تفسير سورة العاديات
وهي مكية
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ( 1)
فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ( 2)
فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا ( 3) فَأَثَرْنَ
بِهِ نَقْعًا ( 4)
فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ( 5)
إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ( 6)
وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ ( 7)
وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ( 8)
أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ( 9). تفسير سورة الإسراء كاملة من كتاب تفسير السعدي - YouTube. أقسم الله تبارك وتعالى بالخيل، لما فيها من آيات الله
الباهرة، ونعمه الظاهرة، ما هو معلوم للخلق. وأقسم [ تعالى] بها في الحال التي لا يشاركها [ فيه] غيرها
من أنواع الحيوانات، فقال: ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا) أي:
العاديات عدوًا بليغًا قويًا، يصدر عنه الضبح، وهو صوت نفسها في صدرها، عند اشتداد
العدو. (
فَالْمُورِيَاتِ) بحوافرهن ما يطأن عليه من
الأحجار ( قَدْحًا) أي: تقدح النار من صلابة
حوافرهن [ وقوتهن] إذا عدون، ( فَالْمُغِيرَاتِ) على
الأعداء ( صُبْحًا) وهذا أمر أغلبي، أن الغارة
تكون صباحًا، ( فَأَثَرْنَ بِهِ) أي:
بعدوهن وغارتهن ( نَقْعًا) أي:
غبارًا، ( فَوَسَطْنَ بِهِ) أي:
براكبهن ( جَمْعًا) أي: توسطن به جموع الأعداء،
الذين أغار عليهم.
تفسير سورة الإسراء كاملة من كتاب تفسير السعدي - Youtube
تفسير سورة بني إسرائيل
وهي مكية
بسم الله الرحمن الرحيم سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير
ينزه تعالى نفسه المقدسة ويعظمها لأن له الأفعال العظيمة والمنن الجسيمة التي من جملتها أنه أسرى بعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام الذي هو أجل المساجد على الإطلاق إلى المسجد الأقصى الذي هو من المساجد الفاضلة وهو محل الأنبياء. فأسرى به في ليلة واحدة إلى مسافة بعيدة جدا، ورجع في ليلته، وأراه الله من آياته ما ازداد به هدى وبصيرة وثباتا وفرقانا، وهذا من اعتنائه تعالى به ولطفه، حيث يسره لليسرى في جميع أموره، وخوله نعما فاق بها الأولين والآخرين، وظاهر الآية أن الإسراء كان في أول الليل، وأنه من [ ص: 910] نفس المسجد الحرام، لكن ثبت في الصحيح أنه أسري به من بيت أم هانئ، فعلى هذا تكون الفضيلة في المسجد الحرام لسائر الحرم، فكله تضاعف فيه العبادة كتضاعفها في نفس المسجد، وأن الإسراء بروحه وجسده معا، وإلا لم يكن في ذلك آية كبرى ومنقبة عظيمة. وقد تكاثرت الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الإسراء، وذكر تفاصيل ما رأى وأنه أسري به إلى بيت المقدس، ثم عرج به من هناك إلى السماوات حتى وصل إلى ما فوق السماوات العلى، ورأى الجنة والنار، والأنبياء على مراتبهم، وفرض عليه الصلوات خمسين، ثم ما زال يراجع ربه بإشارة موسى الكليم حتى صارت خمسا بالفعل، وخمسين بالأجر والثواب، وحاز من المفاخر تلك الليلة هو وأمته ما لا يعلم مقداره إلا الله عز وجل.
وذكره هنا وفي مقام الإنزال للقرآن ومقام التحدي بصفة العبودية لأنه نال هذه المقامات الكبار بتكميله لعبودية ربه. وقوله: الذي باركنا حوله أي: بكثرة الأشجار والأنهار والخصب الدائم. ومن بركته تفضيله على غيره من المساجد سوى المسجد الحرام ومسجد المدينة، وأنه يطلب شد الرحل إليه للعبادة والصلاة فيه، وأن الله اختصه محلا لكثير من أنبيائه وأصفيائه.
