كنب ايكيا بيج

togelmaster.news

.

فى قوله تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا}‏‏ ‏[‏النساء‏:‏ 107‏]‏ فقوله‏:‏‏{‏‏يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ‏} مثل قوله فى سورة البقرة‏:‏‏{‏‏عَلِمَ الله أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ}‏‏ ‏[‏البقرة‏:‏187‏]‏، قال ابن قتيبة وطائفة من المفسرين‏:‏ معناه تخونون أنفسكم‏. ‏‏ زاد بعضهم‏:‏ تظلمونها‏. ‏ فجعلوا الأنفس مفعول ‏(‏تختانون‏)‏، وجعلوا الإنسان قد خان نفسه، أي ظلمها بالسرقة كما فعل ابن أُبَيْرِق أو بجماع امرأته ليلة الصيام كما فعل بعض الصحابة وهذا القول فيه نظر؛ فإن كل ذنب يذنبه الإنسان فقد ظلم فيه نفسه، سواء فعله سراً أو علانية‏.

‏‏ وقد قيل‏:‏ إن الجماع ليلة الصيام كانوا منهيين عنه مطلقاً، بخلاف الأكل، فإنه كان مباحاً قبل النوم، وقد روى أن عمر جامع امرأته بعد العشاء قبل النوم، وأنه لما فعل أخذ يلوم نفسه، فأتى النبى صلى الله عليه وسلم فقال" يا رسول الله، أعتذر إلى الله من نفسي هذه الخائنة، إني رجعت إلى أهلي بعد ما صليت العشاء فوجدت رائحة طيبة، فسولت لي نفسي، فجامعت أهلي، فقال النبى صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏‏ما كنت جديراً بذلك يا عمر"‏‏، وجاء طائفة من الصحابة فذكروا مثل ذلك فأنزل الله هذه الآية. ‏ فهذا فيه أن نفسه الخاطئة سولت له ذلك، ودعته إليه، وأنه أخذ يلومها بعد الفعل، فالنفس هنا هي الخائنة الظالمة، والإنسان تدعوه نفسه فى السر إذا لم يره أحد إلى أفعال لا تدعو إليها علانية، وعقله ينهاه عن تلك الأفعال، ونفسه تغلبه عليها‏.

كنب ايكيا بيج, 2024