هناك من يصبر خوفاً على ماله الذي جمعه من حرام. هذه أنواع الصبر التي لا علاقة لها بهذه الآية. الآية الكريمة
﴿ ولربك فاصبر ﴾
الصبر المحمود أن تصبر لله، أن تكون قادراً على إنزال أشد العقاب بخصمك، لكنك كظمت غيظك وصبرت لله. الصبر الذي يرفع من قيمة الإنسان، هو الصبر الذي يكون باعثه إرضاء الله عز وجل، هذا صبر الأقوياء. قد تكون قوياً وبإمكانك أن تسحق خصمك، ولكنك تعفو عنه لله، هذا هو الصبر الذي ذكره الله في هذه الآية
﴿ واصبر لحكم ربك ﴾
شيئاً آخر الله عز وجل، له أمر تكليفي، وله أمر تكويني. الأمر التكليفي افعل ولا تفعل، وفي أغلب الأحوال افعل يتناقض مع الطبع غض البصر، والطبع يدعوك إلى أن تطلق البصر، أنفق المال والطبع يأمرك أن تأخذ المال، لا تنفقه. فالأمر والنهي، يتناقضان مع الطبع يتوافقان مع الفطرة، الأمر والنهي يتنقضان مع الطبع يتوافقان مع الفطرة. منتديات ستار تايمز. فهناك صبرٌ على أمر الله التكليفي، وهناك صبرٌ على أمر الله التكويني جعل هذا الإنسان عقيماً لا يلد، جعل هذا الإنسان ذات دخلٍ محدود، جعل هذا الإنسان ذات قامة معينة، فيها مرض وراثي، هذا أمر تكويني. فأنت ينبغي أن تصبر على أمر الله التكليفي، وعلى أمره التكويني.
واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا مزخرفه عربيه
﴿ واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم﴾
بعد أن تدبر، يعني صلاة الفجر. واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا مزخرفه عربيه. أيها الأخوة الكرام:
أساس هذا الدين الصلاة، ومن ترك الصلاة فقد هدم الدين، والخشوع في الصلاة من فرائضها، لا من فضائلها. لقوله تعالى:
﴿ قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون ﴾
( سورة المؤمنون: 1 ـ 2)
فإذا الإنسان قلد النبي عليه الصلاة والسلام وأتبع أثره، وأتبع سنته، له من هذه الآية نصيب، فإنك بأعيننا، يعني أنت بعين الله ترعاك، عين الله ترعاك، وعين الله تحفظك، وعين الله تحرسك، وعين الله تأيدك، وعين الله توفقك، وعين الله تقربك. ﴿واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم ﴾
يعني كلما أردت أن تقوم لعمل، سبح بحمد الله، لماذا ؟ من أجل أن يأتي هذا العمل متوافقاً مع منهج الله، قلت يا الله أنا ذاهب لسوق سبح بحمد ربك، نزهه، ومجده، واخضع له، لا تعقد صفقةً بيمين كاذبة لا تشتري حاجةً لا تنفع المسلمين، لا تبخس من قيمة البضاعة مثلاً إن أطيب الكسب كسب التجار، الذين إذا حدثوا لم يكذبوا، وإذا وعدوا لم يخلفوا، وإذا ائتمنوا لم يخونوا، وإذا كان لهم لم يعثروا، وإذا كان عليهم لم يمطلوا، وإذا باعوا لم يطروا، وإذا اشتروا لم يذموا.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين:
أيها الإخوة الكرام:
الآية الثامنة والأربعون والتاسعة والأربعون من سورة الطور وهي قوله تعالى:
﴿ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49)﴾
أولاً: الصبر علم
أضرب لكم هذا المثل...
لو أن طفلاً صغيراً أخذ إلى طبيب أسنان، يصيح، ويتحرك حركه عشوائية، ويرفض، لأنه يجهل هذا الذي سيكون لصالحه. أما الراشد، قد يتألم، قد يشعر بألم شديد، قد يكون قلبه لا يحتمل المخدر، فيقلعه ضرسه من دون مخدر، والألم لا يطاق، ومع ذلك يصبر، لماذا يصبر ؟ لأنه يعلم أن هذا العمل لصالحه، لأن الله عز وجل يقول:
﴿ ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم ﴾
فالصبر في القرآن دليل معرفة الله عز وجل، الذي يعرف الله يصبر، والذي لا يعرفه لا يصبر. شئن هذا الطفل الصغير، الذي يبكي ويصيح وقد يسب الطبيب، والطبيب يريد أن يريحه من ألم طويل. أما الراشد يتحمل ألماً موقتاً ليستريح راحةً طويلة. إذاً... واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا مزخرفه فورت. هناك من يصبر لا لحكم الله، يصبر لقوي، يضطهده. هناك من يصبر خوفاً على مركزه.
11 مايو, 2014
يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب
(يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب). الدكتور صالح محمد عوض جامعة بغداد – كلية العلوم – قسم علوم الأرض *معنى السجل والطي في كتب التفسير: —————————————————– ورد في تفسير ابن كثير والقرطبي أن المراد بالسجل هو الكتاب, وقيل المراد به هو ملك من الملائكة وقيل كذلك إن المراد به هو اسم رجل صحابي كان يكتب للنبي (صلى الله عليه وسلم) الوحي, وقيل أيضاً هو الرجل, حيث لا يعرف رجل اسمه السجل, وإن كتاب الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) معروفون. وقيل أيضاً أن السجل هو العدل, وهو اسم مشتق من السجالة وهي الكتابة. أما الطي فهو الدرج بفتح الدال الذي هو ضد النشر. قال تعالى (( والسموات مطويات بيمينه)). روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال يقبض الله الأرض ومن عليها يوم القيامة, ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك, أين ملوك الأرض. وهذا تعبير عن قدرته جل وتعالى وإحاطته بجميع مخلوقاته. يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب ؟ ماهو السجل ؟. قيل أيضاً قد يكون القبض والطي إفناء الشيء وإذهابه. يقول الله سبحانه وتعالى: والأرض جميعاً قبضته. يحتمل أن يكون المراد به والأرض جميعاً ذاهبة فانية يوم القيامة.
يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب ؟ ماهو السجل ؟
حدثني محمد بن عمارة الأسدي ، قال: ثنا عبيد الله قال: ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عطاء ، عن عقبة بن عامر الجهني ، قال: يجمع الناس في صعيد واحد ينفذهم البصر ، ويسمعهم الداعي حفاة عراة ، كما خلقوا أول يوم. حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثني عباد بن العوام ، عن هلال بن حبان ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة مشاة غرلا قلت: يا أبا عبد الله ما الغرل ؟ قال: الغلف ، فقال بعض أزواجه: يا رسول الله ، أينظر بعضنا إلى بعض إلى عورته ؟ فقال لكل امرئ يومئذ ما يشغله عن النظر إلى عورة أخيه " ، قال هلال: قال سعيد بن جبير ( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة) قال: كيوم ولدته أمه ، يرد عليه كل شيء انتقص منه مثل يوم ولد. وقال آخرون: بل معنى ذلك: كما كنا ولا شيء غيرنا قبل أن نخلق شيئا ، كذلك نهلك الأشياء فنعيدها فانية ، حتى لا يكون شيء سوانا. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد ، قال: ثني أبي ، قال: ثني عمي ، قال: ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ( كما بدأنا أول خلق نعيده)... الآية ، قال: نهلك كل شيء كما كان أول مرة. وقوله ( وعدا علينا) [ ص: 547] يقول: وعدناكم ذلك وعدا حقا علينا أن نوفي بما وعدنا ، إنا كنا فاعلي ما وعدناكم من ذلك أيها الناس ، لأنه قد سبق في حكمنا وقضائنا أن نفعله ، على يقين بأن ذلك كائن ، واستعدوا وتأهبوا.
تاريخ الإضافة: 25/5/2019 ميلادي - 21/9/1440 هجري
الزيارات: 21850
♦ الآية: ﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الأنبياء (104). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ﴾ وهو مَلَك يطوي بني آدم، وقيل: السجل: الصحيفة، والمعنى: كطي السجل على ما فيه من المكتوب ﴿ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ﴾ كما خلقناكم ابتداءً حُفاةً عُراةً غرلًا، كذلك نُعيدهم يوم القيامة ﴿ وَعْدًا عَلَيْنَا ﴾؛ أي: وعدناه وعدًا ﴿ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾؛ يعني: الإعادة والبعث. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ ﴾، قرأ أبو جعفر: "تُطوى السماءُ" بالتاء وضمها وفتح الواو، و"السماءُ"، رفع على المجهول، وقرأ العامة بالنون وفتحها وكسر الواو، و﴿ السَّمَاءَ ﴾ نصب. ﴿ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ﴾، قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم: "للكتب" على الجمع، وقرأ الآخرون: "للكتاب" على الواحد، واختلفوا في السجل، فقال السدي: السجل: ملك يكتب أعمال العباد، واللام زائدة؛ أي: كطي السجل الكتب كقوله: ﴿ رَدِفَ لَكُمْ ﴾ [النمل: 72]، اللام فيه زائدة، وقال ابن عباس ومجاهد والأكثرون: السجل: الصحيفة للكتب؛ أي: لأجل ما كتب، معناه: هو كطي الصحيفة على مكتوبها، والسجل: اسم مشتق من المساجلة وهي المكاتبة، والطي: هو الدرج الذي هو ضد النشر.