قال الدكتور علي جمعة، إن الله سبحانه وتعالى عرفنا بنفسه، من خلال أسمائه الحسنى ولكنها في الحقيقة صفات ولما وصلت إلى الغاية في كل شيء لأن الله له الكمال المطلق سميت بالأسماء. وأضاف علي جمعة، خلال تقديم برنامجه « القرآن العظيم » المذاع على قناة صدى البلد، أن الله عندما أراد أن يعرفنا نفسه أتى بأكثر من 150 صفة له في القرآن الكريم، مشيرا إلى أن اسم المولى عز وجل في القرآن الكريم هو الله، لكنه وصف نفسه بأنه رحمن ورحيم وملك وقدوس وسلام ومؤمن وعزيز وجبار وخالق ومصور إلى آخر الصفات. وأردف علي جمعة، أنه عند ذكر الرحمن ستذهب الدلالة إلى المولى عز وجل لأنه له الكمال المطلق، وكذا الأمر مع أسماء الله الحسنى، مشيرا إلى أن هذه الكلمات تعبر عن معاني قائمة بذات الله تعالى سبحانه إلا أنها تسمى بالأسماء كما سمى الله ذلك من أجل الدلالة على أنها وصلت إلى الغاية من العدل والقوة والأولية، لأن الله سبحانه وتعالى خارج عن نطاق الزمان. واختتم علي جمعة، بأنه لا اطلاع للإنسان على ذات الله سبحانه وتعالى لأنه لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، وليس كمثله شيء حتى نحاول إدراكه بعقولنا، لكن الذي نتأكد منه أن الله موجودا وتجلى بصفاته على هذه الأكوان فنرى الرحمة فيها والقوة والقدرة في العالم الذي حولنا.
تفسير: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير)
إذا فهمت ما جاء أعلاه فأنت قد فهمت معنى كلمة: { لا تدركه الأبصار}. معنى آخر: الأبصار هي تلك الصور وتلكم الشخوص والشكول والرموز اللامتناهية وتكوينها في المخيلة الفكرية للإنسان والتي نهاية أمرها.. العجز التام وعدم القدرة أو عدم التكيف مع رمز واحد أو أكثر ؛ أو مع شكل واحد أو أكثر ؛ ليثبت لديك - لدى عقلك الباطن أو الواعي الظاهر - أن تلكم الحالة هي هو ؛ وما هي هو ؛ تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً. ومعنى كلمة: { لا تدركه} ؛ أي: لا يحيط به أي شكل أو صورة أو قل: رمز أو حالة أو صفة أو ذاتية ولا ولا ولا! لسبب بسيط جداً هو: إن الإنسان - مطلق إنسان - لم ير الله من قبل ؛ أو إلها من قبل ؛ فتختزل ذاكرته ذاتيته ؛ تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً ؛ لذا يكون التخبط خبط عشواء ؛ فلا تدركه الأبصار.
تفسير قوله تعالى : لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ .
تاريخ الإضافة: 5/7/2017 ميلادي - 11/10/1438 هجري
الزيارات: 56910
تفسير: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير)
♦ الآية: ﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الأنعام (103). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ لا تدركه الأبصار ﴾ في الدُّنيا لأنَّه وعد في القيامة الرُّؤية بقوله: ﴿ وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة ﴾ الآية والمُطلق يحمل على المقيد وقيل: لا يحيط بكنهه وحقيقته الأبصار وهي تراه فالأبصار ترى الباري ولا تحيط به ﴿ وهو يدرك الأبصار ﴾ يراها ويحيط بها علمًا لا كالمخلوقين الذين لا يدركون حقيقة البصر وما الشَّيء الذي صار به الإِنسان يبصر من عينيه دون أن يبصر من غيرهما ﴿ وهو اللطيف ﴾ الرَّفيق بأوليائه ﴿ الخبير ﴾ بهم.
القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الأنعام - الآية 103
أي: تدعثر. وقال تعالى: ( فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين) [ الأعراف: 143] ونفي هذا الأثر الإدراك الخاص لا ينفي الرؤية يوم القيامة. يتجلى لعباده المؤمنين كما يشاء. فأما جلاله وعظمته على ما هو عليه - تعالى وتقدس وتنزه - فلا تدركه الأبصار; ولهذا كانت أم المؤمنين عائشة ، رضي الله عنها ، تثبت الرؤية في الدار الآخرة وتنفيها في الدنيا ، وتحتج بهذه الآية: ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) فالذي نفته الإدراك الذي هو بمعنى رؤية العظمة والجلال على ما هو عليه ، فإن ذلك غير ممكن للبشر ، ولا للملائكة ولا لشيء. وقوله: ( وهو يدرك الأبصار) أي: يحيط بها ويعلمها على ما هي عليه; لأنه خلقها كما قال تعالى: ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) [ الملك: 14]. وقد يكون عبر بالأبصار عن المبصرين ، كما قال السدي في قوله: ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) لا يراه شيء وهو يرى الخلائق. وقال أبو العالية في قوله تعالى ( وهو اللطيف الخبير) اللطيف باستخراجها ، الخبير بمكانها. والله أعلم. وهذا كما قال تعالى إخبارا عن لقمان فيما وعظ به ابنه: ( يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير) [ لقمان: 16].
