والإنفاق: إعطاء المال والقوتتِ والكسوة. وما صدقُ ( ما) في قوله: { مما تحبون} المال: أي المال النَّفيس العزيز على النَّفس ، وسوّغ هذا الإبهام هنا وجود تنفقوا إذ الإنفاق لا يطلق على غير بذل المال ف ( من) للتبعيض لا غير ، ومن جوّز أن تكون ( من) للتبيين فقد سها لأنّ التبيينية لا بدّ أن تُسبق بلفظ مبهم. والمال المحبوب يختلف باختلاف أحوال المتصدّقين ، ورغباتهم ، وسعة ثرواتهم ، والإنفاقُ منه أي التّصدق دليل على سخاءٍ لوجه الله تعالى ، وفي ذلك تزكية للنّفس من بقية ما فيها من الشحّ ، قال تعالى: { ومن يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون} [ الحشر: 9] وفي ذلك صلاح عظيم للأمّة إذ تجود أغنيَاؤها على فقرائها بما تطمح إليه نفوسهم من نفائس الأموال فتشتدّ بذلك أواصر الأخوّة ، ويهنأ عيش الجميع.
ص147 - كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح - قوله لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون آل عمران - المكتبة الشاملة
2- اللغة الإنجليزية
3- اللغة السواحيلية
4- اللغة الأوردية
القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة آل عمران - الآية 92
الإعراب: (في) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (آيات) مبتدأ مؤخّر (بينات) نعت لآيات مرفوع مثله (مقام) بدل اشتمال من آيات مرفوع مثله، والرابط مقدّر أي منها (إبراهيم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة ممنوع من الصرف الواو استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (دخل) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط والهاء ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (كان) فعل ماض ناقص في محلّ جزم جواب الشرط، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (آمنا) خبر كان منصوب. جملة: (فيه آيات... ) في محلّ نصب حال من الموصول في الآية السابقة. وجملة: (من دخله كان... وجملة: (دخله) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من). لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون تفسير. وجملة: (كان آمنا) لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. الواو استئنافيّة (للّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (على الناس) جارّ ومجرور متعلّق بالخبر المحذوف (حجّ) مبتدأ مؤخّر مرفوع (البيت) مضاف إليه مجرور (من) بدل بعض من كلّ وهو الناس، اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ، والرابط مقدّر أي استطاع منهم، (إلى) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من (سبيلا)- نعت تقدّم على المنعوت- (سبيلا) مفعول به منصوب الواو عاطفة- أو استئنافيّة- (من كفر) مثل من دخل الفاء رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) اسم إنّ منصوب (غنيّ) خبر مرفوع (عن العالمين) جارّ ومجرور متعلّق بغنيّ وعلامة الجرّ الياء.
فجعلها لحسّان بن ثابت ، وأبيّ بن كعب. قال تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. وقد بيَّن الله خصال البِرّ في قوله: { ولكن البر من آمن باللَّه واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنَّبيّين وآتى المال على حُبّه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقامَ الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس} في سورة [ البقرة: 177]. ( فالبرّ هو الوفاء بما جاء به الإسلام ممَّا يعرض للمرء في أفعاله ، وقد جمع الله بينه وبين التَّقوى في قوله: { وتعاونوا على البِر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} [ المائدة: 2] فقابل البرّ بالإثم كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث النّواس بن سِمْعان المتقدّم آنفاً. وقوله: { وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم} تَذْييل قُصد به تعميم أنواع الإنفاق ، وتبيين أنّ الله لا يخفى عليه شيء من مقاصد المنفقين ، وقد يكون الشيء القليل نفيساً بحسب حال صاحبه كما قال تعالى: { والذين لا يجدون إلاّ جهدهم} [ التوبة: 79]. وقوله: { فإن الله به عليم} مراد به صريحه أي يطّلع على مقدار وقعه ممَّا رغَّب فيه ، ومرَاد به الكناية عن الجزاء عليه.
وما كان جزاء هؤلاء المشركين إلا في إنزال عاقبة السوء عليهم، ويكون مصيرهم في الآخرة عذاب جهنم. قد يهمك: تفسير: ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب
دفاع الله تعالى في تلك الآية عن الرسول
ذكر في تلك الآية العظيمة العديد من الصور التي توضح دفاع الله عز وجل عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ومن هذه الصور ما يلي:
رد الله مكر المشركين بدلًا من الرسول صلى الله عليه وسلم حينما اجتمعوا واتفقوا على قتله. الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم بالفعل عندما كان مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه في يوم الهجرة. حينما قارب المشركين من الوصول إليهم، ودخلوا عليهم الغار ولكنهم لم يروهم. حيث يقول سيدنا أبي بكر "نظرت إلى أقدام المشركين ونحن في الغار وهم على رؤوسنا فقلت. يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه". معنى مكر الله الوارد في القرآن - فقه. فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم "يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا". فأنزل الله تعالى على نبيه الوحي في قوله "فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها". وهي توضح لنا كيف أحاط وحفظ الله رسوله صلى الله عليه وسلم. زاد الله عز وجل في إذلال الكافرين والمتآمرين على قتل الرسول.
معنى مكر الله الوارد في القرآن - فقه
فقال: من أخبرك بهذا ؟ قال: ربي ، قال: نعم الرب ربك ، فاستوص به خيرا ، قال: أنا أستوصي به! بل هو يستوصي بي. قال: فنزلت: ( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك) الآية. وذكر أبي طالب في هذا ، غريب جدا ، بل منكر ؛ لأن هذه الآية مدنية ، ثم إن هذه القصة واجتماع قريش على هذا الائتمار والمشاورة على الإثبات أو النفي أو القتل ، إنما كان ليلة الهجرة سواء ، وكان ذلك بعد موت أبي طالب بنحو من ثلاث سنين لما تمكنوا منه واجترءوا عليه بعد موت عمه أبي طالب ، الذي كان يحوطه وينصره ويقوم بأعبائه. والدليل على صحة ما قلنا: ما رواه الإمام محمد بن إسحاق بن يسار صاحب " المغازي " عن عبد الله بن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال: وحدثني الكلبي ، عن باذان مولى أم هانئ ، عن ابن عباس ؛ أن نفرا من قريش من أشراف كل قبيلة ، اجتمعوا ليدخلوا دار الندوة ، فاعترضهم إبليس في صورة شيخ جليل ، فلما رأوه قالوا: من أنت ؟ قال: شيخ من نجد ، سمعت أنكم اجتمعتم ، فأردت أن أحضركم ولن يعدمكم رأيي ونصحي. يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. قالوا: أجل ، ادخل فدخل معهم فقال: انظروا في شأن هذا الرجل ، والله ليوشكن أن يواثبكم في أمركم بأمره. قال: فقال قائل منهم: احبسوه في وثاق ، ثم تربصوا به ريب المنون ، حتى يهلك كما هلك من كان قبله من الشعراء: زهير والنابغة ، إنما هو كأحدهم ، قال: فصرخ عدو الله الشيخ النجدي فقال: والله ما هذا لكم برأي ، والله ليخرجنه ربه من محبسه إلى أصحابه ، فليوشكن أن يثبوا عليه حتى يأخذوه من أيديكم ، فيمنعوه منكم ، فما آمن عليكم أن يخرجوكم من بلادكم.
[١٨]
دفاع الله عن نبيه في هذه الآية
ورد في الآية الكريمة الكثير من الصور التي دافع الله -تعالى- بها عن نبيه، ومنها ما يأتي: [١٩]
رد مكر الكافرين عنه عندما اجتمعوا وتآمروا على قتل النبي -صلى الله عليه وسلم-. الدفاع عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالفعل وهو في الغار مع أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-؛ إذ إنَّ الله -سبحانه وتعالى- أحاطهما بعنايته وحفظه. المراجع ↑ سورة الأنفال، آية:30
↑ إبراهيم الإبياري (1405)، الموسوعة القرآنية ، صفحة 557، جزء 9. بتصرّف. ↑ إبراهيم الزجاج (1988)، معاني القرآن وإعرابه (الطبعة 1)، بيروت:عالم الكتب، صفحة 410، جزء 2. بتصرّف. ↑ عبد الرحيم السلمي، شرح العقيدة الواسطية ، صفحة 5، جزء 9. بتصرّف. ↑ عبد الله الغنيمان، شرح فتح المجيد ، صفحة 93، جزء 141. بتصرّف. ↑ محمد رضا (1990)، تفسير القرآن الحكيم ، صفحة 541، جزء 9. بتصرّف. ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين. ↑ أحمد الحازمي، شرح العقيدة الواسطية ، صفحة 20، جزء 20. بتصرّف. ↑ محمد سيد طنطاوي (1988)، التفسير الوسيط للقرآن الكريم (الطبعة 1)، القاهرة:دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 86-87، جزء 6. بتصرّف. ↑ محمد شمس الدين القرطبي (1964)، الجامع لأحكام القرآن تفسير القرطبي (الطبعة 2)، القاهرة:دار الكتب المصرية، صفحة 397، جزء 7.