حكم قول يامن امره بين الكاف والنون ابن عثيمين - YouTube
- حكم قول : ( يا من أمره بين الكاف والنون ) - الإسلام سؤال وجواب
- لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم
- قال تعالى لقد جاءكم رسول من أنفسكم
- لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ماعنتم
حكم قول : ( يا من أمره بين الكاف والنون ) - الإسلام سؤال وجواب
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،
السؤال: نرجو معرفة حكم قول: ( يا من أمره بين الكاف والنون) ؟ وخاصة أنها كَـثُـرت على ألسنة الدعاة ، فما حكمها ؟
الجواب:
الحمد لله
هذا القول قد انتشر على ألسنة بعض الخطباء ، وهم يريدون بذلك أن ما أمر الله به يقع فوراً ، ولا يتأخر وقوعه ، وهو معنى صحيح بلا
شك ، قال الله تعالى: (وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) القمر/50. ولكن هذا اللفظ عند التأمل نجده غير صحيح ، ومخالفاً لما دل عليه القرآن. ولعل هذه العبارة مقتبسة من أبيات لأبي محمد التيمي ، وهي قوله:
لا تخضعنّ لمخلوق علي طمعٍ فإن ذلك مُضرّ منك في الدينِ
واسترزقِ الله مما في خزائنه فإنما الأمر بين الكاف والنون
إن الذي أنت ترجـوه وتأمله من البرية مسكينُ ابن مسكين
"رسائل الثعالبي" (ص29) ، "الأغاني" (20/70). حكم قول : ( يا من أمره بين الكاف والنون ) - الإسلام سؤال وجواب. قال الله عز وجل: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) البقرة/117. وقال تعالى: ( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) آل عمران/59. وقال سبحانه: ( إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) النحل/40
وهذا يعني أن الأمر لا يتم إلا بعد قوله تعالى: ( كن) ، أما قبل النون فلم يتم الأمر من الله للشيء ، فلا يكون حتى يأمره الله.
قال الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى:
" اشتهر بين العوام أنهم يقولون: ( يا من أمره بين الكاف والنون) وهذا خطأ ، ليس أمر الله بين الكاف والنون ، بل بعد الكاف والنون ؛
لأن الله قال: ( كُنْ فَيَكُونُ) البقرة/117. متى؟ بعد "كن". فقولهم: "بين الكاف والنون" خطأ ، يعني: ما تم الأمر بين الكاف والنون ، لا يتم الأمر إلا بالكاف والنون ، لكنه بعد
الكاف والنون فوراً كلمحٍ بالبصر ". انتهى. "الباب المفتوح" (186/10). وقال أيضاً في "شرح الأربعين النووية" (ص 65):
" أود أن أنبه على كلمة دارجة بين العوام: ( يا من أمره بين الكاف والنون) ، وهذا غلط عظيم ، الصواب: ( يا من أمره - مأموره - بعد
الكاف والنون) ، لأن ما بين الكاف والنون ليس أمراً ، الأمر لا يتم إلا إذا جاءت الكاف والنون ، لأن الكاف المضمومة ليس أمراً ، والنون
كذلك ، لكن باجتماعهما تكون أمراً. فالصواب أن تقول: ( يا من أمره - مأموره - بعد الكاف والنون) " انتهى. فالذي ينبغي للخطباء والدعاة ألا يتعجلوا في قول شيء حتى يتأكدوا من صوابه ، إما بالبحث بأنفسهم ، وإما بسؤال أهل العلم. والله أعلم. الإسلام سؤال وجواب
منقول للفائدة........
1- المسلم يعيش لأمته:
2- الحركة والفاعلية بالخير شعار هذه الأمة
3- وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى:
المسلمُ يعيشُ واقعَهُ متفاعلاً مع أحداثه، مشارِكاً الناسَ همومهم، ساعياً في الخير فيما تبلُغُهُ يدُهُ، باذلاً النصحَ، لا يبخلُ بكلمةٍ أو جهدٍ أو عملٍ، فهو لا يعيشُ لنفسه في أنانيةٍ سلبيةٍ، ومن هنا نفهمُ سرَّ جملةٍ من الأحاديث التي تؤكدُ على هذا الواجب الجمعي العظيم، كقوله صلى الله عليه وسلم: ( حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس). قال تعالى لقد جاءكم رسول من أنفسكم. أحرجه البخاري:1240 ومسلم: 2162
وقوله: ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم). أخرجه أحمد: 5022 والترمذي: 2507 وابن ماجه: 4032
وقوله: ( المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه ولا يُسلمه). البخاري: 2310ومسلم: 2580
وهذه من أخصِّ صفاتِ الرسلِ والأنبياء، لأنّ محورَ رسالتهم السعيُ في إصلاح الناس، وتغييرِ واقعهم إلى أفضل، قال تعالى في وصف رسولنا صلى الله عليه وسلم: { لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة:128].
لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم
إذا فالطب الشرعي هو علم الحقيقة. وما ورد في سورة النساء بتحريم قتل النفس أية 28،93 [ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما] [ومن قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها، وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما] والآية 151 من سورة الأنعام (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ذلكم وصآكم به لعلكم تعقلون). وهو كما جاء بقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) صدق الله العظيم. بعض أسرار قراءة آيةالحرص العظيمة. في السيرة النبوية وتاريخ القضاء الإسلامي *
1- في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم: أمر رسول الله عليا رضوان الله عليه برجم رجل كونه ارتكب جريمة الزنا، فلما ذهب ينفذ فيه الحد وجده مجبوبا (أي مقلوع الذكر) فرجع إلى النبي عليه الصلاة والسلام وأخبره بذلك فلم يعاقبه ولم ينفذ الحد مستدلا بعدم قدرته على القيام بهذا العمل. 2- في عهد سيدنا عمر رضي الله عنه: حيث عشقت امرأة شابا وأرادت النيل منه ثم شكته إلى عمر بن الخطاب، وكانت قد دبرت حيله للوصول إلى الأضرار بهذا الشاب، وهي كسر بيضة بين فخذيها بعد إزالة المادة الصفراء فجاءت تشكو اغتصاب الشاب لها. فأراد سيدنا عمر إقامة الحد عليه فأشار عليه سيدنا علي رضي الله عنه أن أتي بماء فاتر، فصب على المادة التي تشبه المني، فظهرت رائحة البيض فرفع الحد على ذلك الشاب.
قال تعالى لقد جاءكم رسول من أنفسكم
[1] جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام - ابن قيم الجوزية ص 536
[2] المصدر السابق - ص 525 -526
[3] سورة التوبة: 128
[4] سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد" للإمام محمد بن يوسف الصالحي الشامي (12/411)
[5] ذوق الصلاة عند ابن القيم ص 82 لعادل بن عبد الشكور بن عباس الزرقي
لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ماعنتم
الوقفة الرابعة: { قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} كلمة صريحةً واضحةً، صرخ بها بين ظهراني قومه، ولربما كان هذا الإنسان قبل أن يمن الله تعالى عليه بالإيمان، لا يقوى أن يرفع طرفه إلى الملأ من قومه، مما يجد في نفسه من الشعور بالذلة والمهانة، فهو ليس من علية القوم، وكما قال بعض المفسرين: أنه كان يعمل (إسكافاً) وهي مهنة بسيطة، لكن الإيمان الذي وقر في قلبه، حمله على أن يشعر بعزة الإيمان، فيصيح بين ظهراني قومه، قائلاً: { يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ}، فالإيمان أكبر حافز على الإيجابية والمبادرة بالخير، وتقديم النصح ونفع الآخرين. ولعل من الجيد أن نسأل أنفسنا: لماذا نتلجلج أحياناً؟ ولماذا نتلكأ؟ ولماذا نحجم؟ إن هذا ناتج عن ضعف الإيمان، وبرودة المعاني التي نعتقدها! شؤم الخصومة والنزاع يؤثر على تجلية ليلة القدر – بوابة الرابطة المحمدية للعلماء. لكن القصة لم تنتهِ عند هذا الحد! بل يظل الإيمان الفاعل يحمل صاحبه على النصح للآخرين، قائماً، فيذكر القرآن أنه بعد أن بُشِّر بالجنة: { قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ}، فسبحان الله! حتى بعد الموت، والفوز بالجنة، لا يزال في قلبه الشعور بالرغبة في النصح للآخرين، ولم يشأ أن يتشفى بهم، أو يجعل ذلك ذريعةً للنيل منهم، وإنما تمنى من سويداء قلبه أن يعلم قومه بعاقبته، لعل ذلك يحملهم على أن يقبلوا نصحه، قال ابن عباس رضي الله عنهما: " نصح قومه في حياته بقوله: {يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ}، وبعد مماته في قوله: { يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ}".
بسم الله الرحمن الرحيم
الآيتـان
{لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ* فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} (128ـ129). لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه. * * *
معاني المفردات
{عَزِيزٌ}: شديد، والعزيز في صفات الله تعالى، معناه المنيع القادر الذي لا يتعذر عليه فعل ما يريده[1]. {عَنِتُّمْ}: العنت: المشقة. {تَوَلَّوْاْ}: أعرضوا. {حَسْبِيَ اللَّهُ}: أحسبه أي كفاه.