ثُمَّ قالَ: ﴿وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ﴾ فاحْتَمَلَ وجْهَيْنِ مِنَ التَّأْوِيلِ: أحَدُهُما: لَطِيفٌ بِعِبادِهِ في الإنْعامِ عَلَيْهِمْ، خَبِيرٌ بِمَصالِحِهِمْ. والثّانِي: لَطِيفٌ في التَّدْبِيرِ خَبِيرٌ بِالحِكْمَةِ.
فإذا كان الحزن منفيًا عنهم كان ذلك دليلًا على كمال سرورهم، وأنه سرور لا يُشابُ بحزن أبدًا، بخلاف سرور الدنيا، فإن سرور الدنيا مهم عظم مشوب بالكدر. وعند الموت وفي القبر وعند البعث، تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا فيما تستقبلونه مما أمامكم من أهوال، ولا تحزنوا على ما تركتم، قال الله سبحانه وتعالى: { ﴿ إنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴾} [فصلت: 30] قال الإمام القرطبي رحمه الله: قال وكيع وابن زيد البشرى في ثلاثة مواطن: عند الموت، وفي القبر، وعند البعث. وفي الدنيا، لا تلحقهم مخاوف أو أحزان، تستمر معهم، وتعيقهم عن القيام بأمور دينهم، وشئون دنياهم، وليس المقصود ألا يصيبهم خوف أو حزن ، فلا بد من في هذه الدنيا من شدائد، وأكدار، تجعل المسلم يحزن، أو يخاف، قال عز وجل: { ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾} [البلد: 4] قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: ومعناه: لقد خلقنا ابن آدم يكابد الأمور ويُعالجها، فقوله: ﴿ فِي كَبَدٍ ﴾ معناه: في شدة.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة يونس - الآية 62
والحزن هو أن تنالهم حزونة في الحال، وهم في روح الرضا بكلّ ما يجرى فلا تكون لهم حزونة الوقت. فالوليّ لا خوف عليه في الوقت، ولا له حزن بحال، فهو بحكم الوقت. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة يونس - الآية 62. ولا يكون وليّا إلا إذا كان موفّقا لجميع ما يلزمه من الطاعات، معصومًا بكل وجه عن جميع الزلات، وكلّ خصلة حميدة يمكن أن يعتبر بها فيقال هي صفة الأولياء. ويقال الوليّ من فيه هذه الخصلة. ويقال الوليّ من لا يقصّر في حقّ الحق، ولا يؤخرّ القيام بحق الخلق؛ يطيع لا لخوف عقاب، ولا على ملاحظة حسن مآب، أو تطلع لعاجل اقتراب، ويقضى لكلّ أحد حقا يراه واجبا، ولا يقتضي من أحد حقّا له، ولا ينتقم، ولا ينتصف ولا يشمت ولا يحقد، ولا يقلد أحدا منة، ولا يرى لنفسه ولا لما يعمله قدرا ولا قيمة"! **. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* في ظلال القرآن
** لطائف الإشارات
≪≪≪ معنى قول الله تعالى (الا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) ≫≫≫ - الصفحة 7 - هوامير البورصة السعودية
من هم الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
المهم عند فقد العلماء هو ترسم منهجهم، والسير على طريقهم، وهذا المنهج الذي سار عليه شيخنا وإخوانه من أهل العلم الربانيين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، له سمات ومعالم، ومنها ما يأتي:
1. العلم الصحيح المستمد من الكتاب والسنة. الفتوى عندهم ليست مقصورة على وقت دون وقت، بل يفتون في كل وقت، في المسجد، والشارع، والبيت، ومكان العمل، وعبر الهاتف، والصحيفة، والإذاعة، وسائر وسائل التواصل، وتشمل فتاواهم شتى مجالات الحياة من العبادات والمعاملات والأخلاق والسلوك وجميع النوازل في عصرهم. لقد تحققت فيهم الولاية المنشودة؛ لعمق إيمانهم، وسلامة مقاصدهم، وثبات مبادئهم، والله جل وعلا يقول: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) يوسن الآيات: (62-64)
وقتهم كله عبادة، وجلوس للتعليم، وذكر، وقراءة، وقضاء لحوائج الناس. إخلاص صادق، ونصح، ومتابعة. الزهد في الدنيا، والبعد عن فتنها.