23 / 05 / 2014 51: 02 PM
#1
مودة مميز جدا
بوَّب البخاري -رحمه الله- في كتاب الصوم: باب الصوم في السفر والافطار، ثم بوَّب بعده: باب قول النبي -صلى الله عليه و سلم- لمن ظُلِّلَ عليه واشتد الحر ليس من البر الصيام في السفر. فأورد في الباب الاول حديث حمزة بن عمرو الأسلمي قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: أأصوم في السفر؟ ، وكان كثير الصيام، فقال: إن شئت فصم وإن شئت فأفطر. وحديث أبي الدرداء ، -رضي الله عنه- ، قال خرجنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره في يوم حار، حتى يضع الرجل يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا ما كان من النبي -صلى الله عليه وسلم- وابن رواحة. وفي الباب الثاني أورد حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- ، قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فرأى زحاما ورجلا قد ظُلِّلَ عليه، فقال: ما هذا؟ فقالوا: صائم فقال: ليس من البر الصوم في السفر. وفي رواية مسلم: لما خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- في فتح مكة، قيل له: إن الناس قد شق عليهم الصيام، وإنما ينظرون فيما فعلت، فدعا بقدح من ماء بعد العصر، فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام، فقال: أولئك العصاة. ليس من البر الصيام في السفر. ففي الباب الأول: تخيير للمسافر بين الفطر والصوم، وفي الباب الثاني: المنع من الصيام في السفر، لأن نفي البر عن العمل، يدل على أنه إثم، ولا يمكن أن يكون قربةً ما يكون إثماً، وأصرح منه وصفهم بالعصاة، لإعراضهم عن قبول رخصة النبي –صلى الله عليه وسلم- رغم أن الصوم أجهدهم، وكانوا أحوج ما يكونون إلى الرخصة، فما حكم الصيام في السفر؟ في ضوء هذا التعارض الذي يظهر من خلال الأحاديث المتقدمة؟
ذهب ابن حزم ومن معه من الظاهرية إلى حرمة الصيام في السفر، وعدم انعقاده، ووجوب قضائه؛ أخذا بظاهر قوله في الحديث: ليس من البر الصيام في السفر.
- معنى حديث : ( ليس من البر الصوم في السفر) - الإسلام سؤال وجواب
- الصيام في السفر
- شرح حديث: ليس من البر الصيام في السفر
- من هو صفوان بن أمية ،،،!
معنى حديث : ( ليس من البر الصوم في السفر) - الإسلام سؤال وجواب
فوصف من صام مع
المشقة الشديدة بالعصاة، والله أعلم. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نقلاً عن موقع الآلوكة. 13
3
154, 951
الصيام في السفر
المطلب الأول: حُكمُ صومِ المُسافِرِ الذي لا يشُقُّ عليه الصَّومُ إذا لم يَشُقَّ الصَّومُ على المسافِرِ، واستوى عنده الصَّومُ والفِطْرُ، فاختلف أهلُ العِلمِ في الأفضَلِ له: الصَّومُ أم الفِطرُ، على قولين: القول الأول: الصَّومُ أفضَلُ له، وهو مَذهَبُ الجُمهورِ: الحَنَفيَّة ((البحر الرائق)) لابن نجيم (2/304). ، والمالكيَّة ((الكافي)) لابن عبد البر (1/337)، وينظر: ((الفواكه الدواني)) للنفراوي (2/718). معنى حديث : ( ليس من البر الصوم في السفر) - الإسلام سؤال وجواب. ، والشَّافِعيَّة ((المجموع)) للنووي (6/261)، ((روضة الطالبين)) للنووي (2/370). ، واختاره ابنُ عُثيمين ((مجموع فتاوى ورسائل العُثيمين)) (19/136). الأدِلَّة: أوَّلًا: من الكتاب عمومُ قَولِه تعالى: وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة: 184] ثانيًا: منَ السُّنَّة عن أبي الدرداء رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((خَرَجْنا مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بعضِ أسفارِه في يومٍ حارٍّ، حتى يضَعَ الرَّجُلُ يَدَه على رأسِه مِن شِدَّةِ الحرِّ، وما فينا صائِمٌ إلَّا ما كان مِن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وابنِ رواحةَ)) رواه البخاري واللفظ له (1945)، ومسلم (1122). وجهُ الدلالة: فعلُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، حيث صام هذا اليومَ وهو مُسافِرٌ قال ابن حجر: (وفي الحديث دليلٌ على أنْ لا كراهِيَةَ في الصَّومِ في السَّفَرِ لِمَن قَوِيَ عليه ولم يُصِبْه منه مشقَّةٌ شديدة) ((فتح الباري)) (4/182) ، وفِعلُهُ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ هو الأفضَلُ قال شهاب الدين الشلبي: (.. فعُلِمَ أنَّ الصَّومَ أفضَلُ؛ لأنَّه اختيارُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) ((حاشية الشلبي على تبيين الحقائق للزيلعي)) (1/333).
شرح حديث: ليس من البر الصيام في السفر
فمن كان مثل هذا فالأولى له أن يفطر. أما الأخ السائل، فيريد أن يصوم، ويتحمل مشقة الصوم في السفر، خصوصا في هذه الأيام الباردة، فأنصحه بأن يصوم، ولا يفطر، فيكون عليه عدة من أيام أخر، وقد لا يتيسر له إجازات طويلة يقضي فيها ما عليه من أيام أفطرها، وإن كان لا حرج عليه إن شاء الله أن يفطر برخصة السفر.......
1- متفق عليه: رواه البخاري (1946)، ومسلم (1115)، كلاهما في الصيام، كما رواه أحمد (14426)، عن جابر بن عبد الله. 2- تفسير الطبري (3/216). تحقيق: الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، نشر دار هجر، الطبعة الأولى، 1422هـ/ 2001م. شرح حديث: ليس من البر الصيام في السفر. 3- فتح الباري لابن حجر (4/184). 4- رواه مسلم (1121)، وأحمد (24196). 5- رواه البخاري (1948)، ومسلم (1113)، كلاهما في الصيام. 6- متفق عليه: رواه البخاري (1947)، ومسلم (1118)، كلاهما في الصيام.
الحمد لله. أولاً: سبق في إجابة السؤال رقم ( 20165) أن الصوم في السفر
له ثلاث حالات:
الأولى: إذا لم يشق عليه الصوم ، فالصوم أفضل. الثانية: إذا شق عليه الصوم ، فالفطر أفضل. الثالثة: إذا تضرر بالصوم أو خاف الهلاك ، فالصوم حرام ، ويجب عليه أن يفطر. الصيام في السفر. وسبقت أدلة ذلك من السنة. ثانياً: هذا الحديث الذي أشار إليه السائل ينطبق على الحال الثالثة ، وإذا عرفنا سياق الحديث وسبب وروده اتضح ذلك. روى البخاري (1946) ومسلم (1115) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ ، فَرَأَى زِحَامًا وَرَجُلا قَدْ ظُلِّلَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ: مَا هَذَا ؟ فَقَالُوا: صَائِمٌ. فَقَالَ:
لَيْسَ مِنْ الْبِرِّ الصَّوْمُ فِي السَّفَرِ.
صفوان بن أمية ( م ، 4)
ابن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب [ ص: 563] بن لؤي بن غالب ، القرشي الجمحي المكي. أسلم بعد الفتح ، وروى أحاديث ، وحسن إسلامه ، وشهد اليرموك أميرا على كردوس. ويقال: إنه وفد على معاوية ، وأقطعه زقاق صفوان. حدث عنه: ابنه عبد الله ، وابن أخته حميد. وسعيد بن المسيب. وطاوس ، وعبد الله بن الحارث بن نوفل ، وعطاء بن أبي رباح; وجماعة. من هو صفوان بن أمية ،،،!. وكان من كبراء قريش. قتل أبوه مع أبي جهل. مالك ، عن ابن شهاب ، عن صفوان بن عبد الله بن صفوان: أن صفوان - يعني جده- قيل له: من لم يهاجر هلك. فقدم المدينة ، فنام في المسجد ، وتوسد رداءه ، فجاء سارق ، فأخذه. فأخذ صفوان السارق ، فجاء به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فأمر به أن يقطع. فقال صفوان: إني لم أرد هذا ، هو عليه صدقة ، قال: فهلا قبل أن تأتيني به. [ ص: 564] محمد بن أبي حفصة ، عن الزهري ، عن صفوان بن عبد الله ، عن أبيه ، قال - يعني أباه-: أتيت ، فقلت: يا رسول الله ، من لم يهاجر هلك ؟ قال: لا ، يا أبا وهب ، فارجع إلى أباطح مكة. قلت: ثبت قوله ، صلى الله عليه وسلم: لا هجرة بعد الفتح ، ولكن جهاد ونية. وخرج الترمذي من حديث ابن عمر ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يوم أحد: اللهم العن أبا سفيان!
من هو صفوان بن أمية ،،،!
فقال: طوعا أو كرها ؟ قال: لا ، بل طوعا. ثم خرج معه كافرا ، فشهد حنينا والطائف كافرا ، وامرأته مسلمة; فلم يفرق بينهما حتى أسلم ، واستقرت عنده بذلك النكاح. وفي " مغازي " ابن عقبة: فر صفوان عامدا للبحر ، وأقبل عمير بن وهب بن خلف ، إلى رسول الله ، فسأله أمانا لصفوان ، وقال: قد هرب ، [ ص: 566] وأخشى أن يهلك ، وإنك قد أمنت الأحمر والأسود. قال: أدرك ابن عمك فهو آمن. وعن ابن الزبير: أن صفوان أعار النبي - صلى الله عليه وسلم- مائة درع بأداتها ، فأمره رسول الله بحملها إلى حنين ، إلى أن رجع النبي - صلى الله عليه وسلم- إلى الجعرانة. فبينا هو يسير ينظر إلى الغنائم ، ومعه صفوان ، فجعل ينظر إلى شعب ملأى نعما وشاء ورعاء; فأدام النظر ، ورسول الله يرمقه ، فقال: أبا وهب ، يعجبك هذا ؟ قال: نعم. قال: هو لك. فقال: ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي! أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله. وروى الواقدي ، عن رجاله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- استقرض من صفوان بن أمية بمكة خمسين ألفا فأقرضه. شريك ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن ابن أبي مليكة ، عن أمية بن صفوان ، عن أبيه ، أن النبي استعار منه أدرعا ، فهلك بعضها.
وقال صفوان عند ذلك: ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأسلم مكانه.