العمر قصير، والساعات طائرة، فالزم باب الصمت إلا عن قول حق ينفع؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((مَن كان يُؤمن بالله واليوم الآخرفليقل خيرًا أو ليَصمُت))، وكن إلى أن تسمع أحرصَ منك إلى أن تتكلَّم، ولا تتكلم في شيء لا يعنيك.
وكنا نخوض مع الخائضين
واترك ناجم الشَّرِّ حصيدًا، وباب الفتنة مُغلقًا، واعلم أنَّ الباطل نَسوف عَصوف ولو بعد حين، واعلم أنَّ مَن اتَّقى الله، وآثر رضاه، وطلب ما عنده، أمسكَ لسانه، وأطبق فاه، وغَلَّبَ عقله، ودينَه على هواه، وجعل سعْيَه للآخرة، وتذكَّر قوله تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]. مرحباً بالضيف
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة المدثر - الآية 45
ورجح بعضهم القول الأخير لأن سورة فصلت هذه من القرآن النازل بمكة قبل الهجرة، وزكاة المال المعروفة إنما فرضت بعد الهجرة سنة اثنتين. وعلى كل حال، فالآية تدل على خطاب الكفار بفروع الإسلام. أعني امتثال أوامره واجتناب نواهيه، وما دلت عليه هذه الآية الكريمة، من كونهم مخاطبين بذلك وأنهم يعذبون على الكفر، ويعذبون على المعاصي، جاء موضحا في آيات أخر كقوله تعالى عنهم مقررا له: { { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ}} [المدثر:42-47].
وقال رجل من أهل الأهواء لأيوب السختياني: يا أبا بكر، أسألك كلمة؟ فولَّى وهو يقول: ولا نصف كلمة. مرتين (6). وقال يحيى بن أبي كثير: «إذا رأيت المبتدع في طريق؛ فخذ في غيره» (7). وقال يونس بن عبيد: «ثلاثة احفظوهنَّ عني: لا يدخل أحدكم على سلطان يقرأ عليه القرآن، ولا يَخْلُوَنّ أحدكم مع امرأة يقرأ عليها القرآن، ولا يمكِّن أحدكم سمعه من أصحاب الأهواء» (8). وقال سفيان الثوري: «مَنْ أصغى بسمعه إلى صاحب بدعة وهو يعلم؛ خرج من عصمة الله، ووُكل إلى نفسه». وعنه: «مَنْ سمع ببدعة فلا يَحْكها لجلسائه، لا يلقها في قلوبهم». القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة المدثر - الآية 45. قال الذهبي ـ رحمه الله ـ معلقاً: «أكثر السلف على هذا التحذير، يرون أن القلوب ضعيفة، والشُّبه خطَّافة» (9). وكان مالك إذا جاءه بعض أهل الأهواء، قال: «أما إني على بينة من ديني، وأما أنت فشاك، اذهب إلى شاك مثلك فخاصمه» (10). وقال ابن المبارك ـ رحمه الله ـ: «ليكن مجلسك مع المساكين، وإياك أن تجلس مع صاحب بدعة» (11). ودخل رجلان من أصحاب الأهواء على محمد بن سيرين، فقالا: يا أبا بكر، نحدثك بحديث؟ قال: لا. قالا: فنقرأ عليك آية؟ قال: لا، لتقومان عني، أو لأقومنّه! فقاما، فقال بعض القوم: يا أبا بكر!
