الخطبة الثانية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد: فاعلموا أن أحسن الحديث كتاب الله...
إن الوازع الذاتي باستشعار المرء اطلاعَ الله عليه، واستحضارِه علمَ ربه بمغيبه ومشهده، ويقينِه بحسابه يوم القيامة بين يديه، وأن ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ﴾ -هو أعظم ما يُدرأ به الفساد ويُرفع. وتنمية هذه الرقابة في النفوس، وكثرة التذكير بها من أهم ما يجب التواصي به، ويُنشّأ عليه الناشئة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من استعملناه منكم على عمل، فكتمنا مخيطًا، فما فوقه كان غلولًا يأتي به يوم القيامة " رواه مسلم، ويقول: "والله لا يأخذ أحد منكم شيئًا بغير حقه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة". تفسير: (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين). رواه البخاري. وسنة المدافعة بالنصيحة والأمر بالعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحدود وسن العقوبات وإنشاء الأجهزة لمحاربة الفساد سبيل شرعي قويم لرفع الفساد ومنعه، كما قال الله – تعالى -: ﴿ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ [البقرة: 251].
- تفسير: (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين)
- اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم نابلس
تفسير: (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين)
وسيأتي الكلام في قطع الدنانير في " هود " إن شاء الله تعالى. وادعوه خوفا وطمعا أمر بأن يكون الإنسان في حالة ترقب وتخوف وتأميل لله عز وجل ، حتى يكون الرجاء والخوف للإنسان كالجناحين للطائر يحملانه في طريق استقامته ، وإن انفرد أحدهما هلك الإنسان ، قال الله تعالى: نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم فرجى وخوف. فيدعو الإنسان خوفا من عقابه وطمعا في ثوابه; قال الله تعالى: ويدعوننا رغبا ورهبا. وسيأتي القول فيه. والخوف: الانزعاج لما لا يؤمن من المضار. والطمع: توقع المحبوب; قال القشيري. وقال بعض أهل العلم: ينبغي أن يغلب الخوف الرجاء طول الحياة ، فإذا جاء الموت غلب الرجاء. قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله. صحيح أخرجه مسلم. قوله تعالى إن رحمة الله قريب من المحسنين ولم يقل قريبة. ففيه سبعة أوجه: أولها أن الرحمة والرحم واحد ، وهي بمعنى العفو والغفران; قاله الزجاج واختاره النحاس. وقال النضر بن شميل: الرحمة مصدر ، وحق المصدر التذكير; كقوله: فمن جاءه موعظة وهذا قريب من قول الزجاج; لأن الموعظة بمعنى الوعظ. وقيل: أراد بالرحمة الإحسان; ولأن ما لا يكون تأنيثه حقيقيا جاز تذكيره; ذكره الجوهري.
أجل أيها الكرام, " فحين يستنكر أَهلُ السُّنَّةِ مِثلَ هَذِهِ الأَعمَالِ ويستنكرون أَن يُعتَدَى عَلَى مُعَاهَدٍ يَعِيشُ في بَلَدِهِم، وَيعَدُّون هَذَا دِينًا يَدِينُونَ اللهَ بِهِ، فَإِنَّهُ لا يَعني بِحَالٍ أَنَّهُم يُوَالُونَ الكُفَّارَ وَالمُشرِكِينَ، أَو يُصَحِّحُون عَقَائِدَ أَهلِ الضَّلالِ أيًّا كَانُوا، أَو يُوَافِقُون أَصحَابَ الأَهوَاءِ عَلَى بِدَعِهِم، أَو يُجَامِلُونَ بِذَلِكَ أَحَدًا، لا وَاللهِ وَكَلاَّ، فَالحَقُّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ، وَصِرَاطُ اللهِ وَاحِدٌ لا يَتَعَدَّدُ ". وإلا فلا تخفى سوابق الرافضة وجرائمهم, لكن هذا لا يلزم منه أن يعتدى على عامتهم, بلا تفريق بين كبير وصغير, ولا مكان عبادة ولا غيره, وإذا كان النبي –عليه الصلاة والسلام- يوصي أصحابه عند المعارك بتجنب الأطفال والشيوخ ودور العبادة, فما الظن بمن بقي عندك بعقد أمان, لم ينقضه هو بذاته إلى الآن؟! وبعيداً عن حدث الأسبوع أقول: لقد نالنا قبلُ من أصحاب الغلو ما نال, وسُفِكَتْ دماء مسلمةٌ في ساحات الجهاد, وفي هذه البلاد بحججٍ واهية, من قِبل قومٍ كثيرٌ منهم باع نفسه لله, وبحث عن نصرة الدين, ولكن حسن النوايا لا يكفي, والاجتهاد ليس هذا مجاله, ودماء المسلمين وأمنهم ليست محل اجتهاد.
