تاريخ النشر: ٢٢ / صفر / ١٤٣١
مرات
الإستماع: 2445
لا تنسنا يا أُخيَّ من دعائك
أستودع الله دينك وأمانتك
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
ففي باب وداع الصاحب ووصيته عند فراقه لسفر وغيره والدعاء له وطلب الدعاء منه أورد المصنف -رحمه الله-:
حديث عمر بن الخطاب قال: استأذنت النبي ﷺ في العمرة، فأذن وقال: لا تنسنا يا أُخيَّ من دعائك، فقال كلمةً ما يسرني أنّ لي بها الدنيا ، في رواية قال: أشرِكْنا يا أُخيَّ في دعائك [1] رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح. هذا الحديث فيه ضعف، فيه راوٍ يقال له: عاصم بن عبد الله بن عبيد الله العمري، قال الحافظ: ضعيف، ومن صحح هذا الحديث أخذ منه مشروعية طلب الدعاء من المسافر، وربما فهم منه ما هو أعم من ذلك، وهو أن المرء يطلب من غيره أن يدعو له من غير كراهة، وأن ذلك لا يقال فيه: خلاف الأولى، ومن يصحح هذا الحديث يستنبط منه جملة من المعاني غير ما سبق، وإن كان هذا هو موضع الشاهد. استودع الله في حاجة له ، ثم سرقت ! ويسأل عن ذلك . - الإسلام سؤال وجواب. يستنبطون -مثلاً- تواضع النبي ﷺ، وأن الأعلى مرتبة يطلب من الأدنى أن يدعو له. وإذا قيل بأن الحديث ضعيف فلا مجال لاستنباط هذه المعاني منه، ولا الوقوف عندها، ومسألة طلب الدعاء من الغير لو صح هذا الحديث لكان عمدة في الباب، ولكنه لم يصح، ولهذا ذكر بعض أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أن طلب الدعاء من الغير لا يشرع، ليس معنى ذلك أنه محرم، هو جائز، ولكن هل يشرع ذلك، والمشروعية قدر زائد على الجواز؟، بمعنى أن ذلك طلب الشارع، إما ندباً، وإما وجوباً، وذلك أن طلب الدعاء من الغير لا يخلو من تزكية له، إذا قلت: ادعُ لي، ففيه تزكية لمن طُلب منه، وإن كانت غير مباشرة.
أَستَودِعُ اللهَ دِينَكَ وأمَانَتَكَ وخَواتِيْمَ عَمَلِك
أي أخيتي الحبيبة.. قال ربنا سبحانه وتعالى:
{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}الذاريات55
وهل أختي ألا فتاة مؤمنة بحق ؟! نعم.. إذن فالامانة الامانة يا أختاه
{وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}المؤمنون8
ومن الامانات الكبرى:
• أمانة الفطرة فلا نلوثها بالقاذورات الفكرية او السلوكية. أَستَودِعُ اللهَ دِينَكَ وأمَانَتَكَ وخَواتِيْمَ عَمَلِك. • وأمانة الأسلام فلا نضيع منه شيئا – مهما كان في نظرنا هينا
• { وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ}النور15
• ثم أمانة العمل والجهاد من اجل تحقيق هذا الإسلام واقعا حيا في حياتنا وحياة الناس. • وأمانة كل مسلم ومسلمة في أي شبر من الارض: أن نهتم بأمر المسلمين في كل بقاع العالم, فنسر لسرورهم, ونتألم لآلامهم, ونتعرف على قضاياهم ومآسيهم,
ونفديهم باموالنا ودمائنا ومواهبنا وكل ما نملك. • وأمانة حسن اختيار الزوج الصالح التقي النقي الفاهم العامل المجاهد,
فلا تغرنا المظاهر الخداعة, أو بريق الجمال والفتوة, او مغناطيسية المناصب والاموال والشهادات. • ثم تاتي أمانة تربية الاولاد وتعهدهم ليكونوا هداة راشدين, وأبطالا فاتحين,
وليكن زوجات صالحات وفيات, وامهات بارات مثاليات, وداعيات ناجحات موفقات جاذبات..
• ثم أمانات: ودائع الناس وحقوقهم المادية والمعنوية ( وفي مقدمتهم الوالدان والارحام)
وأسرار الناس واخبارهم الخاصة وشئونهم الداخلية.
أستـودع الله دينك وامانتك وخواتيـم عملك ,,,, - السيدة
والأمر الثاني: أن الدعاء عبادة يحبها الله -تبارك وتعالى، وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]. فيتقرب العبد إلى ربه -تبارك وتعالى- بهذه العبودية، ولا يطلب ذلك من غيره، يعني: أن يدعو غيره له. إضافة إلى أمر ثالث، وهو أن ذلك لا يخلو من نوع افتقار إلى المخلوق، فالنبي ﷺ بايع بعض أصحابه أن لا يسألوا أحدًا من الناس شيئاً، فكان السوط يسقط من أحدهم، ولا يقول لصاحبه: ناولنيه [2]. الاستغناء الكامل عن المخلوقين، ما يطلب منهم شيئاً، وإنما يكون فقره وحاجته إلى الله وحده لا شريك له، وهذا من كمال العبودية، لكن لو أن أحداً من الناس طلب من آخر أن يدعو له، هل يقال: إنك قد ارتكبت شيئًا محرماً، أو يلحقك فيه حرج في الآخرة؟ الجواب: لا، لكن غاية ما هنالك أن هذا خلاف الأولى، والله تعالى أعلم. أستـودع الله دينك وامانتك وخواتيـم عملك ,,,, - السيدة. ثم ذكر الحديث الآخر وهو:
حديث عن سالم بن عبد الله بن عمر: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، كان يقول للرجل إذا أراد سفرا: ادن مني حتى أودعك كما كان رسول الله ﷺ يودعنا، فيقول: أستودع الله دينك، وأمانتك، وخواتيم عملك. رواه الترمذي
سالم بن عبد الله بن عمر -رحمه الله ورضي عن أبيه وجده- وسالم هو أحد الفقهاء السبعة من التابعين.
استودع الله في حاجة له ، ثم سرقت ! ويسأل عن ذلك . - الإسلام سؤال وجواب
الحروب والغزوات
كَانَ ابنُ عمرَ -رضِيَ الله عنهما- يَقُول لِلرَّجُل إِذَا أَرَادَ سَفَرًا: ادْنُ مِنِّي حَتَّى أُوَّدِعَكَ كَمَا كَان رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يُوَدِّعُنَا، فَيقُول: «أَسْتَوْدِعُ الله دِينَكَ، وَأَمَانَتَكَ، وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ». وعن عبد الله بن يزيد الخطمي رضي الله عنه- قال: كَانَ رسُول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- إِذَا أَرَادَ أَنْ يُوَدِّعَ الجَيشَ، قال: «أَسْتَودِعُ الله دِينَكُم، وَأَمَانَتَكُم، وخَوَاتِيمَ أَعْمَالِكُم». شرح الحديث:
كَانَ ابنُ عمرَ -رضِيَ الله عنهما- يَقُول لِلرَّجُل إِذَا أَرَادَ سَفَرًا: ادْنُ مِنِّي حَتَّى أُوَّدِعَكَ كَمَا كَان رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يُوَدِّعُنَا، وهذا من ابن عمر بيان لكمال حرص الصحابة -رضي الله عنهم- على التزام هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقوله: (إذا ودع رجلا) أي مسافرا، (أخذ بيده فلا يدعها): وهذا ما جاء في بعض الروايات، أي: فلا يترك يد ذلك الرجل من غاية التواضع ونهاية إظهار المحبة والرحمة. ويقول -صلى الله عليه وسلم-: أي للمودع: "أستودع الله دينك" أي أستحفظ وأطلب منه حفظ دينك. و"أمانتك" أي حفظ أمانتك، وهي شاملة لكل ما استحفظ عليه الإنسان من حقوق الناس وحقوق الله من التكاليف، ولا يخلو الرجل في سفره ذلك من الاشتغال بما يحتاج فيه إلى الأخذ والإعطاء والمعاشرة مع الناس، فدعا له بحفظ الأمانة والاجتناب عن الخيانة، ثم إذا انقلب إلى أهله يكون مأمون العاقبة عما يسوءه في الدين والدنيا.