[أخرجه البخاري]
وتابع: علمتنا السنة النبوية الجليلة أن اشتغال الإنسان بأي عمل شريف؛ يرفعه، ويكرّمه، ويغنيه، وخير له من سؤال الناس؛ فقال سيدنا رسول الله ﷺ: «لَأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً عَلَى ظَهْرِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا، فَيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ». [أخرجه البخاري]
وشدد الأزهر على أن الأمر بالتفرق في الأرض لطلب الرزق وقضاء مصالح الخلق، جاء بعد الأمر بالسعي إلى صلاة الجمعة واغتنام فضلها؛ ليظهر شمول إسلامنا الحنيف وجمعه بين ابتغاء الدار الآخرة، وتحصيل منافع الدنيا بالبذل والعمل؛ قال تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. [الجمعة: 10]
مكانة السنة النبوية والرد على المتطاولين - ملتقى الخطباء
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( تَسْمَعُونَ، وَيُسْمَعُ مِنْكُمْ، وَيُسْمَعُ مِمَّنْ سَمِعَ مِنْكُمْ) [2]. وعن المقدام رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ) [3]
ودعا النبيُّ صلى الله عليه وسلم لمن وعى حديثه وَحَفِظَه بالنضرة والحُسْن والبهاء، وكفى بها فضلًا ومنَّةً لحافظ السنَّة، فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ)) [4]. قال ابنُ حِبَّان معلقًا على هذا الحديث: "الواجب على من رُكِّب فيه آلة العلم أنْ يُراعي أوقاتَه على حِفظ السنن، رَجاءَ اللحُوقِ بمن دعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ الله جل وعلا أمَرَ باتِّباع سُنته، وعند التنازع إلى مِلته، حيث قال: ﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ... ﴾ [النساء: 59] [5]. ويقول الخطيب البغدادي: "وكفى المحدِّث شرفًا أن يكون اسمه مقرونًا باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذِكْرُهُ متصلًا بِذِكْرِهِ: ﴿ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 21]، والواجب على من خصَّه الله تعالى بهذه المرتبة، وبلَّغه إلى هذه المنزلة، أن يَبْذُل مجهوده في تتبُّع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته، وطلبها من مَظَانِّها، وحَمْلِها عن أهلها، والتَّفَقه بها، والنظر في أحكامها، والبحث عن معانيها والتأدب بآدابها... مكانة حفظ السنة النبوية. ويوفي الحديث حَقَّهُ من الدراسة والحفظ والتهذيب والضبط، ويتميز بما يقتضيه حاله، ويعود عليه زينه وجماله" [6].
في عيد العمال.. الأزهر: اشتغال الإنسان بأي عمل شريف يرفعه ويُغنيه
قال عطاء: " طاعةُ الرسول، اتباعُ سُنته ". وأمر النبيُ الكريم -صلى الله عليه وسلم- بالتمسك بها، فقال: " عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِى وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ "[رواه أبو داود]. مكانة السنة النبوية في التشريع الإسلامي. ومن أهمية السنة النبوية المطهرة أنها استقلت بأحكامٍ وتشريعاتٍ لم ترد في القرآن الكريم، قال عليه الصلاة والسلام: " أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ "[رواه أبو داود]. ومن أمثلة ذلك: النهيُ عن الجمع بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها، ورجمُ الزاني المحصن، وإرثُ الجدة.
مكانة حفظ السنة النبوية
"ا. هـ. وصدقَ وبرَّ - رحمه الله -، كيف يكون مسلماً من يردُ حديثَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أو يحكّمُ عقلَه المريضَ في الوحي المقدس!. 3- ومن عناية العلماء بالسنة المطهرة عقد مجالس التحديث والرواية، في مختلف الأزمان والأحوال، إلى زمننا هذا، وحث الناس على حضورها، والعناية بآداب تلك المجالس، والتدقيق في شروط الإملاء، وقوانين الرواية. ولو قد علمتم نبأَ تلك المجالس الحديثية المباركة في قراءة كتب السنة المطهرة، التي تعقد بين الفينة والأخرى هذه الأيام، على يد علماء أفذاذ، ومحدثين ثقات، إذاً لرأيتم عجباً، ولسمعتم أمراً مطرباً، عن هذا الجمع المبارك، رجالاً ونساء، صغارا وكبارا، يحتشدون في مسجد واحد، ويبدؤون في سماع حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من بعد صلاة الفجر إلى منتصف الليل، لا يقومون إلا لصلاة أو طعام. فلله درهم، ونضّر وجوههم. 4- أيها الكرام: من عناية العلماء بالسنة المطهرة المعرفة التامة بنقلة الأحاديث ورواة السنة وأحوالهم وأخبارهم، وتمييز الثقات والمقبولين عن الضعفاء والمجروحين، ووضع التصانيف المتنوعة حول ذلك. مكانه السنه النبويه في التشريع الاسلامي. 5- ومن عناية العلماء بالسنة المطهرة تنقيحها من الأحاديث الموضوعة والضعيفة التي نشأت وانتشرت في عصور مختلفة ولأسباب متعددة، وتصنيف المؤلفات في بيانها والتحذير منها، ووضع الأسس والقواعد المبينة للصحيح من السقيم.
وقبل أسابيع يقول أحدهم، وبئس كما قال: " حديث العلاج ببول الإبل لا أعترف بصحته؛ لأن البول وشربه ضد الفطرة السليمة ". وحديث العلاج ببول الإبل حديث صحيح متفق على صحته، رواه الإمامان البخاري ومسلم، فهو في أرفع درجات الصحة. تحضير درس مكانه السنه النبويه الشريفه. أفيكون هدي النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- في التداوي والعلاج ضد الفطرة السليمة؟
واعجباً لهؤلاء الزنادقة، يصنعون كما صنع مشركوا قريش، أعماهم الهوى، فاتخذوا إلهاً من حجر، ورفضوا نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه بشر. وهؤلاء الزنادقة يتداوون بأدوية حديثة بعضها مستل من خنزير وحية وحشرة، ويردون سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- في التداوي ببول الإبل. وهل من رجل عاقل رشيد يرفض ويرد ما يأتيه من نبيه -صلى الله عليه وسلم-؟
إن هذا يدل على تأصّل الشر والانحراف في نفوس نابتة السوء هذه، فظهر هذا الشر والحقد على هيئة كلمات آثمة وعبارات خاطئة: ( وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ)[آل عمران: 118]. ويدل هذا أيضاً على أن كلَّ الاجراءات الهزيلة الضعيفة تجاه نابتة السوء هذه، وتجاوزاتها الإعلامية، لم تجدِ شيئاً، ولنْ تجديَ شيئاً. وبالتالي يجب الآن وجوباً شرعياً أن يؤخذ على أيدي هؤلاء السفهاء بمنعهم من الكتابة في الصحافة، والظهور في وسائل الإعلام المختلفة، وتقديمهم للمحاكمة الشرعية، وفضح كل من يقف وراءهم، حمايةً لجناب الدين، وحراسةً للفضيلة، ووقايةً لأفراد المجتمع من الانحراف الفكري والعقدي.
وجه مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية رسالة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أبرز فيها مكانة العمل في الإسلام وذلك بالتزامن مع عيد العمال ويوم العامل. مكانة السنة النبوية والرد على المتطاولين - ملتقى الخطباء. وقال الأزهر: "إن الله سبحانه وتعال جعل الأرض طيِّعة ميسرة للعمل وطلب الرزق، وذكّر عباده بهذه النعمة وحثهم على السعي والأخذ بأسباب الرزق؛ فقال سبحانه: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُور}. [الملك: 15]
ولفت مركز الأزهر إلى أن الحقُّ سبحانه هيئ الكون والخلق للعمل والسعي، فأنعم على خلقه بنعمتي الليل والنهار، وجعل النهار للعمل والمعاش، والليل للسكون والراحة بعد الكد؛ قال سبحانه: {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [القصص: 73]، وقال سبحانه:{وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا}. [النبأ:11]
وأشار الأزهر إلى أن الإسلام قرر أن أفضل طعام الإنسان ما اكتسبه من كده وعمل يده؛ قال سيدنا رسول الله ﷺ: «مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ، خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ».