السؤال:
أحسن الله إليكم يا شيخ. ما كيفية الإقعاء المستحب والمكروه، ومتى يفعل يا شيخ؟
الجواب:
الشيخ: نعم.
ص167 - كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد الفقه - الإقعاء في الصلاة - المكتبة الشاملة
نعم. المقدم: جزاكم الله خيراً. فتاوى ذات صلة
تفسير الإقعاء بين السجدتين - إسلام ويب - مركز الفتوى
وهذا عام في جميع جلسات الصلاة. فقوله: أن يفترش قدميه أي: أصابع قدميه. وقيل: هي أن ينصب قدميه ويجلس بينهما، ملصقا أليتيه على الأرض. وقيل: أن يجلس على أليتيه على الأرض ناصبا فخذيه مثل إقعاء الكلب. وقال في (سبل السلام) على حديث عائشة المتقدم: " وكان ينهى عن عقبة الشيطان "، وفسرت بتفسيرين:
أحدهما: أن يفترش قدميه ويجلس بأليتيه على عقبيه، لكن هذه القعدة اختارها العبادلة في القعود في غير الأخير، وهذه تسمى إقعاء، وجعلوا المنهي عنه هو الهيئة الثانية، وتسمى أيضا إقعاء، وهي أن يلصق الرجل أليتيه في الأرض وينصب ساقيه وفخذيه، ويضع يديه على الأرض، كما يقعي الكلب. انتهى.. تفسير الإقعاء بين السجدتين - إسلام ويب - مركز الفتوى. وأما الحكمة في النهي عنه: فلا شك أن الشارع الحكيم لا ينهى عن شيء إلا لحكم ومصالح. وقد نُهي المصلي أن يتشبه بالحيوانات حال صلاته؛ فنهي عن بروك كبروك البعير، والتفات كالتفات الثعلب، وإقعاء كإقعاء الكلب، وافتراش ذراعيه كافتراش الكلب، ونقر كنقر الغراب، ورفع الأيدي حال السلام كأذناب خيلٍ شُمْسٍ، وتَدْبيح كتَدْبيح الحمار حال الركوع؛ وهو أن يمد عنقه خافضا له ويطأطئ رأسه حتى يكون أخفض من ظهره. فهذه سبع هيئات من هيئات الصلاة أمرنا بمخالفة الحيوانات فيها؛ تكريما للإنسان عن مشابهة الحيوان وإقامة للصلاة على الوجه الأكمل الذي يرضي الشارع، والله أعلم.
___________________________________________
1 - ابن ماجه (894) وفيه: الحارث الأعور، كذبه الشعبي. 2 - ابن ماجه (896) وفيه: العلاء أبو محمد، قال البخاري فيه: منكر الحديث، وقال ابن المديني: كان يضع الحديث. 3 - أخرجه مسلم (498). 4 - (شرح مسلم) (5/19). 5
0
42, 431
منزل الشاعر عبدالله البردوني يقع في حي التحرير بالعاصمة صنعاء، وأدى تهدمه الكلي إلى طمر عشرات المجلدات والكتب التي كانت بداخله
تسببت السيول الجارفة التي ضربت اليمن، الجمعة، في تدمير آلاف المنازل وهدم وتضرر مواقع تراثية وتاريخية، من بينها منزل الشاعر اليمني الراحل عبدالله البردوني. الأمطار تهدد منازل صنعاء التاريخية.. وارتفاع ضحايا السيول إلى 21 ويقع منزل البردوني في حي التحرير بالعاصمة صنعاء، وأدى تهدمه الكلي إلى طمر عشرات المجلدات والكتب التي كانت بداخله. ويصادف انهيار المنزل مع اقتراب الذكرى الـ"21" لرحيل البردوني، الذي توفي في 30 أغسطس/آب 1999. وفشلت كل الجهود التي بذلت لتحويل منزل الشاعر البردوني إلى متحف يضم مقتنياته وكتبه ومؤلفاته، بسبب خلافات الورثة. وكان وزير الثقافة في حكومة الوفاق عرض في عام 2012 شراء المنزل بمبلغ 40 مليون ريال، لكن خلاف الورثة ظل عائقا أمام الشراء. وقال عبده الحودي، رئيس اتحاد الأدباء والكتّاب في مدينة ذمار، في منشور له عبر صفحته على فيسبوك، إن "بيت البردوني القديم في باب السبح أصبح ركاماً وأثراً بعد عين، وبذلت جهودا كبيرة في شراء البيت حتى يصبح متحفاً ومزاراً يضم مقتنيات البردوني إلا أن تعنت الورثة كان يقف حائلًا دون تحقيق تلك الغاية".
