حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي ، قال: ثنا شريك ، عن سالم ، عن سعيد وعبد الرحمن ( الذين يمشون على الأرض هونا) قالا بالسكينة والوقار. حدثنا أبو كريب ، قال: ثنا ابن يمان ، عن شريك ، عن جابر ، عن عمار ، عن [ ص: 294] عكرمة ، في قوله: ( يمشون على الأرض هونا) قال: بالوقار والسكينة. قال: ثنا ابن يمان ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، مثله. حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا حكام ، عن أيوب ، عن عمرو الملائي ( يمشون على الأرض هونا) قال: بالوقار والسكينة. وقال آخرون: بل معنى ذلك: أنهم يمشون عليها بالطاعة والتواضع. حدثني علي ، قال: ثنا عبد الله ، قال: ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله: ( الذين يمشون على الأرض هونا) بالطاعة والعفاف والتواضع. وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا. حدثني محمد بن سعد ، قال: ثني أبي ، قال: ثني عمي ، قال: ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله: ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا) قال: يمشون على الأرض بالطاعة. حدثني أحمد بن عبد الرحمن ، قال: ثني عمي عبد الله بن وهب ، قال: كتب إلي إبراهيم بن سويد ، قال: سمعت زيد بن أسلم يقول: التمست تفسير هذه الآية ( الذين يمشون على الأرض هونا) فلم أجدها عند أحد ، فأتيت في النوم فقيل لي: هم الذين لا يريدون يفسدون في الأرض.
وعباد الرحمن الذين يمشون ع الارض هونا
يُعطينا الحق تبارك وتعالى صورة للعبودية الحقة، ونموذجًا للذين اتبعوا المنهج. عباد الله، إنَّ العبودية للخَلْق مهانة ومذلَّة، أما العبودية لله تعالى فهي عِزٌّ وشرف؛ قال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ﴾ [فاطر: 10]. وعباد الرحمن هم المنسوبون إلى الله وحده، فكما أنَّ هناك عِبادًا للشيطان وللطاغوت وللشهوات، فإنَّ هناك عبادًا لله، وكما أنَّ هناك عبادًا للدنيا، فإن هناك عبيدًا لله وحده. عباد الرحمن نسَبهم الله إلى ذاته «عباد الرحمن»، إنه الرحمن الذي عِلم أنهم أهلٌ لرحمته، وأنَّ رحمته تحيطهم عن يمينٍِ وشمال، ومن فوقهم ومن تحتهم؛ ﴿ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا ﴾ [مريم: 61]. أخي الحبيب يا عبد الله، أتريد أن تكون من عباد الرحمن؟ أتريد أن تنتسب إلى الله تعالى أتريد أن تكون واحدًا من هؤلاء؟ ما عليك إلا أن تتصف بصفات عباد الرحمن قولًا وعملًا، فما أكثر من يقول: أنا من عباد الرحمن ولكن أفعاله تقول غير ذلك. خطبة: عباد الرحمن (1). يذكر الله صفات هؤلاء العباد، صفاتهم في ذواتهم، وصفاتهم مع مجتمعهم، وصفاتهم مع ربهم، وصفاتهم في الارتقاء بالمجتمع إلى الطُّهر والنقاء.
وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا
وفِي الإطْنابِ بِصِفاتِهِمُ الطَّيِّبَةِ تَعْرِيضٌ بِأنَّ الَّذِينَ أبَوُا السُّجُودَ لِلرَّحْمَنِ وزادَهم نُفُورًا هم عَلى الضِّدِّ مِن تِلْكَ المَحامِدِ، تَعْرِيضًا تُشْعِرُ بِهِ إضافَةُ (عِبادِ) إلى (الرَّحْمَنِ). واعْلَمْ أنَّ هَذِهِ الصِّلاتِ الَّتِي أُجْرِيَتْ عَلى (عِبادِ الرَّحْمَنِ) جاءَتْ عَلى أرْبَعَةِ أقْسامٍ: قِسْمٌ هو مِنَ التَّحَلِّي بِالكِمالاتِ الدِّينِيَّةِ وهي الَّتِي ابْتُدِئَ بِها مِن قَوْلِهِ تَعالى: (﴿الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلى الأرْضِ هَوْنًا﴾) إلى قَوْلِهِ: (سَلامًا). الباحث القرآني. وقِسْمٌ هو مِنَ التَّخَلِّي عَنْ ضَلالاتِ أهْلِ الشِّرْكِ وهو الَّذِي مِن قَوْلِهِ: (﴿والَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ﴾ [الفرقان: ٦٨]). وقِسْمٌ هو مِنَ الِاسْتِقامَةِ عَلى شَرائِعِ الإسْلامِ وهو قَوْلُهُ: (﴿والَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وقِيامًا﴾ [الفرقان: ٦٤]) (p-٦٨)وقَوْلُهُ: (﴿والَّذِينَ إذا أنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا﴾ [الفرقان: ٦٧]) الآيَةَ، وقَوْلُهُ: (﴿ولا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ﴾ [الفرقان: ٦٨]) إلى قَوْلِهِ: (﴿لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ﴾ [الفرقان: ٧٢]) إلَخْ. وقِسْمٌ مِن تَطَلُّبِ الزِّيادَةِ مِن صَلاحِ الحالِ في هَذِهِ الحَياةِ وهو قَوْلُهُ: (﴿والَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِن أزْواجِنا﴾ [الفرقان: ٧٤]) إلى قَوْلِهِ: (﴿لِلْمُتَّقِينَ إمامًا﴾ [الفرقان: ٧٤]).
وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا تفسير
- أنهم إذا سفه عليهم السفهاء بالقول السيئ لم يقابلوهم بمثله، بل يعفون ويصفحون ولا يقولون إلا خيرًا. وعباد الرحمن الذين يمشون ع الارض هونا. - أنهم يبيتون ساجدين قائمين لربهم، أى يحيون الليل كله أو بعضه بالصلاة، وخص العبادة بالبيتوتة، لأن العبادة بالليل أبعد عن الرياء. - أنهم يدعون ربهم أن يصرف عنهم عذاب جهنم وشديد آلامها، وفى هذا مدح لهم ببيان أنهم مع حسن معاملتهم للخلق واجتهادهم فى عبادة الخالق وحده لا شريك له، يخافون عذابه ويبتهلون إليه فى صرفه عنهم غير محتفلين بأعمالهم. - أنهم ليسوا بالمبذّرين فى إنفاقهم، فلا ينفقون فوق الحاجة، ولا ببخلاء على أنفسهم وأهليهم، فيقصّرون فيما يجب نحوهم، بل ينفقون عدلًا وسطًا، وخير الأمور أوسطها، ثم بين سبحانه جزاء هؤلاء المخلصين وذكر إحسانه إليهم بقوله: «أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَسَلامًا» أى: أولئك المتصفون بصفات الكمال، الموسومون بفضائل الأخلاق والآداب، يجزون المنازل الرفيعة، والدرجات العالية، بصبرهم على فعل الطاعات، واجتنابهم للمنكرات.
وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض
وقُرِنَ وصَفُهم بِالتَّواضُعِ في سَمْتِهِمْ وهو المَشْيُ عَلى الأرْضِ هَوْنًا بِوَصْفٍ آخَرَ يُناسِبُ التَّواضُعَ وكَراهِيَةَ التَّطاوُلِ وهو مُتارَكَةُ الَّذِينَ يَجْهَلُونَ عَلَيْهِمْ في الخِطابِ بِالأذى والشَّتْمِ وهَؤُلاءِ الجاهِلُونَ يَوْمَئِذٍ هُمُ المُشْرِكُونَ إذْ كانُوا يَتَعَرَّضُونَ لِلْمُسْلِمِينَ بِالأذى والشَّتْمِ فَعَلَّمَهُمُ اللَّهُ مُتارَكَةَ السُّفَهاءِ، فالجَهْلُ هُنا ضِدُّ الحِلْمِ، وذَلِكَ أشْهَرُ إطْلاقاتِهِ عِنْدَ العَرَبِ قَبْلَ الإسْلامِ وذَلِكَ مَعْلُومٌ في كَثِيرٍ مِنَ الشِّعْرِ والنَّثْرِ. خطبة عن (صفات عِبَاد الرَّحْمَنِ (الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. وانْتُصِبَ (سَلامًا) عَلى المَفْعُولِيَّةِ المُطْلَقَةِ. وذَكَّرَهم بِصِفَةِ الجاهِلِينَ دُونَ غَيْرِها مِمّا هو أشَدُّ مَذَمَّةً مِثْلَ الكافِرِينَ؛ لِأنَّ هَذا الوَصْفَ يُشْعِرُ بِأنَّ الخِطابَ الصّادِرَ مِنهم خِطابُ الجَهالَةِ والجَفْوَةِ. و(السَّلامُ) يَجُوزُ أنْ يَكُونَ مَصْدَرًا بِمَعْنى السَّلامَةِ، أيْ: لا خَيْرَ بَيْنَنا ولا شَرَّ فَنَحْنُ مُسَلَّمُونَ مِنكم. ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ مُرادًا بِهِ لَفْظُ التَّحِيَّةِ فَيَكُونَ مُسْتَعْمَلًا في لازِمِهِ وهو المُتارَكَةُ؛ لِأنَّ أصْلَ اسْتِعْمالِ لَفْظِ السَّلامِ في التَّحِيَّةِ أنَّهُ يُؤْذِنُ بِالتَّأْمِينِ، أيْ: عَدَمُ الإهاجَةِ، والتَّأْمِينُ: أوَّلُ ما يَلْقى بِهِ المَرْءُ مَن يُرِيدُ إكْرامَهُ، فَتَكُونُ الآيَةُ في مَعْنى قَوْلِهِ: (﴿وإذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أعْرَضُوا عَنْهُ وقالُوا لَنا أعْمالُنا ولَكم أعْمالُكم سَلامٌ عَلَيْكم لا نَبْتَغِي الجاهِلِينَ﴾ [القصص: ٥٥]).
وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض كتابة
نعم ، إنهم متواضعون ، والتواضع مفتاح الإيمان ، في حين يعتبر الغرور والكبر مفتاح الكفر. لقد رأينا بأم أعيننا في الحياة اليومية ، وقرأنا مرارا في آيات القرآن أيضا ، أن المتكبرين المغرورين لم يكونوا مستعدين حتى ليصغوا إلى كلام القادة الإلهيين ، كانوا يتلقون الحقائق بالسخرية ، ولم تكن رؤيتهم أبعد من أطراف أنوفهم ، ترى أيمكن أن يجتمع الإيمان في هذه الحال مع الكبر ؟! نعم ، هؤلاء المؤمنون ، عباد ربهم الرحمن ، والعلامة الأولى لعبوديتهم هو التواضع... التواضع الذي نفذ في جميع ذرات وجودهم ، فهو ظاهر حتى في مشيتهم. وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض. فإذا رأينا أن إحدى أهم القواعد التي يأمر الله بها نبيه هي ولا تمش في الأرض مرحا ، إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا فلنفس هذا السبب أيضا ، وهو أن التواضع روح الإيمان. حقا إذا كان للإنسان أدنى معرفة بنفسه وبعالم الوجود ، فسيعلم كم هو ضئيل حيال هذا العالم الكبير ، حتى وإن كانت رقبته كالجبال ، فإن أعلى جبال الأرض أمام عظمة الأرض أقل من تعرجات قشر ( النارنج) بالنسبة إليها ، تلكم الأرض التي هي نفسها لا شئ بالنسبة إلى الأفلاك العظيمة. ترى أليست هذه الحالة من الكبر والغرور ، دليلا على الجهل المطلق!
المقدم: جزاكم الله خيراً. فتاوى ذات صلة
الجمعه 19 ربيع الأول 1431هـ - 5 مارس 2010م - العدد 15229
التشكيلي الدكتور فؤاد مغربل مواليد المدينة المنورة عام (1370 ه / 1951م)، يحمل درجة الدكتوراه في التربية الفنية من جامعة هل ببريطانيا 2000م. رئيس قسم التربية الفنية بكلية المعلمين بالمدينة المنورة، جامعة طيبة، ومدير جمعية الثقافة والفنون بالمدينة المنورة. كانت بدايته الفعلية في الرسم عندما تخرج من المدرسة الصناعية قسم (نقش وزخرفة) عام 1384ه. هذه المرحلة التي أجبرته على الانصهار فعلياً في الرسم وتكثيف حضوره الفني الذي بدأ فور تخرجه وامتد حتى الآن مكوناً عطاءً فنياً امتد لأكثر من 30 عاماً. أعماله مستمدة طاقتها من الموروث الشعبي الزاخر بعبق الماضي، والعادات والتقاليد الأصيلة، لأنه مبدع يرى ارتباطه بأرضه/ ترابه/ بيئته.. كل أنواع الإبداع الفطري. فالتراث بالنسبة لمغربل هو(المستقبل) الذي يستحضر الماضي، والحاضر بالنسبة له هو ما نعيشه. 30 عاما ترسم مستقبل المدينة المنورة - جريدة الوطن السعودية. وكشأن سائر الحضارات الفنية الموجودة، التي توجد لتكون مكملة وإضافة لسابقاتها من الحضارات يحرص مغربل في معظم أعماله الفنية والفكرية أن يستمد من الحضارة الإسلامية، بروحانية القباب / المآذن/ المساجد.. لأنه يرى أنها حضارة معمارية ستظل شامخة.. ينهل منها أناشيد لونية، وابتهالات روحية.
30 عاما ترسم مستقبل المدينة المنورة - جريدة الوطن السعودية
خطاط ورسام مصطفى عطوة المدينة المنورة جوال 0501179242 - YouTube
رسم | المسجد النبوي الشريف | المدينة المنورة - YouTube