره وافٍ على صبره. [١٠]
دروس وعبر من صبر أيوب
تعلّمنا قصة نبي الله أيوب -عليه السلام- كيف يهب الله للصابرين أضعافا مضاعفة جزاءَ صبرهم على ما ابتلاهم به ، فقد قال -تعالى-: ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)، [١١] وسبحان الله كيف يسوق البلاء إلى العبد ليزيده نعيماً إن صبر. وها هي البشارة من الله -سبحانه وتعالى- للصابر على ما ابتُلِي به، وقد لا يصل المسلم لصبره وعبادته، لكنّه -عليه السلام- قدوة لنا في الصبر كما نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- ، فالصابر على البلاء حين يتوجَّه إلى الله بالدعاء، ويشكو إلى الله ما هو أعلم به منه، ويكون مؤمناً بإجابة الله، وصادق القلب معه -سبحانه-، يَجْبُره الله ويكشف الغمَّة ويرفع النقمة ويزيل البلاء. إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة الأنبياء - قوله تعالى وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين - الجزء رقم8. الجمع بين الصبر والدعاء
معنى الصبر في اللغة: حبس النفس عن الجزع والشكوى، [١٢] أما الدعاء: هو اللّجوء إلى الله والثناء عليه وعبادته، [١٣] ولا يتنافى معنى الصبر مع الدعاء، فنبيُّ الله أيوب -عليه السلام- لم يترك الصبر حين دعا الله، ولو لم يستجب له الله دعاءه لبقي راضياً صابراً، فسمَّاه الله -تعالى- صابراً.
فقد اغتظت لفضوله المبتذل، لهذا رفضته وجدفت عليه فلم ينظر
إلى أبدًا فيما بعد (7)
وبدأ
سارتر يقتل في نفسه الإحساس بالله، فشعر بالوحدة القاتلة حتى قال
" أصبحت
راشدًا وحيدًا، لا أب ولا أم ولا مقر لي، وأكاد أكون بلا أسم (8)
وبسبب افتقاره الشديد للحب أساء فهم الحياة، فقال " كل إنسان يولد دون مبرر،
ويستمر في ضعف، ويموت بلا هدف " وهكذا أصبحت الحياة بالنسبة له بلا معنى. ب -
الشهوة:
يحب الإنسان أن يسير حسب أهوائه وشهواته
وفي ذات
الوقت يريد أن يستريح من متاعب الضمير.. يريد أن يعيش في الخطية والفساد ويود
أن يهرب من الدينونة والعقاب، فماذا يفعل.. ما هو الإلحاد - أجيب. ؟ يلجأ إلى إنكار وجود اله " قال
الجاهل في قلبه ليس إله" (مز 14:1) ، ولذلك قالوا إن " وراء كل إلحاد شهوة "
وأخذوا يحتجون بحجج جوفاء، فقالوا عدم رؤيتنا لله تؤكد عدم وجوده، وهذا ما احتج
به بعض العلماء منذ القرن الثالث عشر وحتى القرن العشرين إذ أتبعوا المنهج
التجريبي أي ما لا يمكن أن تراه العين وتسمعه الأذن وتلمسه اليد ويكون له
مقاييس ومكاييل فلا وجود له. كما ادعوا أن الدين ما هو إلا لغز كقول "دافيد هيوم" أحد فلاسفة اللاأدريين " إن الديانة في كل أبوابها لغز وسر لا يحل (9).
أسباب الإلحاد - مركز يقين
ومن هنا فإن فكرة إنكار وجود الخالق سبحانه وتعالى في نمط الإلحاد العربي المعاصر هي فكرة طارئة عليه وليست قديمة كما هي في نمط الإلحاد الغربي. وسيأتي عند ذكر الأسباب بيان العوامل التي أسهمت في هذا التطور لنمط الإلحاد العربي الحديث. وخلاصة ما يقدمه الملاحدة في جميع أنماطهم هو أن الإنسان لا يساوي شيئاً في هذا الوجود العبثي الذي جاء صدفة وسينتهي صدفة ولا قيمة تذكر له لا في لحظة ميلاده ولا بعد مماته، وإنما هو مجموعة من الذرات المادية التي اجتمعت بغير سبب والتي غداً ستفترق لا أدنى مغزى ولا معنى في الحياة!! المراجع:
1- كيف تحاور ملحداً - أمين خربوعي. 2- الإلحاد مشكلة نفسية - د. أسباب الإلحاد. عمرو شريف. 3- مليشيا الإلحاد - عبدالله العجيري. 4- ميديا الإلحاد - أحمد حسن.
ما هو الإلحاد - أجيب
وقد دخلت هذه المنظومة على أنها شيء متكامل لا يمكن التمييز فيه بين ما يمكن قبوله وما يلزم رفضه. واستقر في أذهان الكثيرين – من النخبة والعامة – أن التقدم الحضاري الغربي سببه أن الغربيين عزلوا الدين، بل نحّوا فكرة الإله الخالق من أذهانهم، فيلزم أن نفعل الشيء ذاته للوصول إلى النتيجة نفسها! ولا شك أن هذه الفكرة عاطفية إنشائية، لا تثبت أمام الاستدلال العقلي المعتمِد على مساءلة تاريخ الحضارة. ماهو الالحاد. الظلم السياسي والاجتماعي الذي لا تزال أمتنا ترزح تحته، والذي يسعى بعض من يمارسه إلى تسويغه باسم الدين، انطلاقا من بعض الفهوم المتكلسة لمعاني نصوص الوحي. ولا شك أن هذا التحالف بين الظلم والدين المحرف، يؤدي ببعض الناس إلى التمرد على الدين وإنكار أصوله كلها. الضعف المعرفي الناتج خصوصا عن إشكالات التعليم المتراكمة في بلادنا. وهذا الضعف يكرس السطحية الفكرية والعجز عن الفهم العميق للإشكالات المعرفية الخطيرة التي يطرحها انتشار الإلحاد في وجه الحضارة الإنسانية. الخلل النفسي المتمثل في العجز عن الملاءَمة بين ممارسة التدين في مراتبه العالية والتعامل مع مُخرَجات الحضارة المادية الشهوانية المعاصرة. وبسبب عدم فهم مراتب الأعمال وما يتيحه الإسلام من إمكانات للتعامل مع ضعف النفس البشرية، فإن الكثيرين يختارون التضحية بالتدين عبر رفض المنظومة الدينية بأكملها، لتسلم لهم تلبية الشهوات المتاحة بيسر كبير في هذا العصر.