إسلام ويب - تفسير السعدي - تفسير سورة الإسراء- الجزء رقم4
وقيل: مَكِّيَّةٌ إلَّا قَولَه عَزَّ وجَلَّ: إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ... [الآية: 85]. وقيل غيرُ ذلك. إسلام ويب - تفسير السعدي - تفسير سورة الإسراء- الجزء رقم4. يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (14/411)، ((الوسيط)) للواحدي (3/93)، ((تفسير الزمخشري)) (2/646)، ((تفسير ابن عطية)) (3/441)، ((تفسير القرطبي)) (10/203)، ((تفسير البيضاوي)) (3/247). ، وحُكِي الإجماعُ على ذلك [8] ممَّن نقل الإجماعَ: بشيرُ بن حامد أبو النعمان -نسبه إليه أبو حيان-، ومجد الدين الفيروزابادي، والبقاعي.
( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ) أي: المرة الآخرة التي تفسدون فيها في الأرض سلطنا عليكم الأعداء. ( لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ) بانتصارهم عليكم وسبيكم وليدخلوا المسجد الحرام كما دخلوه أول مرة، والمراد بالمسجد مسجد بيت المقدس. ( وَلِيُتَبِّرُوا) أي: يخربوا ويدمروا ( مَا عَلَوْا) عليه ( تَتْبِيرًا) فيخربوا بيوتكم ومساجدكم وحروثكم.
سورة الإسراء تفسير السعدي الآية 58
كثيرا ما يقرن الباري بين نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ونبوة موسى صلى الله عليه وسلم وبين كتابيهما وشريعتيهما لأن كتابيهما أفضل الكتب وشريعتيهما أكمل الشرائع ونبوتيهما أعلى النبوات وأتباعهما أكثر المؤمنين، ولهذا قال هنا: ( وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ) الذي هو التوراة ( وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ) يهتدون به في ظلمات الجهل إلى العلم بالحق. ( أَلا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلا) أي: وقلنا لهم ذلك وأنزلنا إليهم الكتاب لذلك ليعبدوا الله وحده وينيبوا إليه ويتخذوه وحده وكيلا ومدبرا لهم في أمر دينهم ودنياهم ولا يتعلقوا بغيره من المخلوقين الذين لا يملكون شيئا ولا ينفعونهم بشيء. ( ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ) أي: يا ذرية من مننا عليهم وحملناهم مع نوح، ( إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا) ففيه التنويه بالثناء على نوح عليه السلام بقيامه بشكر الله واتصافه بذلك والحث لذريته أن يقتدوا به في شكره ويتابعوه عليه، وأن يتذكروا نعمة الله عليهم إذ أبقاهم واستخلفهم في الأرض وأغرق غيرهم. ( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ) أي: تقدمنا وعهدنا إليهم وأخبرناهم في كتابهم أنهم لا بد أن يقع منهم إفساد في الأرض مرتين بعمل المعاصي والبطر لنعم الله والعلو في الأرض والتكبر فيها وأنه إذا وقع واحدة منهما سلط الله عليهم الأعداء وانتقم منهم وهذا تحذير لهم وإنذار لعلهم يرجعون فيتذكرون.
يُنظر: ((النهاية)) لابن الأثير (3/179). ، وهُنَّ مِن تِلادي [4] تِلادي: أي: مِن أوَّلِ ما أخَذْتُه وتعلَّمْتُه بمكَّةَ. يُنظر: ((النهاية)) لابن الأثير (1/194). [5] رواه البخاري (4739).. وتُسَمَّى أيضًا سورةَ (الإسراء) كما في كثيرٍ مِن المصاحِفِ [6] سُمِّيَت بذلك؛ لذِكْرِها الإسراءَ بالنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أوَّلِها، واختُصَّت بذِكرِه. يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (15/5). وتُسمَّى أيضًا سورةَ (سبحان)؛ لافتتاحِها به. يُنظر: ((تفسير ابن أبي زمنين)) (3/5)، ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/288)..
