وقرئ: يا حسرة العباد، على الإضافة إليهم لاختصاصها بهم، من حيث إنها موجهة إليهم. أى: يا حسرة العباد منهم على أنفسهم، بسبب تكذيبهم لرسلهم، واستهزائهم بهم. قوله تعالى: يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئونقوله تعالى: ياحسرة على العباد منصوب; لأنه نداء نكرة ، ولا يجوز فيه غير النصب عند البصريين. وفي حرف أبي " يا حسرة العباد " على الإضافة. وحقيقة الحسرة في اللغة أن يلحق الإنسان من الندم ما يصير به حسيرا. وزعم الفراء أن الاختيار النصب ، وأنه لو رفعت النكرة الموصولة بالصلة كان صوابا. واستشهد بأشياء ، منها: أنه سمع من العرب: يا مهتم بأمرنا لا تهتم. وأنشد:يا دار غيرها البلى تغييراقال النحاس: وفي هذا إبطال باب النداء أو أكثره; لأنه يرفع النكرة المحضة ، ويرفع ما هو بمنزلة المضاف في طوله ، ويحذف التنوين متوسطا ، ويرفع ما هو في المعنى مفعول بغير علة أوجبت ذلك. فأما ما حكاه عن العرب فلا يشبه ما أجازه; لأن تقدير ( يا مهتم بأمرنا لا تهتم) على التقديم والتأخير ، والمعنى: يا أيها المهتم لا تهتم بأمرنا. يا حسرة على العباد.!. وتقدير البيت: يا أيتها الدار ، ثم حول المخاطبة ، أي: يا هؤلاء غير هذه الدار البلى ، كما قال الله - جل وعز -: حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم.
- يا حسرة على العباد.!
- إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة يس - القول في تأويل قوله تعالى " يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون "- الجزء رقم21
- بيت النبي صلي الله عليه وسلم فادلجوا
- من حقوق أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم
يا حسرة على العباد.!
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم..
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة يس - القول في تأويل قوله تعالى " يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون "- الجزء رقم21
هي حسرة مؤلِمة مؤثِّرة؛ لأنها حسرة النهايات، نهاية الاستهزاء بالموعظة، ونهاية الإنسان بموته وفَنائه، ولكن إلى حين، وحَسرة الوقوف للحساب يوم الحساب. هي حسرة مُؤلِمة، ولا سيَّما وقد سبَقها نعيم، وحياة، ومُتعة، متعة وجود الذُّرية أمام الأعين المُؤَمِّلة عُمرًا طويلاً قويًّا غيرَ مُنْتَهٍ كما يُظَنُّ، ومتعة الأكل لثمار لَم يَصنعها هو ولا غيره، ولجنات لَم يُرَكِّب تُرابها، ولَم يُنشئ بذورَها، ولَم يُفَجِّر ماءها، ورغم ذلك استمتَع بلذَّة أكْلها. حسرة على غافلٍ لغَفلته عن تَلقِّي الإشارات المُنبعثة مما ومَن حوله، بل ومن نفسه، أفلا يعقل؟! فليَنظر إلى النهار وزواله إلى نقيضه، وإلى الشمس ودَورانها، وإلى دِفء أشِعَّتها التي تَحمل الحياة والتفاؤل لكلِّ الكائنات، وإلى القمر وتدرُّجه؛ قوةً وضَعفًا، جمالاً وشحوبًا، بدرًا ومُحاقًا، وإلى البحر واتِّساعه، وعُلوِّ أمواجه، وعظيم دَفائنه، وإغراقه لأكبر السفن، ومَن ومَا فيها. حسرة على مُعرض عن ذِكر ربِّه، غير مُتَّقٍ له، بل وباخِل في إنفاق مالٍ لَم يكن له قوة في جَلْبه من عدمٍ، بل هو قدرٌ مقدور له من ربٍّ قدير، رزاقٍ لِمَن يشاء. يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول. حسرة على بخيل مُتكبِّر، لا يريد إنفاقًا، بل ويُجادل مُستهزئًا قائلاً: لو أراد الله، لأطعَم الفقراء، ونَسِي أو تَناسى أنه لولا الله، لَمَا استطاع هو نفسه أن يجدَ لُقمةً يأكلها، فكيف بابْتِلاعها؟!