ما هو الملحد ؟ | المرسال
– من المعروف أن اليهود ساهموا في نشر الإلحاد خاصة في القرن السابق من خلال نشر نظريات ماركس في الاقتصاد والتفسير المادي، ونظريات فرويد وغيرها.. مستغلين محاربة الكنيسة للعلم واضطهادها له، ومما قاله دعاة الشيوعية المنهارة:
ماركس: الدين أفيون الشعوب، لينين: الإلحاد هو شيء طبيعي في الماركسية بل هو روح الماركسية. – من خطورة الإلحاد أنه يؤدي بالإنسان إلى الكفر بيوم القيامة، وبالثواب والعقاب، وبالجنة والنار، وبكل المعتقدات والعبادات لتي بها ينال العبد رضاء ربه، وكذلك يصلح حال البشر في الدنيا، ويكفيهم عقابًا أن طمس الله على قلوبهم. * أنواع الإلحاد:
1- الإلحاد الإنكاري "إلحاد كامل":
وهو لفئة قرأت وتعمّقت في دراسة وجود الخالق لكنها وصلت إلى إنكار وجوده، وبالتالي رفض الأديان جملة وما يتعلق بها؟!! وهذا النوع مخرج عن الملة لأنه أوجب الكفر. ما هو الملحد ؟ | المرسال. 2- الإلحاد الرافض "إلحاد جزئي":
وهو لفئة تعلم أن الله موجود، لكن غلبت عليها شقوتها وباتت تتصرّف كأن الله غير موجود، فتنتهك المحرّمات وتسخر من الدين.. وهذا النوع يمكننا أن نطلق عليه الإلحاد الكاذب، وهو مخرج عن الملة كذلك، غير أنه في منزلة أقل من سابقتها. ومن هنا لا بد معرفة المخاطبين وأفكارهم للبدء منها والبناء عليها، ولا بد أيضا معرفة أسباب الإلحاد.
أسباب الإلحاد
يقول الكتاب المقدس أن قبول وجود الله لابد أن يكون بالإيمان. تقول رسالة العبرانيين 6:11 "وَلَكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ". ويذكِّرنا الكتاب المقدس أننا مباركين عندما نصدق الله ونثق به بالإيمان، " قَالَ لَهُ يَسُوعُ: لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا" (يوحنا 29:20). يجب أن نقبل وجود الله بالإيمان، ولكن هذا لا يعني أن الإيمان بالله بعيد عن المنطق. فهناك الكثير من الحجج التي تثبت وجود الله. ويعلمنا الكتاب المقدس أن وجود الله يمكن يرى بوضوح في الكون (مزمور 1:19-4)، وفي الطبيعة (رومية 18:1-22)، وفي قلوبنا (جامعة 11:3). ومع كل هذا، لا يمكن إثبات وجود الله؛ بل يجب قبوله بالإيمان. وفي نفس الوقت، يحتاج الإلحاد إلى نفس القدر من الإيمان. فيعني القول بأن: "الله غير موجود" الإدعاء بمعرفة كل ما يمكن معرفته بشأن جميع الأشياء، والذهاب إلى كل مكان في الكون، ومشاهدة كل ما يمكن أن يُرى. وبالطبع لا يستطيع أن يدَّعي أي من الملحدين ذلك.
تضخيم نقائص المتدينين وتحميل الدين تبعاتها ، سواء تلك المتعلقة بالنقص البشري كالعجز والظلم والجهل والشهوة والكسل واتباع الهوى ونحو ذلك، أو المتعلقة بالخلل في تطبيق الدين بفهم منحرف أو تأويل بعيد لنصوص الوحي. وهذا خلل منهجي كما سبقت الإشارة إليه. التعرض للشبهات دون تحصيل الحد الأدنى من المناعة الفكرية، وذلك بالدخول في نقاشات غير متكافئة مع الملاحدة ومنتقدي الأديان، مع الاستهانة بقدرات الخصم على التشكيك والهدم. ويكرّس هذا الأمرَ لدى كثير من الشباب، مزاجُ الانطلاق والتحرر ورفض "الوصاية" من العلماء وأهل الخبرة. القصور في نظام الوعظ والدعوة ، وعجز التيار المتدين عن الاحتضان الروحي العملي للشباب، والاكتفاء – في أحيان كثيرة – بدروس علمية جافة أو مواعظ ينقصها التجديد والإبداع، بدلا من ممارسة التأطير الروحي والتربوي للأفراد. جمود الدرس العقدي ، واجتراره نفس الموضوعات التقليدية المتكررة، دون قدرة على تجديد نفسه ليواكب المستجدات العقدية المتسارعة، والشبهات الإلحادية التي تتساقط على رؤوس شبابنا، دون أن تكون لهم حيلة في دفعها! وبعد بيان أسباب الإلحاد باختصار شديد، سنحاول في المقالات التالية – إن شاء الله – رصد ومناقشة العلاقة بين الفلسفة والإلحاد.?