وقت الإصدار: يناير ١،١٩٧٠
الظلم ظلمات يوم القيامة. الآية الكريمة التي نتحدث عنها اليوم هي تحذير لكل ظالم. الظلم مرعب جدًا، ومن أكثر المواقف رعبًا يوم القيامة هو موقف الظالمين. ولكن من الجهة الأخري هذه الآية الكريمة تطمأن كل مؤمن. كل إنسان تعرض لظلم يواسيه الله في هذه الآية. وهنا تظهر عظمة الإسلام حيث أن الله تبارك وتعالى يواسيك ويؤنسك ويقول لك: (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) (إبراهيم:42). حق المظلوم في الدنيا - موضوع. الله مالك المُلك والمُتصرف في كل ذرة من هذا الكون والقادر على أن يُهلك الكون كله بما فيه يقول لك أيها المظلوم لا تظن أن الله لا يرى هؤلاء بل هو يعلم كل فعل يقومون به وكل فكرة يمكرون بها. لماذا لا يُهلك الله الظالمين؟ الهلاك الدنيوي هو أقل عقوبة على الإطلاق، ولكن الله تبارك وتعالى يريد أن يزيد لهم العقوبة ويعاقبهم عقوبة فريدة من نوعها. ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم عقوبة لكل إنسان كافر أو ملحد أو مشككا أو مجرم، ولكن من أسوأ وأذل أنواع العقوبة هي عقوبة الظالم. الله سبحانه وتعالى يؤخرهم ليوم تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ أي تبقى مفتوحة من الخوف والرعب؛ الفظ القرآني في قوله (تَشْخَصُ) أي فيه شيء من الذل فأعينهم تفتح بذل وخوف ورعب.
حق المظلوم في الدنيا - موضوع
المشاهدات
23٬681
د. وائل شيخ أمين |
لمن يريد زبدة المقال سأقولها بوضوح واختصار ثم أنتقل للتفصيل: "لم يتوعد الله الظالمين في الدنيا بالانتقام المادي منهم، بل قد يعيشون ويموتون ونحن نراهم بأحسن حالٍ لهم، لكنه توعدهم في الدنيا بما هو أعظم وأخطر من ذلك بكثير، وهو أن يضلهم عن الهداية ليخسروا بذلك آخرتهم". إن الغالبية العظمى من الشبهات لدى بعض الشباب تدور حول نقطة واحدةٍ هي: أسئلة العدالة الإلهية، منها لماذا لا ينتقم الله من الظالمين في الدنيا، وقد وعدنا بذلك؟
عندما تشتد الأزمات بنا ويبطش الطغاة بضعفائنا فإن الكثيرين يواسون بعضهم بالقول:
"كل ظالم وله يوم، لا بد أننا سنرى عاقبة الظالمين في الدنيا قبل الآخرة، دعوة المظلوم لا ترد.. " وغير ذلك من المقولات التي تنتشر كثيراً وسبب تصديقنا لها على الوجه الذي نحبه أمران:
1-هنالك خطاب دعوي سائد محمّل بهذه الأفكار. صدى ليبيا/هل ينتقم الله من الظالم في الدنيا؟ الإفتاء تجيب. 2-هذا الاعتقاد يريح نفس المظلوم من أن الله سينتقم ممَّن ظلمه بلا شك، وسيشهد هو هذا الانتقام. فهل هذا التصور دقيق؟! الجواب: إن الله سبحانه وتعالى ما وعدنا بأن ينتقم من الظالم في الدنيا انتقاماً مادياً كقتل أو إفلاس أو مرض أو تضييق أو غير ذلك، والأمثلة على الظالمين المعاصرين اليوم الذين لم يعاقبهم الله في الدنيا أكثر من أن تحصى، خذ مثلاً (مصطفى طلاس، حافظ أسد، رفعت أسد، جورج بوش الأب والابن، ماو تسي تونغ.. ) وغيرهم كثير.
صدى ليبيا/هل ينتقم الله من الظالم في الدنيا؟ الإفتاء تجيب
العقاب الأكبر، والخسران الأعظم، هو عقاب الآخرة وهو ما توعد الله به الظالمين. أما الدنيا فهي أحقر من ذلك بكثير، وأهون على الله من ذلك بكثير، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء". هل هذا يعني أن الله دائمًا يملي للظالمين ولا يعاقب أحداً منهم؟! ليس الأمر كذلك، بل ينتقم من بعض الظالمين ليكونوا عبرةً لغيرهم، وليرينا جميعًا قوته وبطشه، لكن هنالك فريق كبير بين الوعيد القطعي الحتمي لكل ظلم وبين إصابة بعض الظالمين بشيء من العذاب ليكونوا عبرةً. كل ذلك يجعل المؤمن يزداد إيمانًا بأنه سيأتي يوم يشهد فيه عذاب من ظلمه، وبأنه سيستوفي حقه منه حتى يرضى. كما أننا جميعًا لا نأمن أن نكون من الظالمين، وأكثر ما يجب أن نخشى منه حال وقوعنا في الظلم هو أن يحرمنا الله الهداية ويضلنا عن سبيله فنخسر آخرتنا. أما بعض مصائب الدنيا التي تصيبنا فلعل فيها خيراً حتى تكفّر عنا بعض سيئاتنا وتقربنا من ربنا فنتوب إليه. ووالله الخوف كل الخوف من أن تقع في معصية أو ظلم ثم لا تتوب ولا ترى عقاباً في الدنيا، الخوف كل الخوف أن يعاقبك الله بأن يضلك. اللهم نجنا من الظلم والظالمين وانتقم لنا ممن ظلمنا.
الظَّالِمِينَ في القرآن. ثم يقول تعالى: (مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ۖ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ) (إبراهيم:43)، أي مسرعين، تجده مسرع بإتجاه الموقف المرعب، وتجد رؤوسهم ذليلة وخاشعة وفي حالة رعب. (لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ) أي تتوقف طرفة أعينهم ويبقى الجفن مفتوحًا من شدة الخوف. (وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ) أي فارغة؛ الفؤاد يمكن أن ينشغل بأمور كثيرة جدًا في الدنيا، ولكن هنا في هذا الموقف من شدة وهول الموقف تجد أن أفئدتهم أصبحت فارغة من كل شيء. نهاية الظالمين. الظالم في الدنيا ستكون صفته في الآخرة الخوف والذل. لذلك، كل إنسان لظلم شخصًا ما عليه أن يطلب منه المسامحة. وبالعكس إذا كُنت مظلومًا هذه نعمة من الله لأن الظالم سيكون وضعه هكذا يوم القيامة. لذلك احذر من الظلم، احذر من أن تظلم زوجتك أو أن تظلم إبنك أو أن تظلم جارك أو أن تظلم أباك أو أخاك أو قريبك أو أن تظلم يتيمًا، وتواضعوا فمن تواضع لله رفعه الله، وتسامحوا.
مسلسل حكايتنا الحلقة 8 - القبلة الأولى - YouTube
مسلسل حكايتنا الحلقه الاولي مترجم
مسلسل حكايتنا Bizim Hikaye مترجم HD الحلقة الاولى - YouTube
حكايتنا الحلقة الاولى القسم 1 - video Dailymotion
Watch fullscreen
Font