وقد قرأ أبو العالية، وأبو عمران، وأبو حيوة الجحدري: " زلزالها " بفتح الزاي. قوله تعالى: وأخرجت الأرض أثقالها فيه قولان. أحدهما: ما فيها من الموتى، قاله ابن عباس. والثاني: كنوزها، قاله عطية. وجمع الفراء بين القولين، فقال: لفظت ما فيها من ذهب، أو فضة، أو ميت. [ ص: 203] قوله تعالى: وقال الإنسان ما لها فيه قولان. أحدهما: أنه اسم جنس يعم الكافر والمؤمن، وهذا قول من جعلها من أشراط الساعة، لأنها حين ابتدأت لم يعلم الكل أنها من أشراط الساعة، فسأل بعضهم بعضا حتى أيقنوا. والثاني: أنه الكافر خاصة، وهذا قول من جعلها زلزلة القيامة، لأن المؤمن عارف فلا يسأل عنها، والكافر جاحد لها لأنه لا يؤمن بالبعث، فلذلك يسأل. ((اذا زلزلت الارض زلزالها)) - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي. قوله تعالى: يومئذ تحدث أخبارها قال الزجاج: " يومئذ " منصوب بقوله تعالى: إذا زلزلت وأخرجت ففي ذلك اليوم تحدث بأخبارها، أي: تخبر بما عمل عليها. وفي حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: أتدرون ما أخبارها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها تقول: عمل كذا وكذا يوم كذا وكذا. قوله تعالى: بأن ربك أوحى لها قال الفراء: تحدث أخبارها بوحي الله وإذنه لها.
- اذا زلزلت الارض زلزالها واخرجت الارض
- تفسير قوله تعالى : إذا زلزلت الأرض زلزالها
- قواعد وضوابط لتفسير القرآن الكريم - إسلام ويب - مركز الفتوى
اذا زلزلت الارض زلزالها واخرجت الارض
تدبر القرآن.. الأثر القلبي والسبيل العملي
عندما ترتطم أمواج البحر الهائج وتتضايق ملمات الحياة وتزداد الخطوب المؤلمة.. عندها لا يجد المرء غير ربه سبحانه, يبث إليه شكواه, ويناجيه في جوف الليل البهيم, بكلمات صادقة ودعاء لحوح مخلص.. أن ينجيه الله مما يكره ويقربه من كل ما يحب... والمؤمن المتصل بربه برباط وثيق يفزع إلى كتاب ربه القرآن فتهدأ نفسه بقراءته وتطمئن روحه بقربه وتسليته وتأمن ذاته بالإيمان بمعانيه. والقلب الصدوق يتعلق بالقرآن الكريم فلكأن القرآن دائما قنديل يضيء ظلمته وكوكب دري يوقد من شجرة مباركة يمدها الحق واليقين. اذا زلزلت الارض زلزالها مكتوبه اطفال. وعندما ينتشي العبد الصالح بينما هو يقرأ القرآن نشوة الشعور بقدر النعمة ويتدبره تفيض آثار القرآن على جوارحه عامة.. فهو يرى بالقرآن ويسمع بالقرآن ويتحرك بالقرآن.. لكأنما قرآن يتلى كلما ترك بصمة إيمان وتقوى في كل مكان يحضره.. قال الله _تعالى_: " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون ". نظرة لمقدار النعمة: إن العبد الصالح ليتأمل قدر تلك النعمة العظيمة التي اختص الله سبحانه بها تلك الأمة وهي القرآن المجيد, فأي فضيلة تكافئ ذاك الخير العميم وتلك الرحمة الربانية؟ يقول _سبحانه_: " هذا بصائر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون " وقال _سبحانه_: " لقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين, يهدي الله به من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم ".
