ولهذا أخرجه البخاري في بعض المواضع في الزكاة بهذا اللفظ –الصدقة، أن النبي ﷺ كان يأمرهم بالصدقة، ولكن على كل حال جاء في بعض الروايات بهذا وهذا معاً، أنه يأمرهم بالصدقة والصدق، ولا مانع أن يذكر هذه القضية المتفق على أنها أمر طيب ومطلوب. التفريغ النصي - شرح فتح المجيد شرح كتاب التوحيد [6] - للشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان. قوله: والعفاف والصلة، الصلة أمر متفق عليه بينهم وبينه ﷺ، وهو أمر يقرون به وبحسنه وبفضله، وأنه أمر يُثنَى على الإنسان فيه، ولذلك قالت خديجة -رضي الله تعالى عنها- أول ما جاء النبي ﷺ بعدما نزل عليه الوحي فجاءها وهو ترعُد فرائصه: كلا والله لا يخزيك الله، إنك لتصل الرحم وتكسب المعدوم وتقري الضيف [2] ، فذكرت الصلة. وهنا ذكر العفاف، والعفاف يشمل ما يتعلق بالعفاف من ناحية الأموال، والعفاف عما في أيدي الناس، والعفاف بحفظ الفرج عن مواقعة ومقارفة ما لا يليق، إلى غير ذلك. قوله: ويأمرنا الصلاة والصدق والعفاف والصلة، وهذه الأمور التي يأمر بها النبي ﷺ هي ما يسميه العلماء -رحمهم الله- بدلائل النبوة، وذلك أن هرقل لم يسأل عن المعجزة، لكن سألهم عن حاله ﷺ، وسألهم عن الأشياء التي يقولها ويدعو الناس إليها، فذكروا له هذه الأمور، فعرف بها نبوته ﷺ حتى إنه قال لهم: إن كان كما قلتم فسيملك ما تحت قدمي هاتين، ولو أستطيع أن أخلص إليه لأتيته ولغسلت عن قدميه، وجمع قومه وكبراء مملكته في دَسْكَرة وأغلق الأبواب، ثم عرض عليهم دعوة النبي ﷺ والإيمان به، فنفروا نفرة عظيمة، واتجهوا إلى الأبواب فوجدوها مغلقة، ثم قال: إنما أردت أن أختبركم، وأختبر ثباتكم على دينكم، فسجدوا له.
التفريغ النصي - شرح فتح المجيد شرح كتاب التوحيد [6] - للشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان
أخبرنا الأستاذ الإمام أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري ، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الإسفرايني ، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق ، أنا يزيد بن سنان ، أخبرنا عثمان بن عمر ، أخبرنا أبو عامر الخزاز ، عن أبي عمران الجوني ، عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ، وإذا طبخت مرقة فأكثر ماءها واغرف لجيرانك منها ". أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، أنا محمد بن إسماعيل ، أنا محمد بن منهال ، أنا يزيد بن زريع ، أنا عمر بن محمد ، عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ". قوله تعالى: ( والصاحب بالجنب) يعني: الرفيق في السفر ، قاله ابن عباس رضي الله عنهما وجماعة وعكرمة وقتادة ، وقال علي وعبد الله والنخعي: هو المرأة تكون معه إلى جنبه ، وقال ابن جريج وابن زيد: هو الذي يصحبك رجاء نفعك. واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. ( وابن السبيل) قيل: هو المسافر لأنه ملازم للسبيل ، والأكثرون: على أنه الضيف ، أخبرنا الأستاذ الإمامأبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري ، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الاسفراييني ، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق ، أنا شعيب بن عمرو الدمشقي ، أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار ، أنه سمع نافع بن جبير ، عن أبي شريح الخزاعي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ".
الثاني: حق الوالدين: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [النساء:36]. الثالث: الوصية بذي القربى: وَبِذِي الْقُرْبَى [النساء:36]. الرابع: الوصية باليتامى: بأن يحسن إليهم، ويحفظ مالهم ويقوم عليه بالمصالح التي تصلحه وتنميه، ولا يقربه إلا بالتي هي أحسن كما سيأتي. الخامس والسادس: الوصية بالجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب، فذو القربى هو: الذي بينك وبينه قرابة نسب أو صلة الإسلام. والجار الجنب هو: الذي يكون بجنبك ولو لم يكن من المسلمين، فعليك أن تحترم جواره وتحسن إليه ولا تؤذيه وتبذل نفعك له. الثامن: الوصية بالمساكين. والمساكين: هم الفقراء. التاسع: الوصية بابن السبيل.