فضائل السورة وخصائصها:
1- كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقرؤُها كُلَّ لَيلةٍ: فقد كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يَنامُ على فِراشِه، حتى يقرأَها كُلَّ لَيلةٍ، كما في حديثِ عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها المتقدِّمِ قريبًا. 2- أنَّها مِن السُّوَرِ العَتيقةِ، ومِن قَديمِ ما حُفِظَ عند الصَّحابةِ: كما في أثر عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه المتقدم قريبًا. بيان المكي والمدني:
سورةُ الإسراءِ مَكِّيَّةٌ [7] وقيل: مَكِّيَّةٌ إلَّا الآياتِ (26، 32، 33، 57)، ومِن آية (73) إلى آية (80) فمَدنيَّةٌ.
وهذا رسول الله صلى اله عليه وسلم يجعل الصبر شرط الإيمان، ويمتدح المؤمن الصابر في سياق التعجب من استواء حالات النعمة والمصيبة لديه ففي صحيح مسلم ، يقول رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ». الدعاء
ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم - الآية 31 سورة محمد
5- الاستمرار في العمل السلمي كالكتابة على الجدران ونشر المناشير التي تدعو الجنود للانشقاق فهذا يضعف من معنويات العدو كثيراً ويزرع الوهن بين صفوفه ويرفع من معنويات سكان المدينة. ولنبلونكم حتي نعلم المجاهدين منكم. أخيرا لا بد أن نعلم أن عناصر الجيش الحر مشغولون بمهامهم العسكرية والمشغول لا يشغل ولا نريد تشتيت طاقاتهم وإضعافهم بما يمكن لغيرهم القيام به. لذا فإننا ندعو كل شباب تنسيقيات حلب للمسارعة إلى العمل والأفضل أن يتم ذلك بالتنسيق مع الجيش الحر لمن له تواصل معه ولنتذكر أن من يسعى يصل والله لا يضيع أجر من أحسن عملا فهذا يومٌ يتمايز فيه العاملون المخلصون عن المنظِّرين المتواكلين. وفقنا الله لطاعته وأعاننا على مرضاته إنه سميع قريب. مكتب الإرشاد في تجمع دعاة الشام 9 / رمضان /1433هـ
28 / 7 / 2012 م
وعن ابن عباس قال: أخبر الله سبحانه المؤمنين أن الدنيا دار بلاء, وأنه مبتليهم فيها, وأمرهم بالصبر, وقال ابن عاشور في تفسيره: { ولنبلونكم}: البلو: هو الاختبار وتعرف حال الشيء. والمراد بالابتلاء: الأمر والنهي في التكليف ، فإنه يظهر به المطيع والعاصي والكافر ، ولما كان التكليف مبينا لأحوال نفوس الناس في الامتثال ،وممحصا لدعاويهم ،وكاشفا عن دخائلهم ،كان مشتملا على ما يشبه الابتلاء ، وإلا فإن الله – تعالى – يعلم تفاصيل أحوالهم ، ولكنها لا تظهر للعيان للناس إلا عند تلقي التكاليف ، فالله شرع الجهاد لنصر الدين ، ومن شرعه يتبين من يجاهد ومن يقعد عن الجهاد ، ويتبين من يصبر على لأواء الحرب ومن ينخزل ويفر ، فلا تروج على الناس دعوى المنافقين صدق الإيمان ، ويعلم الناس المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه. أيها المسلمون
فاللهَ يبتلي عبادَه حتى يُظهِرَ ويُمَيِّزَ لعبادِه مَنْ هو الصّادقُ المجاهِدُ الذي يَصبِرُ على المشَقّاتِ, ومَنْ هو غيرُ الصّادقِ الذي لا يَصبِر، وليسَ هذا معناهُ أن اللهَ لم يكُنْ عالما مَنْ يُجاهِدُ ويصبِرُ ، فيبتلي النّاسَ لينكشِفَ له ذلك، فليسَ هذا هو المعني، فاللهُ لا يَخفَى عن عِلمِهِ شيء، وهو سبحانه وتعالى يَعلَمُ بعلمِهِ الأزليّ كلّ شيء، ويَعلمُ ما كانَ وما يكونُ وما لا يكون ، قال الله تعالى: { وَأنّ اللهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلمًا} الطلاق:12.