تفسير قوله تعالى : إذا زلزلت الأرض زلزالها
قال ابن عباس: أوحى لها، أي: أوحى إليها، وأذن لها أن [ ص: 204] تخبر بما عمل عليها. وقال أبو عبيدة: " لها " بمعنى " إليها ". قال العجاج:
وحى لها القرار فاستقرت
قوله تعالى: يومئذ يصدر الناس أي: يرجعون عن موقف الحساب أشتاتا أي: فرقا. فأهل الإيمان على حدة وأهل الكفر على حدة ليروا أعمالهم وقرأ أبو بكر الصديق، وعائشة، والجحدري: " ليروا " بفتح الياء. قال ابن عباس: أي: ليروا جزاء أعمالهم. فالمعنى: أنهم يرجعون عن الموقف فرقا لينزلوا منازلهم من الجنة والنار. وقيل: في الكلام تقديم وتأخير، تقديره: تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها ليروا أعمالهم يومئذ يصدر الناس أشتاتا. اذا زلزلت الارض زلزالها مكتوبه. فعلى هذا: يرون ما عملوا من خير أو شر في موقف العرض فمن يعمل مثقال ذرة قال المفسرون: من يعمل في الدنيا مثقال ذرة من الخير أو الشر يره وقرأ أبان [ ص: 205] عن عاصم " يره " بضم الياء في الحرفين. وقد بينا معنى " الذرة " في سورة [النساء: 40] وفي معنى هذه الرؤية قولان. أحدهما: أنه يراه في كتابه. والثاني: يرى جزاءه. وذكر مقاتل: أنها نزلت في رجلين كانا بالمدينة، كان أحدهما يستقل أن يعطي السائل الكسرة، أو التمرة. وكان الآخر يتهاون بالذنب اليسير، فأنزل الله عز وجل هذا يرغبهم في القليل من الخير، ويحذرهم اليسير من الشر.
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته. اختيار هذا الخط
والمتأول من أهل الاجتهاد الحريص على متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم أولى بالمغفرة من مثل هذا " انتهى. ( مستفاد من خاتمة القواعد المثلى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله مع بعض الزيادات). قواعد وضوابط لتفسير القرآن الكريم - إسلام ويب - مركز الفتوى. وإذا كان أمر التكفير بهذه المثابة ، والخطر والخطأ فيه شديد ؛ فالواجب على طالب العلم ، خاصة إذا كان مبتدئا ، أن يتوقى الخوض في ذلك ، وأن ينشغل بتحصيل العلم النافع الذي يصلح به أمر معاشه ومعاده. ثالثا:
قبل أن نشير عليك بشيء من الكتب ، فإننا ننصحك بأن تستعين في تعلمك بأهل العلم من أهل السنة ؛ فإن ذلك هو الطريق الأسهل والأكثر أمنا ، لكن شريطة أن يكون ذلك الذي تأخذ عنه من الموثوق في علمه ودينه ، واتباعه للسنة ، وبعده عن الأهواء والبدع. قال مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ رحمه الله: ( إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ) رواه مسلم في مقدمة صحيحه. فإن لم يتيسر لك ، في مكانك أن تحضر دروس أهل العلم ، فيمكنك أن تستعين بأشرطتهم ، وقد أصبح الحصول عليها عن طريق الأقراص ، أو المواقع الإسلامية أكثر سهولة ، والحمد لله. ثم يمكنك أيضا أن تنتفع ببعض طلاب العلم ، الذين يحرصون على العلم الشرعي ، واتباع السنة ، وقلما يخلو منهم مكان ، إن شاء الله.
قواعد وضوابط لتفسير القرآن الكريم - إسلام ويب - مركز الفتوى
تاريخ النشر: السبت 25 جمادى الأولى 1431 هـ - 8-5-2010 م
التقييم:
رقم الفتوى: 135246
31504
0
399
السؤال
ما هي الضوابط التي وضعها علماؤنا من أجل تفسير القرآن الكريم؟ بارك الله فيكم. الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:
فإن من ضوابط التفسير الصحيح عند العلماء أن يفسر القرآن بالقرآن، ثم بالسنة المطهرة الصحيحة، ثم بأقوال الصحابة، مع الابتعاد عن الآثار الضعيفة، والموضوعة، والإسرائيليات، ثم بما نقل عن التابعين، وخاصة مدرسة ابن عباس... ولا بد للمفسر من معرفة اللغة العربية، وقواعدها، وآدابها (النحو، والصرف، والاشتقاق، والبلاغة)، قال مجاهد: لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله، إذا لم يكن عالمًا بلغة العرب. وقال مالك: لا أوتى برجل غير عالم بلغة العرب، يفسر كتاب الله، إلا جعلته نكالًا. ولا بد للمفسر من معرفة أصول الفقه؛ ليميز بين النص، والظاهر، والمجمل والمبين، والعام والخاص، والمطلق والمقيد، وفحوى الخطاب، ولحن الخطاب، ودليل الخطاب، والناسخ والمنسوخ. والعمل عندما يبدو أنه تعارض. ولا بد له أيضًا من معرفة أسباب النزول، والمكي والمدني، قال ابن تيمية: ومعرفة سبب النزول، يعين على فهم الآية، فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب...
وغير ذلك من العلوم لا بد من توفرها في المفسر، كما لا يستغني المفسر عن الفهم الدقيق، والملكة الطبيعية، التي تؤهله لفهم كلام الله، يقول الطاهر بن عاشور في مقدمة التحرير والتنوير: واستمداد علم التفسير للمفسر العربي، والمولد، من المجموع الملتئم من علم العربية، وعلم الآثار، ومن أخبار العرب، وأصول الفقه، وعلم القراءات....
فلا يسمى المفسر مفسرًا إذا لم تتوفر فيه هذه الضوابط.
[٤]
المعرفة بأصول التّفسير والعلوم المتعلقة به
ينبغي على المفسّر أن يكون عالماً بعلم أصول التفسير وما يتفرّع عنه من العلوم؛ مثل الناسخ والمنسوخ، وأسباب النزول ، [٥] والقراءات، ويعدّ علم أصول التفسير المفتاح الذي يفتح للمفسّر باب تفسير القرآن الكريم [٦] وفهمه، ويقيه من الوقوع في الخطأ والضلال، فمثلاً يُعرف بعلم القراءات كيفية نطق الكلمات، وبه تترجّح الروايات على بعضها البعض، فزيادة الكلمات أو نقصانها وتغير حركاتها واستبدالها يؤثر على معنى التفسير وقد يغيّره. [٧]
ومنه أيضاً العلم بأصول الدين، أو ما يسمّى: بعلم الكلام، لينظر المفسر من خلاله إلى القرآن الكريم بمنظار الاعتقاد الصّحيح متجنّباً الوقوع في الأخطاء العقدية، فيعرف ما يجب لله وما يمتنع عنه، وما يجب للرّسل وما يمتنع عنهم، [٧] والواجب على المفسر أن يكون عالماً بهذا العلم للقرآن من جميع وجوهه؛ وذلك أنّ القرآن يفسّر بعضه البعض. [٨]
صحة الاعتقاد
إنّ للعقيدة تأثيرها على صاحبها إن كانت صحيحة أو ضالة، فإن كانت ضالة فإنها ستدفعه إلى التحريف وفق هواه، ونقل ما يريده دون ما لا يريده، فكان لا بدّ للمفسر من صحة الاعتقاد حتى لا يؤثّر اعتقاده الخاطئ على تفسيره، [٩] فلا يُطمأنّ لكلامه إذا كان منحرف العقيدة، ولا يمكن اعتماد أقوال المبتدعة، لأنّ غايتهم الفتنة، [١٠] ويعد هذا الشرط من الشروط التي تندرج تحت آداب المفسر، وليس له علاقة بقدرته العلمية، [١١] وقد نقل السيوطي عن الطبري أنّه عدّ ضلك أول أداةٍ من أدوات المفسّر.