فينبغي للعبد أن يسأل الله تعالى دائماً أن يعصمه من الضلالة، وأن يُديم عليه الهداية إلى أن يلقاه يوم القيامة. وفيه دليل على جواز الاستعاذة بصفة من صفات الله تعالى الجليلة. قوله: (( أنت الحيّ الذي لا يموت والجن والإنس يموتون)) تأكيد لانفراد الله تعالى بالحياة: أي أنت الحيّ لك الحياة الكاملة التي لا يعتريها أي نقص المتصفة بكل كمال، المستلزمة لكل صفات الذات، فحياته تعالى لا يعتريها نوم، ولا نعاس، ولا تبيد، ولا تفنى، والخلق كلهم، ميتون ومنتهون، قال تعالى:] وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ [ ( [7]) ، وقال تعالى:] كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَه [ ( [8]). 32 من حديث ( اللَّهم لك أسلمت وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت..). ففي هذا الدعاء المبارك جمع في بداياته، وطياته ونهاياته، توسلين من التوسّلات العظيمة إلى الله تعالى: التوسّل بالعمل الصالح [كقوله: (( اللَّهمّ لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت... ))]، والتوسل بأسمائه الحسنى وصفاته العُلا [كقوله: (( أنت الحي الذي لا يموت... ))]؛ لبيان أهمية الاستعاذة من الضلالة، فإنها تورد الموارد المهلكة، وتضيع الدين والدنيا والآخرة وفي العصمة منها، النجاة من كل مرهوب، وحصول كل مرغوب. ( [1])مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، برقم 2719، وبنحوه برقم: 769، والبخاري، أبواب التهجد، باب التهجد بالليل، برقم 1120، وانظر الأرقام: 6317، و7385، و7442، و7499.
32 من حديث ( اللَّهم لك أسلمت وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت..)
أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا تموت، والجن والإنس يموتون ، هذا كله استعاذة بالله ، فإذا كان النبي ﷺ يعوذ بهذا ويقول مثل هذا الذكر العظيم مستعيذاً بالله وبعزته أن يضله فغيره من باب أولى. كيف يأمن الإنسان على نفسه؟ يذهب ويعرّض نفسه للفتن بسفر يرى فيه أموراً، وكذلك أيضاً بالنظر إلى الشاشة، أو بغير هذا من الأمور، ويقول: أنا أثق بنفسي وأطمئن لنفسي، ويذهب إلى أماكن غير لائقة، وغير نظيفة، كل ذلك ثقة كاذبة بنفسه في غير محلها، ويجد غِبّ ذلك وأثره ولو بعد حين. فالمقصود إذا كان النبي ﷺ يقول هذا الكلام فنحن من باب أولى، أن نستعيذ بالله وبعزته أن يضلنا، سواء كان ذلك من باب الشهوات، أو كان من باب الشبهات. اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت. والنبي ﷺ كان يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك [3]. قوله: أنت الحي الذي لا تموت، والجن والإنس يموتون ، وهذا هو المناسب، أن تكون الاستعاذة، والدعاء والتوكل على من لا يموت؛ لأن من يفوت، ويموت، ويغيب فإنه لا يصلح لذلك؛ لأنه سيذهل عنك، ولا يملك لك نفعاً ولا ضراً. ولذلك فإن هؤلاء الذين يدعون الأموات، ويطوفون بهم كما يطوفون بالكعبة، ويقدمون لهم النذور والقرابين، ويسألونهم من دون الله -تبارك وتعالى، ويخافونهم وما أشبه ذلك، هؤلاء لا شك أنهم قد غابوا عن هذه المعاني، وضلوا عنها ضلالاً بعيداً.
"اللهم ارحمنا إذا وورينا التراب وغلقت من القبور الأبواب فإذا الوحشة والوحدة". "اللهم إني أسألُكَ يا اللهُ الواحدُ الأحدُ الصمدُ، الذي لم يلدُ ولم يُولدُ، ولم يكن لهُ كُفُواً أحدٌ أن تغفرَ لي ذنوبي، إنك أنتَ الغفورُ الرحيمُ". "نستغفرك يا ربنا من جميع الذنوب والخطايا ونتوب اليك ونؤمن بك ونتوكل عليك ونثني عليك الخير كله". اللهم لك اسلمت وبك امنت الدعاء اسلام وىب. "اللهم أنك عفوا كريم تحب العفو فاعفوا عنا". "اللهمَّ لك أسلمتُ، وبك آمنتُ، وعليك توكلتُ، وإليك أنبتُ، وبك خاصمتُ، اللهمَّ إني أعوذ بعزَّتِك، لا إله إلا أنت، أن تُضِلَّني، أنت الحيُّ الذي لا يموتُ، والجنُّ والإنسُ يموتون". "اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك أحسن وقوفنا بين يديك لا تخزنا يوم العرض عليك". ويعد شهر رمضان، هو شهر المغفرة والعفو وتقبل الدعوات، والتقرب من الله وتلاوة القرآن الكريم والتصدق على الفقراء، فيه تغلق أبواب النار وتفتح أبواب الجنة، وتسلسل الشياطين.
السؤال:
هل هذا حديث: لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين ؟
الجواب:
حديث صحيح نعم، معناه ينبغي للمؤمن أن يأخذ حذره إذا لدغ من جحر من إنسان يأخذ حذره، إذا كان زيد خدعه مرة فليحذره حتى لا يخدعه مرة أخرى، وإذا كان عمرو ظلمه في المعاملة فليحذر أن يخدعه في.... في معاملة أخرى وهكذا، يعني: ينبغي له توقي الشر ممن خدعه أولًا أو أضره أولًا. نعم. المقدم: جزاكم الله خيرًا.
لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين | الشرق الأوسط
حديث "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين" صحيح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رواه البخاري، وسببه أنه أسَرَ أبا عزَّة الجُمَحِي يوم بدر، فمنَّ عليه وأطْلَقه، وعاهَدَه ألَّا يحْرض عليه ولا يهْجوه، فلمَّا لّحِق بقَوْمه عاد إلى ما كان عليه من التَّحريضِ والهِجَاء، ثمَّ أُسِرَ يوم أحد، فطلب من الرَّسول أن يمُنَّ عليه، فلم يَسْتَجِبْ له وقال هذا الحديث. ومعناه أن المؤمن ينبغي أن يكون حذرًا متيقِّظًا لا ينخدع بظواهر الناس، وبخاصة من يخالفه في العقيدة، فالنِّفاق له أهله الذين يُجيدونه ويُغرون به الناس، قال تعالى فيهم ( إذَا جَاءَكَ المُنافقون قالوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ الله والله يَعْلَمُ إنَّكَ لَرَسُوله والله يَشْهَد إنَّ المنافقين لكاذِبُون) ( سورة المنافقون: 1). الدرر السنية. ولو فُرض أن المؤْمن أحْسن الظن بالمُنافق وخُدِع به مرة فلا يَنْبغي أن يُخدع به مرة أخرى، كالذي أدْخل إصبعه في جُحْر فَلدَغَه ثُعْبان، لا يَنبغي أن يدخل إصبعه فيه مرة أخرى. وهذه دعوة للمؤمنين أن يكونوا على يقظة تامة في تعاملهم مع الناس بوجه عام، ومع الأعداء بوجه خاص، وتشتد الدعوة إلى اليقظة عند وجود الفتن والقلاقل، والله يقول ( يَا أيُّهَا الذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ) ( سورة النساء: 71).
قصة وسبب حديث : المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين – كنوز التراث الإسلامي
الحذر وأخذ الحيطة توجيه نبوي شريف، سيما ممن جرب المسلم منه مكرا وخديعة، فلا يحسن به أن يغفل فيقع مرة أخرى، فالإنسان قد تتشكل له الأمور بغير شكلها الحقيقي فيُخدع -وهذا أمر طبيعي-، لكن أن لا يحتاط مرة أخرى فهذه سذاجة مرفوضة، ولا تليق بالمؤمن، وهذه التوجيه من المعاني الجامعة، والوصايا النافعة التي اشتملت عليها السنة النبوية بجامع الكلم الذي اختص به سيد الفصحاء، ومعلِّم البلغاء. فقد روى البخاري و مسلم عن أبى هريرة - رضى الله عنه - عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: « لا يُلدَغُ المؤمنُ من جُحْرٍ واحد مرتين ». لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين. قوله: « لا يُلدغ » من اللدْغ: وهو العض والإصابة من ذوات السموم كالعقرب والحية. قوله: «من جُحْر» هو: الثَّقب الذي تحتفره الهوام والسباع لأنفسها. قال أبو عبيد: وهذا الكلام مما لم يسبق إليه النبي- عليه السلام -، وأول ما قاله لأبي عزة الجمحي وكان شاعرا أُسِر ببدر فشكى عائلة وفقرا، فمنَّ عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأطلقه بغير فداء، فظفر به بأُحُدٍ فقال مُنَّ عليَّ، وذكر فقره وعياله، فقال: « لا تمسحُ عارضيك بمكة تقول سخرتُ بمحمد مرتين »، وأمر به فقتل، وأخرج قصته بن إسحاق في المغازي.
الدرر السنية
- لا يُلْدَغُ المؤمِنُ من جُحْرٍ مَرَّتيْنِ
الراوي:
أبو هريرة
| المحدث:
الألباني
| المصدر:
صحيح الجامع
| الصفحة أو الرقم:
7779
| خلاصة حكم المحدث:
صحيح
لا يُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِن جُحْرٍ واحِدٍ مَرَّتَيْنِ. قصة وسبب حديث : المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين – كنوز التراث الإسلامي. أبو هريرة | المحدث:
البخاري
|
المصدر:
صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 6133 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
على المؤمِنِ أنْ يكونَ حازمًا حذِرًا؛ لا يُؤتَى مِن ناحيةِ الغفلةِ، فيُخدَعَ مرَّةً بعْدَ أُخرى ويقَعَ في مَكروهٍ، وقدْ يكونُ ذلك في أمرِ الدِّينِ كما يكونُ في أمرِ الدُّنيا، وهو أَوْلاهما بالحذَرِ. وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «لا يُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِن جُحْرٍ واحِدٍ مَرَّتَيْنِ»، واللَّدغُ: ما يكونُ مِن ذواتِ السُّمومِ. والجُحْرُ: المكانُ الضَّيِّق، وهذا الكلامُ على التشبيهِ بأنَّ الإنسانَ عادةً ما يَحذَرُ من كُلِّ دابَّةٍ لادغةٍ مُؤذِيةٍ، وخاصَّةً إذا جَرَّب لَدْغَها ونجَّاه اللهُ منها في أوَّلِ مَرَّةٍ، فيزيد حَذَرُه وحِرْصُه على التوقِّي والابتعادِ عن هذه الدابَّةِ، وكذلك المؤمِنُ إذا نُكِبَ من وجهٍ فلا ينبغي أن يعودَ لِمِثلِه.
كما بدأت اقول انبه لعل هذا التنبيه يكون مفيدا لمصلحة امتنا وشعبنا واحرار العالم. * المصدر:رأي اليوم
* المادة التحليلية تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع