ومقصود الآية: إنكم من ذرية نوح وقد كان عبدا شكورا فأنتم أحق بالاقتداء به دون آبائكم الجهال. وقيل: المعنى أن موسى كان عبدا شكورا إذ جعله الله من ذرية نوح. وقيل: يجوز أن يكون {ذرية} مفعولا ثانيا {لتتخذوا} ويكون قوله {وكيلا} يراد به الجمع فيسوغ ذلك في القراءتين جميعا أعني الياء والتاء في {تتخذوا}. ويجوز أيضا في القراءتين جميعا أن يكون {ذرية} بدلا من قوله {وكيلا} لأنه بمعنى الجمع؛ فكأنه قال لا تتخذوا ذرية من حملنا مع نوح. ويجوز نصبها بإضمار أعني وأمدح، والعرب قد تنصب على المدح والذم. ويجوز رفعها على البدل من المضمر في {تتخذوا} في قراءة من قرأ بالياء؛ ولا يحسن ذلك لمن قرأ بالتاء لأن المخاطب لا يبدل منه الغائب. ويجوز جرها على البدل من بني إسرائيل في الوجهين. تفسير: (أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم). فأما {أن} من قوله {ألا تتخذوا} فهي على قراءة من قرأ بالياء في موضع نصب بحذف الجار، التقدير: هديناهم لئلا يتخذوا. ويصلح على قراءة التاء أن تكون زائدة والقول مضمر كما تقدم. ويصلح أن تكون مفسرة بمعنى أي، لا موضع لها من الإعراب، وتكون {لا} للنهي فيكون خروجا من الخبر إلى النهي. اكسب ثواب بنشر هذا التفسير
تفسير: (أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم)
حدثني القاسم ، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا أبو فضالة، عن النضر بن شفي، عن عمران بن سليم، قال: إنما سمي نوح عبدا شكورا أنه كان إذا أكل الطعام قال: الحمد لله الذي أطعمني، ولو شاء أجاعني وإذا شرب قال: الحمد لله الذي سقاني، ولو شاء أظمأني، وإذا لبس ثوبا قال: الحمد لله الذي كساني، ولو شاء أعراني، وإذا لبس نعلا قال: الحمد لله الذي حذاني، ولو شاء أحفاني، وإذا قضى حاجة قال: الحمد لله الذي أخرج عني أذاه، ولو شاء حبسه. وقال آخرون في ذلك بما حدثني به يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني عبد الجبار بن عمر أن ابن أبي مريم حدّثه، قال: إنما سمى الله نوحا عبدا شكورا، أنه كان إذا خرج البراز منه قال: الحمد لله الذي سوّغنيك طيبا، وأخرج عنى أذاك، وأبقى منفعتك. وقال آخرون في ذلك بما حدثنا به بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال الله لنوح (إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا) ذكر لنا أنه لم يستجد ثوبا قطّ إلا حمد الله، وكان يأمر إذا استجدّ الرجل ثوبا أن يقول: الحمد لله الذي كساني ما أتجمَّل به، وأواري به عورتي. حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة (إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا) قال: كان إذا لبس ثوبا قال: الحمد لله، وإذا أخلقه قال: الحمد لله.
[ ص: 200] ( أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا). قوله تعالى: ( أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا).
فالزمان ليس مادة بل هو أثر من آثار المادة. والمكان ليس مادة بل هو أثر من آثار المادة. والانفعالات النفسية من حب وبغض وخوف وطمع وكرم وشجاعة وغضب وحزب وأمل ويأس وتخيلات… هذه كلها ليست مادة بل هي من آثار المادة. أمر بديهي
هناك حقيقة مقررة عند جميع الناس، هذه الحقيقة هي أنه من المحتّم أن يكون هناك شيء أزلي لا بداية له، هذه الحقيقة قررها العقل وقررها العلم. فعقلاً: لا يوجد مفكّر، مهما كان فكره، يستطيع أن يفترض أنه في وقت من الأوقات لم يكن شيء إطلاقاً: لا كون مادي ولا غير مادي ولا إله ولا شي، ثم تكونت المادة ونشأ الكون من لا شيء وبدون خالق. لا يستطيع أي مفكر أن يقول بهذا، ولا حتى أن يفترضه مجرد افتراض. إذ لو جاز أنه في وقت من الأوقات لم يكن هناك شيء إطلاقاً، فما الذي أوجد الكون الذي ندركه اليوم؟
وأما العلم: فهناك قانون التفاعلات الكيميائية، وقانون التفاعلات النووية، وقانون تحولات الطاقة. فالأول ينص: في أي تفاعل كيماوي المادة لا تُخلق ولا تفنى. وفي الثاني: في التفاعلات النووية، المادة لا تُخلق من عدم ولا تفنى إلى العدم، بل تتحول من شكل إلى شكل. لماذا تمدد المواد عندما تزداد درجة حرارتها - موقع المتقدم. وقد وضع اينشتاين المعادلة: الطاقة = الكتلة (ضرب) سرعة الضوء.
لماذا تمدد المواد عندما تزداد درجة حرارتها - موقع المتقدم
موقع السؤال الاول ◀ منصة إجتماعية لاثراء المحتوى العربي بالعديد من الاسئلة والاجابات الصحيحة تمكن المستخدمين من طرح أسئلتهم بمختلف المجالات مع إمكانية الإجابة على أسئلة الغير
ولاحظوا أن الكون فيه مناطق حرارتها عالية وأخرى حرارتها منخفضة، ولاحظوا الحرارة تنتقل فعلاً من الأعلى إلى الأدنى. فهذه الشمس مثلاً توزع من طاقتها على المجموعة الشمسية حولها. وهناك شموس تنطلق أشعتها وتتوزع في الكون. ويحتم علماء الفيزياء أنه سيأتي وقت تنضب فيه طاقة شمسنا، ويأتي وقت تنضب فيه طاقة جميع الشموس في الكون، ويحصل التعادل الحراري بين جميع أجزاء الكون، وتهبط الحرارة في الكون كله إلى أدنى درجة ممكنة وهي الصفر المطلق (_ 273ْ مئوية). أن علماء الفيزياء يحتمون هذا المصير للكون، وإن كانوا لا يستطيعون تحديد المدة اللازمة لذلك. ويتساءل هؤلاء العلماء ويتساءل المفكرون: ما دام الكون يسير سيراً حثيثاً نحو هذه النتيجة، أي التعادل الحراري عند الصفر المطلق، وتوقف حركة الكون، فلماذا لم يصل بعد إلى هذه النتيجة؟ والجواب عند هؤلاء العلماء والمفكرين بشكل قاطع هو أن حركة الكون لم تأخذ الوقت الكافي للوصول إلى نهايتها، أي أن الكون ليس أزلياً، وإلا لكان قد وصل إلى النهاية المحتومة من أزمنة سحيقة. ولا يستطيع أحد أن يدعي أن حركة الكون هذه نحو التعادل والاستقرار هي حركة دورانية لا نهائية، فهي ليس دورانية في هذا المجال، وهي ليست لا نهائية فكل يوم وكل لحظة تنقص الطاقة من الشمس هذه ومن غيرها من الشموس، وهي لا تعوض عما تفقده.