والحديث من أفراد المؤلف رحمه الله. ووهم الحافظ ابن كثير رحمه الله؛ حيث عزاه في تفسيره 3/293 لصحيح البخاري). انتهى والأظهر أنه مع كونه (فرداً) فإنه = تفرد ثقةٍ عن ثقةٍ بما لا ينكر لفظه، ووافق محله.. وكونه غريباً بهذا اللفظ لا يعني عدم ثبوته. والله أعلم رد: أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم راجعت "الترغيب والترهيب" الذي حققه الشيخ الالباني و طبعته دار المعارف الطبعة الاولى 1424 فإذا الحديث وارد من طريقين: الاول: عن حيوة بن شريح قال: لقيت عقبة بن مسلم فقلت له: بلغني انك حدثت عن عبد الله بن عمرو بن العاص ان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول اذا دخل المسجد: "اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم و سلطانه القديم من الشيطان الرجيم", قال: أقطِّ؟ قلت: نعم قال: "فاذا قال ذلك قال الشيطان: حفظ مني سائر اليوم" رواه ابو داود. (صحيح) الترغيب 662/2 رقم 2347 الثاني: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من خرج من بيته الى المسجد فقال: اعوذ بالله العظيم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم ربي الله توكلت على الله فوضت امري الى الله ولا حول ولا قوة الا بالله قال له الملك كفيت وهديت ووقيت" ذكره رزين (منكر) الترغيب رقم 2348.
اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم نابلس
أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم فضلا ،هل يثبت الدعاء به عند دخول المسجد ؟
وهل تراجع الشيخ الألباني _رحمه الله _عن تصحيحه؟
أرجو الإفادة عاجلا بارك الله فيكم. رد: أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم هذا الحديث من أفراد الإمام أبي داود لم أر غيره رحمه الله رواه وخرّجه.. فهو حديثٌ (فرد). أخرجه من طريقه الإمام البيهقي في (الدعوات الكبير رقم 68)، وابن حجر من طريق الخطيب عنه في (نتائج الأفكار 1/277). أما سنده = سندٌ جيد رجاله موثقون.. متصلوا السماع. ومثل هذا الخبر إذا أتى على هذه الصفة سمي: (غريبا).. مع ثبوت غيره من الأخبار واشتهارها بخلاف صيغته. - قال عنه الإمام النووي في (الأذكار): (حديثٌ حسن رواه أبو داود بإسناد جيد). انتهى - وقال عنه الإمام ابن حجر في (نتائج الأفكار): (هذا حديث حسن غريب، ورجاله موثقون، وهم من رجال الصحيح إلا إسماعيل وعقبة). انتهى - وقال عنه السيوطي في (جمع الجوامع): (حسن) رامزاً له بذلك. - وقال عنه الشيخ الألباني في آخر كتاباته رحمه الله _ ولا أعلم له تراجعاً عنه _ في (صحيح أبي داود وضعيفه / قسم الصحيح 2/364): (قلت: إسناده صحيح، وقال النووي: حديث حسن، إسناده جيد.. ثم ذكر إسناده؛ وقال: قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات، وقواه النووي كما ذكرنا آنفا، وهو في الأذكار له.
عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَالَ: ((أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ، وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ، مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)) قَالَ: أَقَطْ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: ((فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ قال الشَّيْطَانُ: حُفِظَ مِنِّي سَائِرَ الْيَوْمِ عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: علم النبي -صلى الله عليه وسلم- الحسن بن علي -رضي الله عنهما-.. إذا دخل المسجد أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: «اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وافتح لنا أبواب رحمتك.