الشاعر عبد الله البردوني - موضوع
وولد البردوني عام 1929 في إحدى القرى النائية بمحافظة ذمار التي تبعد 100 كلم عن جنوب صنعاء، وأصيب بمرض الجدري في الخامسة من عمره ما أدى إلى فقدانه بصره. وتتلمذ البردوني على يد كبار العلماء في مدينتي ذمار وصنعاء، ونبغ في الشعر، وشارك في العشرات من المهرجانات الشعرية العربية، وله "12" ديوانًا شعريًا، بالإضافة إلى العشرات من المؤلفات في الأدب، والنقد، والسياسة، والتاريخ. وأصدرت الأمم المتحدة في عام 1982 عملة فضية عليها صورة الشاعر اليمني عبدالله البردوني كـ"معاق تجاوز العجز". وصدر للشاعر عدة دواوين، منها: "من أرض بلقيس"، و"مدينة الغد"، و"السفر إلى الأيام الخضر"، و"وجوه دخانية في مرايا الليل"، و"زمان بلا نوعية"، و"كائنات الشوق الآخر"، و"رواغ المصابيح"، و"جواب العصور"، و"في طريق الفجر".. وغيرها.
ديوان عبدالله البردوني - الديوان
البردوني إلى جانب الجواهري، باعتبارهما أخر الأسلاف، عملا معا، كل من زاويته، على تحيين الشكل العمودي، وإخراجه من حرفية التقليد، وحرفية البناء، بخلاف أولئك الذين اختاروا البنية التقليدية للقصيدة بعلاقاتها التاريخية وبخصائصها المباشرة. وقد جرتهم، يقول عبدالعزيز المقال، تلك المحافظة، عن قصد أو غير قصد، إلى استرجاع المضامين القديمة والأشكال التقليدية، ولذلك جاء نظمهم اجترارا, ودفعهم الاستخدام الروتيني للقوالب المتوارثة إلى الأسالب الفنية المسبوقة. -5-
لن أتحدث عن الجانب الثوري في تجربة البردوني، أيضا، سأكتفي فقط بإيراد نموذج له، لعله، كما أراه، يكفي للكشف عن ميل هذا الشاعر إلى تسخير تجربته في قول الأشياء كما تتبدى له دون قيد ولا شرط. وهذا ما عرف عنه، أو ما أعرفه عنه، وما تقربنا كتاباته منه. يقول من تجربته في السجن:
هدني السجن وأدمى القيد ساقي
فتعاييت بجرحي ووثاقي
وأضعت الخطو في شوك الدجى
والعمى والقيد والجرح رفاقي
في سبيل الفجر ما لا قيت في
رحلة التيه وما سوف ألقي
سوف يفنى كل قيد وقوى كل
سفاح وعطر الجرح باقى
-6-
وأريد في نهاية هذه الورقة، أن أشير الى كون البردوني لم يكن شاعرا فقط، بمعنى أنه لم يكن شاعر يكتفي بكتابة الشعر، فهو كان ينخرط فيه نظريا ونقديا.
2 – تميزت تجربة البردوني بإصراره على كتابة قصيدته بنفس واحد، فهو لا يترك البيت معلقا بين هواءين، فهو كان يلحم أجزاء النص، يكتبا دفعة واحدة، أو يضعه في نسق متسق لاغيا بذلك فكرة البيت باعتباره بيتا من الأبنية أو هو نسيج وحدة، كما يقول ابن خلدون ولأن قضية البردوني الشعرية بالدرجة الأولى، ثم الفكرية ؟ لم تكن لتأتي مفككة ناتئة، لذلك كان يدفع بالقصيدة في اتجاه النص، أو ما سيصطلح عليه بالوحدة العضوية، ووحدة الموضوع. ليس هذا ما يجعل من تجربة البردوني تحظى باهتمام القراء والباحثين، لأن هذا العنصر كان سابقا عليه، لدى مدرسة الديوان وغيرها، وحتى في بعض النماذج الشعرية السابقة فالبردوني، حتى لا يبقى أسير تبعات شكل شعري مثقل بأثار العابرين، سيتجه، كما يؤكد ذلك الأكور عبدالعزيز المقالح، وكما تؤكده تجربة البردوني الشعرية، الى تحويل أو تحميل الكلمات والألفاظ والصور دلالات تنجو باللفظ من واحدية المعنى، وتعتني باللفظ باعتبارها جزءا من السياق العام للجملة أو النص، ولعل هذا ما سيجعل من البردوني يستعين بالألفاظ العامية، وبالتراكيب اللغوية البسيطة أو القريبة، بالأحرى، من الفهم العام. فلا داعي للسير خلف تداعيات الشكل، والسير وراء ما يستدعيه من تعابير وصور مثقلة بتاريخ يرى فيه البردوني تاريخ أناس مروا وأشادوا بزمنهم إن سلبا أو إيجابا فقصيدة البردوني تتقاطع فيها كل هذه المستويات، ومن خلالها كان ينسج أفق كتابة ترتبط بزمنها, وتسير في سياقه أو تتجاوزه.