الشرح الممتع على زاد المستقنع، لمحمد بن صالح بن محمد العثيمين، ط1، دار ابن الجوزي، 1422 - 1428هـ. كشف المشكل من حديث الصحيحين، لابن الجوزي، تحقيق: علي حسين البواب، دار الوطن، الرياض. كنوز رياض الصالحين، مجموعة من الباحثين برئاسة حمد بن ناصر العمار، ط1، كنوز إشبيليا، الرياض، 1430هـ. مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرنؤوط و عادل مرشد، وآخرون، تحت إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي، ط1، مؤسسة الرسالة، 1421هـ. نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، لمجموعة من الباحثين، ط14، مؤسسة الرسالة، 1407هـ. مفردات ذات علاقة:
آداب السفر
الأمانة
ترجمة نص هذا
الحديث متوفرة باللغات التالية
العربية
- العربية
الإنجليزية
- English
الفرنسية
- Français
الإسبانية
- Español
التركية
- Türkçe
الأردية
- اردو
الأندونيسية
- Bahasa Indonesia
البوسنية
- Bosanski
الروسية
- Русский
البنغالية
- বাংলা
الصينية
- 中文
الفارسية
- فارسی
النوع الرابع: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، يدلُّ لذلك حديث عبدالله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: أُخبِر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أني أقول: والله لأصومنَّ النهار، ولأقومنَّ الليل ما عشتُ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أنتَ الذي تقول: والله لأصومنَّ النهار، ولأقومنَّ الليل ما عشتُ؟))، قلتُ: قد قلتُه [بأبي أنت وأمي، يا رسول الله]، قال: ((إنك لا تَستطيع ذلك، فصمْ وأَفطِر، وقُمْ ونَمْ، وصُمْ من الشهر ثلاثة أيام، فإن الحسَنة بعشر أمثالها، وذلك مثل صيام الدهر))؛ متفق عليه [5]. وهذا العددُ هو أقل عددٍ ورَد الحثُّ عليه في كل شهر في الأحاديث المَشهورة [6] ، وللإنسان أن يَصوم اليوم واليومين، فهو خير على كل حال، لكن الأفضل ألا ينقص عن ثلاثة أيام من كلِّ شَهر. ولم يُحدِّد النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث عبدالله بن عمرو الأيام الثلاثة التي يُشرَع صيامها من كل شهر، بل أطلَقها؛ فللمسلم أن يَصومها فيما شاء من أيام الشهر متواليةً أو مُتفرِّقةً، والأفضل في صيامها فعلُ واحِدٍ مما يلي:
أولاً: صيام أيام الليالي البيض، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر قَمريٍّ، وهذه الصفة أفضل شيء؛ لكثرة الأحاديث الواردة في الأمر بها والحث عليها.
افضل صيام التطوع هو صيام
وفي حديث أبي جحيفة في قصة سلمان وأبي الدرداء، فجاء أبو الدرداء، فصنع له طعامًا، فقال: كل فإني صائم، فقال: ما أنا بآكل حتى تأكل، فأكل.. الحديث (رواه البخاري والترمذي وصححه). ولما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم؛ أقر سلمان على موقفه ونصحه، وقال: صدق سلمان"، ولو كان قضاء هذا اليوم عليه واجبًا لبيَّنه له؛ لأن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز. ولكن يُستحب قضاء التطوع الذي لم يتمه؛ أخذًا بعموم قوله تعالى: {وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} (محمد:33) وعملًا ببعض الأحاديث الواردة الآمرة بالقضاء، وإن لم تبلغ درجة الصحة؛ فتُحمل على الندب، وخروجًا من خلاف العلماء؛ فقد ذهب أبو حنيفة ومالك إلى وجوب القضاء. وهذا الحكم مطرد في كل تطوع، من صلاة أو صدقة، إلا الحج والعمرة، فإنهما يلزمان بالشروع فيهما بالإجماع. صوم التطوع والأيام التي يستحب صيامها. والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم
3- صيام عاشوراء
عاشوراء:
هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم. لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): «وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ التي قَبْلَهُ» (رواه مسلم).