من أقوال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام - YouTube
مقدمة نهج البلاغة
13 - قال الفخر الرازي: ( ومن اتخذ علياً
إماماً لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقى في دينه و نفسه). تفسير مفاتيح الغيب 1: 205
14 - وقال أيضاً: ( أما إن علي بن أبي طالب (
عليه السلام) كان يجهر بالتسمية ، فقد ثبت بالتواتر ، ومن اقتدى في
دينه بعلي بن أبي طالب ( عليه السلام) فقد اهتدى ، والدليل عليه قوله
( عليه السلام): اللهم أدر الحق مع علي حيث دار). التفسير الكبير: 1 /205،207
15 - قال جبران خليل جبران: ( إن علي بن أبي
طالب ( عليه السلام) كلام الله الناطق ، وقلب الله الواعي ، نسبته إلى
من عداه من الأصحاب شبه المعقول إلى المحسوس ، وذاته من شدة الإقتراب
ممسوس في ذات الله).
أن يكون غلام
من أبناء عرب مكة ينشأ بين أهله لم يخالط الحكماء وخرج أعرف بالحكمة
ودقائق العلوم الإلهية من أفلاطون وأرسطو، ولم يعاشر أرباب الحكم
الخلقية والآداب النفسانية - لأن قريشاً لم يكن أحد منهم مشهوراً بمثل
ذلك - وخرج أعرف بهذا الباب من سقراط، ولم يُرب بين الشجعان - لأن أهل
مكة كانوا ذوي تجارة ولم يكونوا ذوي حرب - وخرج أشجع من كل بشر مشى على
الأرض، قيل لخلف الأحمر: أيما أشجع: عنبسة وبسطام أم علي بن أبي طالب؟
فقال: إنما يذكر عنبسة وبسطام مع البشر والناس، لا مع من يرتفع عن هذه
الطبقة! فقيل له: فعلى كل حال؟ قال: والله لو صاح في وجهيهما لماتا قبل
أن يحمل عليهما. وخرج أفصح من سحبان وقُس، ولم تكن قريش بأفصح العرب،
كان غيرها أفصح منها، قالوا: أفصح العرب جُرهُمْ وإن لم تكن لهم نباهة. وخرج أزهد الناس في الدنيا وأعفهم، مع أن قريشاً ذوو حرص ومحبة للدنيا. ولا غرو فيمن كان محمد (صلّى الله عليه وآله) مربيه ومخرجه، والعناية
الإلهية تمده وترفده: أن يكون منه ما كان). شرح النهج لابن أبي الحديد، ج16،
ص147، ط الحلبي
11 - قال الجاحظ: سمعت النظام يقول: ( علي بن
أبي طالب ( عليه السلام) محنة للمتكلم ، إن وفى حقه غلى ، وإن بخسه
حقه أساء ، والمنزلة الوسطى دقيقة الوزن ، حادة اللسان ، صعبة الترقي
إلا على الحاذق الذكي).
سفينة البحار: 1/ 123
20 - قال أحدهم: ( هل كان علي ( عليه السلام)
من عظماء الدنيا ليحق للعظماء أن يتحدثوا عنه ؟ ، أم ملكوتياً ليحق
للملكوتيين أن يفهموا منزلته ؟ ، لأي رصد يريد أن يعرفوه أهل العرفان
غير رصد مرتبتهم العرفانية ؟ وبأية مؤونة يريد الفلاسفة سوى ما لديهم
من علوم محدودة ؟ ما فهمه العظماء والعرفاء والفلاسفة بكل ما لديهم من
فضائل وعلوم سامية إنما فهموه من خلال وجودهم ومرآة نفوسهم المحدودة ،
وعلي (عليه السلام) غير ذلك). نبراس السياسة ومنهل الشريعة
للإمام الخميني: ص 17