الثَّالِثُ: الْمُتَلَهِّفُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمَلَائِكَةِ ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا حُكِيَ عَنْ حَبِيبٍ أَنَّهُ حِينَ الْقَتْلِ كَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اهْدِ قَوْمِي ، وَبَعْدَ مَا قَتَلُوهُ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ ، قَالَ: يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ، فَيَجُوزُ أَنْ يَتَحَسَّرَ الْمُسْلِمُ لِلْكَافِرِ وَيَتَنَدَّمَ لَهُ وَعَلَيْهِ. الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ: قُرِئَ ( يَا حَسْرَةً) بِالتَّنْوِينِ ، وَ ( يَا حَسْرَةَ الْعِبَادِ) بِالْإِضَافَةِ مِنْ غَيْرِ كَلِمَةِ عَلَى ، وَقُرِئَ يَا حَسْرَةً عَلَى بِالْهَاءِ إِجْرَاءً لِلْوَصْلِ مَجْرَى الْوَقْفِ. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة يس - القول في تأويل قوله تعالى " يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون "- الجزء رقم21. الْمَسْأَلَةُ الرَّابِعَةُ: مَنِ الْمُرَادُ بِالْعِبَادِ ؟ نَقُولُ فِيهِ وُجُوهٌ:
أَحَدُهَا: الرُّسُلُ الثَّلَاثَةُ كَأَنَّ الْكَافِرِينَ يَقُولُونَ عِنْدَ ظُهُورِ الْبَأْسِ: يَا حَسْرَةً عَلَيْهِمْ يَا لَيْتَهُمْ كَانُوا حَاضِرِينَ شَأْنَنَا لِنُؤْمِنَ بِهِمْ. وَثَانِيهَا: هُمْ قَوْمُ حَبِيبٍ. ) أرى والله تعالى أعلم ان من الأفضل والاصح هو نفي ان تكون الحسرة من الله تعالى لانه سبحانه لم يثبتها لنفسه في
الآية فما ذكره الامام الرازي بقوله( وَحِينَئِذٍ يَكُونُ كَالْأَلْفَاظِ الَّتِي وَرَدَتْ فِي حَقِّ اللَّهِ كَالضَّحِكِ وَالنِّسْيَانِ وَالسُّخْرِ وَالتَّعَجُّبِ وَالتَّمَنِّي)
فهذه لم تثبت الا بنص وهنا الموضع فيه إشكال فلا يجوز ان ننسب القول له سبحانه.
من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم:(1 نقطة)
شاهد أيضاً محبة النبي صلى الله عليه وسلم أصل من أصول: (1 نقطة)
الإجابة لحل سؤال من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم:(1 نقطة)
الإجابة هي العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه
أبو بكر الصديق رضي الله عنه
جابر بن عبدالله رضي الله عنه
بيت النبي صلي الله عليه وسلم فادلجوا
الزهد في بيت النبي صلى الله عليه وسلم
عن عروةَ عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لعروة: ابن أختي، إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال؛ ثلاثةُ أهلَّة في شهرين، وما أُوقِدَت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نارٌ، فقلت: يا خالة، ما كان يُعِيشُكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء، إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار كانت لهم منائح [1] ، وكانوا يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانهم فيسقينا [2]. من فوائد الحديث:
1- قولها رضي الله عنها: "ثلاثة أهلَّة في شهرين" باعتبار رؤية الهلال أول الشهر، ثم رؤيته ثانيًا في أول الشهر الثاني، ثم رؤيته ثالثًا في أول الشهر الثالث، فالمدَّة ستون يومًا، والمرئي ثلاثة أهلَّة. 2- قولها رضي الله عنها: "الأسودان: التمر والماء" هو على التغليب، وإلا فالماء لا لون له؛ ولذلك قالوا: الأبيضان: اللبن والماء، وإنما أطلقتْ على التمر أسود؛ لأنه غالب طعام أهل المدينة. 3- ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من التقلُّل من الدنيا، والزهد فيها. 4- جواز ذكر المرء ما كان فيه من الضيق، بعد أن يوسِّع الله عليه؛ تذكيرًا بنِعَمِه، وليتأسَّى به غيره. 5- على من أعطاه الله أن يُؤثر غيرَه بما حباه الله من الخير والفضل.
من حقوق أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم
[4]
وزاد البخاري في الأدب المفرد لفظ: "قال حميد: أراه خشبًا أسود حسبه حديدًا". قال ابن الجوزي: ولولا ما ذكرناه عن حميد، لكان الأليق أن يكون من ليف قوائمه من حرير. وذكر المبرد في الكامل أنه كان لعمر رضي الله عنه كرسي يجلس عليه، وذكر النسائي أنه كان لعلي رضي الله عنه كرسي يجلس عليه. [5]
كما كان له قبة حمراء من أدم، فعن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبة حمراء من أدم، ورأيت بلالاً أخذ وضوء النبي صلى الله عليه وسلم والناس يبتدرون الوضوء، فمَن أصاب منه شيئًا تمسح به، ومن لم يصب منه شيئًا أخذ من بلل يد صاحبه. [6]
وعن أنس رضي الله عنه قال: أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأنصار وجمعهم في قبة من أدم. [7]
وكان له حصير يصلي عليه بالليل، ويبسطه بالنهار للجلوس عليه، فعن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحتجر حصيرًا بالليل فيصلي، ويبسطه بالنهار فيجلس عليه، فجعل الناس يثوبون إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيصلون بصلاته حتى كثروا، فأقبل فقال: "يا أيها الناس، خذوا من الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب الأعمال إلى الله ما دام وإن قلَّ".
والله أعلم.