انتهى من " اعلام الموقعين " ( 4 / 337 - 338). فالصلاة أوجبها الله تعالى بهذه الصفة المعروفة في نصوص الكتاب والسنة ، محققة لجملة من مصالح العباد الدنيوية والأخروية. وبتأمل الإنسان للصلاة وأحكامها يرى مدى عظمة نفعها للناس في هذه الدنيا ، ومن ذلك:
أولا:
تحقيقها لصحة النفس وسعادتها ، وذلك من وجوه:
الوجه الأول:
تحقيق الحكمة الكبرى من خلق العباد في هذه الحياة الدنيا ، وإنزال الكتب ، وإرسال الرسل: وهي تحقيق العبادة الخالصة لله جل جلاله ، وشعور العبد أنه مرتبط ـ دائما ـ وفي كل أوقاته إلى هذه العروة الوثقى ، وأنه: ما ذهب في مذهب ، وراح مراحا ، إلا وهو عائد إلى ربه ، مقبل عليه. قال الله تعالى: ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) الذاريات/56-58. وقال تعالى: ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) البينة/5. فوائد انما اشكو بثي وحزني الى ه. وقال تعالى: ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) الأنعام/162-163.
فوائد انما اشكو بثي وحزني الى ه
سلسلة الفوائد اليومية:
(**) قال الله تعالى عن يعقوب عليه السلام أنه قال:
{قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ}
(**) قال ابن القيم في كتابه (الفوائد), (ص: 87):
() فائدة:
() الجاهل يشكو الله إلى الناس,
وهذا غاية الجهل بالمشكو والمشكو إليه؛
فانه لو عرف ربه لما شكاه,
ولو عرف الناس لما شكا إليهم. (**) ورأى بعض السلف رجلا يشكو إلى رجل فاقته وضرورته فقال: يا هذا والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك. (**) وفي ذلك قيل:
وَإِذَا شَكَوْت إلَى ابْنِ آدَمَ إنَّمَا
تَشْكُو الرَّحِيمَ إلَى الَّذِي لَا يَرْحَمُ
(**) والعارف انما يشكو إلى الله وحده, … الخ). الشكوى لله وحده - حياتكِ. اهـ
(**) وقال الشاعر:
لا تُبدينَ لعاذل أو عاذر
حاليك في السراء والضراء
فلرحمة المتوجعين مرارة
في القلب مثل شماتة الأعداء
(**) وقال آخر:
وإذا بليت بعسرة فالبس لها
صبر الكريم فإن ذلك أحزم
لا تشكون إلى العباد فإنما
وإذا تُصبكَ خصاصةٌ فارْجُ الغنى
وإلى الذي يُعْطي الرغائبَ فارْغَبِ
شاد الملوك قصورهم وتحصنوا
من كل طالب حاجة أو راغب
فارغب إلى ملك الملوك ولا تكن
يا ذا الضراعة طالبا من طالب
(**) والله الموفق. (**) كتبها: أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الجمعة 8 / 2 / 1442 هـ.
فوائد انما اشكو بثي وحزني الى الله
ويونس عليه السلام يشكو حاله إلى ربه: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 87، 88]. فوائد انما اشكو بثي وحزني الى الله عليه وسلم. وزكريا عليه السلام يشكو حاله إلى ربه: {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ} [الأنبياء: 89، 90]. ويعقوب عليه السلام كان يشكو حاله إلى ربه: {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [يوسف: 86] فكانت النتيجة: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [يوسف: 96]. فبث شكواك إلى ربك وكن موقنًا بالإجابة...
فوائد انما اشكو بثي وحزني الى الله والذاكرات
يَا بَنِيَّ
اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ
اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) (يوسف:86-87). إن عبادة
الشكوى إلى الله عبادة عظيمة تجلب للقلب أنواعًا مِن الطمأنينة والراحة، والسكون
والسعادة، لا يمكن أن يوجد في عبادةٍ غيرها؛ إنها عبادة أداها نوح -عليه السلام- حين
شكى إلى الله فقال: ( رَبِّ
إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا. فوائد انما اشكو بثي وحزني الى الله. فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا
فِرَارًا. وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا
أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا
وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا) ( نوح:5- ۷).
فوائد انما اشكو بثي وحزني الى الله عليه وسلم
ابتلاء الدنيا
خلق الله تعالى الإنسان لغاية سامية، وهي عبادته عز وجل وحده وعدم الشرك به، وطاعته والبعد عن معصيته، ولما كانت الحياة الدنيا رحلة فناء ورحلةً مؤقتةً، كان الإنسان فيها مجبرًا على الابتلاءات، والضغوط، والضرر، والتعرض للظلم والمتاعب، وكان واجبًا عليه الصبر عليها، والصبر في مفهومه هو عدم التذمر والشكوى للناس من قضاء الله، بل الشكوى لله وحده والإقبال عليه.
للدعاء المستجاب أسرار كثيرة، ومن أجل هذه الأسرار: شكاية الحال إلى الله، وإذا ما نظرنا إلى حال أنبياء الله في الدعاء، رأينا أنهم كانوا دائمًا ما يبثون شكواهم إلى ربهم، فتكون الاستجابة بعدها:
موسى عليه السلام يناجي ربه ويشكو إليه حاله: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 24] فبعد أن جاء طريدًا وحيدًا خائفًا، فأعطاه المولى عز وجل بعد ذلك المأمن والمأكل والمشرب والعمل والزوجة. وأيوب عليه السلام يشكو حاله إلى ربه: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} [الأنبياء: 83، 84].
المتين
قال تعالى:
إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين "58" (سورة
الذاريات)
هو الله الرزاق ذو القوة المتين، وهو الذي لا تتناقص قوته. عن
ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في قوله تعالى "المتين" يقول "الشديد". وفي
اللغة
يقال: هو متين القوي، ومن المجاز يقال: رأي متين. واسمه تعالى "المتين" يدل
على
القوة والقدرة والله سبحانه متم قدره، وبالغ أمره. وقد ذكر "المتين"
سبحانه، مرة
واحدة في الكتاب المبين في قوله تعالى:
إن الله هو
الرزاق ذو القوة المتين "58" (سورة الذاريات)
وعندما تتجمع القوة مع
القدرة ومع التقدير يكون التوازن العادل بإحسان، فكونه هو الخالق لكل شيء
بقدر. وهو
القادر على تنفيذ القدر مع تقدير للأمور فتكون القوة من شديد القوى
المحكمة. التي
لا تعرف التناقض، فقد تكون القوة وتنقصها حكمة التقدير، فيكون الإخلال في
المسير،
ولكن الله سبحانه وتعالى صاحب القوة ـ وهو شديد القوى حتى تعتدل الموازين
في دنيا
الأغيار، ويوم يقوم الأشهاد. [ عودة للقائمة الرئيسيّة]
سبحان الله الرزاق ذو القوة المتين
﴿ تفسير البغوي ﴾
( إن الله هو الرزاق) يعني: لجميع خلقه ( ذو القوة المتين) وهو القوي المقتدر المبالغ في القوة والقدرة. ﴿ تفسير الوسيط ﴾
ثم بين- سبحانه- أنه هو صاحب القوة والرزق فقال: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ أى: إن الله- تعالى- هو الرزاق لغيره دون أحد سواه، وهو- سبحانه- صاحب القوة التي لا تشبهها قوة، وهو المتين أى: الشديد القوة- أيضا- فهو صفة للرزاق، أو لقوله: ذُو، أو خبر مبتدأ محذوف. وهو مأخوذ من المتانة بمعنى القوة الفائقة. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾
وقوله: ( ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) قال الإمام أحمد:حدثنا يحيى بن آدم وأبو سعيد قالا حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن عبد الله بن مسعود قال: أقرأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إني لأنا الرزاق ذو القوة المتين ". ورواه أبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، من حديث إسرائيل ، وقال الترمذي: حسن صحيح. ومعنى الآية: أنه تعالى خلق العباد ليعبدوه وحده لا شريك له ، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء ، ومن عصاه عذبه أشد العذاب ، وأخبر أنه غير محتاج إليهم ، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم ، فهو خالقهم ورازقهم.
قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن عبد الله ، حدثنا عمران - يعني ابن زائدة بن نشيط - عن أبيه ، عن أبي خالد - هو الوالبي - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قال الله: " يابن آدم ، تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى ، وأسد فقرك ، وإلا تفعل ملأت صدرك شغلا ولم أسد فقرك ". ورواه الترمذي وابن ماجه ، من حديث عمران بن زائدة ، وقال الترمذي: حسن غريب. وقد روى الإمام أحمد عن وكيع وأبي معاوية ، عن الأعمش ، عن سلام أبي شرحبيل ، سمعت حبة وسواء ابني خالد يقولان: أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يعمل عملا أو يبني بناء - وقال أبو معاوية: يصلح شيئا - فأعناه عليه ، فلما فرغ دعا لنا وقال: " لا تيأسا من الرزق ما تهززت رءوسكما ، فإن الإنسان تلده أمه أحمر ليس عليه قشرة ، ثم يعطيه الله ويرزقه ". و [ قد ورد] في بعض الكتب الإلهية: " يقول الله تعالى: ابن آدم ، خلقتك لعبادتي فلا تلعب ، وتكفلت برزقك فلا تتعب فاطلبني تجدني; فإن وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء ، وأنا أحب إليك من كل شيء ". ﴿ تفسير القرطبي ﴾
إن الله هو الرزاق وقرأ ابن محيصن وغيره " الرازق ". ذو القوة المتين أي: الشديد القوي.
ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين
إن الله U من حيث الأسماء المذكورة هاهنا هو الذي يمد كل كائن بما يلزمه للحفاظ على وجوده وللقيام بالمهام المنوطة به على كافة المستويات، أما هو فليس بحاجة إلى مادةٍ ما لأن لكيانه المتانة المطلقة والصمدية المطلقة، فالذي يحتاج إلى الرزق هو كل كيان مركب. وهو سبحانه يرزق من يشاء أي وفقا للقوانين والسنن التي هي مقتضيات أسمائه فالرزق لا يتم عبثا أو بطريقة عشوائية، وما يناله الإنسان من رزق قد يكون قد ناله بسبب شرعي فيكون حلالا أو بسبب مخالف للشرع فيكون حراما، وليس لأحد أن يتعلل بسعة رزقه ليزعم لنفسه حظوة ما عند ربه، فالرزق هو من الأمور التي يمكن أن يبتلى بها الإنسان ببسطه أو بقبضه، وبالنظر إلى ما سبق فإن للناس أو لأولى الأمر حق محاسبة كل إنسان على مصادر دخله، وليس لأحد أن يتعلل بأن ما لديه هو رزق ساقه الله إليه. والرمز يشير إلي حاجة كل ما هو دونه من الكائنات إلي مدد مستمر من كل ما يقيم أودها ويحفظ لها حياتها وبقاءها، وهو يشير إلي أن ما تحتاجه فيه خير وشر ونفع وضر بالنظر إلي حالتها؛ فمن حيث ما فيه من خير ونفع فإن أصله هو سمات الكمال الإلهية، وتقدير الأرزاق وإيصالها إلي الكائنات يستلزم قوة لانهائية يشار إليها بالحرف (ق)، وهذا الرمز يشير أيضاً إلي الحلقات الإلهية اللازمة لتدبير أمر الأرزاق وإلي الحلقات الكونية التي هي من مقتضياتها.
الفرق بين الصفات الفعلية والذاتية
هذه الآيات الكريمات فيها إثبات صفة فعلية من صفات الله عز وجل، وهي صفة المحبة، وهذا أول ما ذكره المؤلف رحمه الله مما يتعلق بالصفات الفعلية، وتقدم لنا فيما سبق أن الصفات تنقسم إلى قسمين: صفات فعلية، وصفات ذاتية، والصفات الذاتية هي الصفات التي لم يزل ولا يزال الله جل وعلا متصفاً بها أزلاً وأبداً، وتقدم لنا منها: الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والسمع، والبصر، وسيأتي بقية ما يكون من صفات الله عز وجل الذاتية، وهي ليست محصورة بالسبع، لكن أشهرها السبع التي يثبتها مثبتة الصفات من الأشاعرة والكلابية والماتريدية. أما الصفات الفعلية: فهي الصفات التي تتعلق بالمشيئة. هذا ضابطها: كل صفة تعلقت بالمشيئة فإنها صفة فعلية، فكل ما تعلق بالمشيئة: إن شاء الله فعله، وإن شاء لم يفعله فإنها من الصفات الفعلية، هذا هو الحد المميز أو الفاصل بين الصفات الذاتية والصفات الفعلية. الصفة الفعلية التي ذكرها المؤلف هنا هي صفة المحبة، والآيات التي ساقها رحمه الله كلها تدل على إثبات صفة المحبة لله سبحانه وتعالى، ومن حسن تصنيف المؤلف رحمه الله أنه أتى بهذه الصفة بعد ذكر المشيئة؛ لأن جماعة من المتكلمين المبتدعين جعلوا المشيئة هي المحبة، ففسروا المشيئة بالمحبة، والمحبة بالمشيئة، فقالوا: إن قوله تعالى: وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [البقرة:195] هذه لا نثبت بها صفة المحبة بل هي المشيئة، فأولوا وعطلوا الرب جل وعلا عن هذه الصفة، فأتى رحمه الله بعد إثبات المشيئة ببيان هذه الصفة، والأدلة الدالة على ثبوتها.
إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين
نعلم جميعًا أن الدولة أعزها الله بطاعته، وبتوجيه مباشر من ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، جعلت المواطن السعودي في رأس اهتمامها، وقد قال الملك سلمان وفقه الله: (إن كل مواطن في بلادنا وكل جزء من أجزاء وطننا الغالي هو محل اهتمامي ورعايتي)، وكذلك فإن المواطن محل اهتمام ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظه الله فهو القائل: (خدمة الوطن والمواطنين شرف عظيم ووسام نعتز به) وقال أيضًا حفظه الله (المواطن السعودي هو أعظم ما تملكه المملكة العربية السعودية). ولذلك فإن رؤية المملكة 2030 ركزت على كل أمر فيه العناية بالمواطن باعتباره كما قال ولي العهد حفظه الله (أعظم ما تملكه المملكة العربية السعودية)، ومن مجالات العناية توطين الوظائف. فحريٌ بكل موظف في الوزارات الخدمية أن يبذل جهده في تحقيق رؤية المملكة التي أمر بها ولاة أمرنا، لأن في ذلك مصلحة الوطن والمواطن، وطاعة لولي الأمر وفقه الله.
ثقتنا بالله مع حُسن عبادتنا له هي السعادة الحقيقية، فلنفرّ إليه تعالى، هو حسبنا ونعم الوكيل، نقصده في حوائجنا، نناجيه في خلواتنا وسجودنا، فهو القادر على فعل ما نظنّه مستحيلا، كما رزقَ زوجَ إبراهيم وبشره بغلام عليم، حينها صكّت وجهَهَا وقالت: عجوزٌ عقيم؟ فلا مستحيل عند الحكيم العليم، سبحانه.