وقوله تعالى: { وَأَحْصُوا
الْعِدَّةَ} [سورة الطلاق: آية 1]، أي تقيدوا بها بأن لا
تزيدوا عليها ولا تنقصوا منها، والعدة كما بينها الله سبحانه وتعالى
في آيات أخرى في سورة البقرة أن الحائض تعتد بثلاثة قروء، وفي هذه
السورة أن الحامل تعتد بوضع الحمل، قال تعالى: { وَأُوْلاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن
يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [سورة الطلاق: آية 4]، وغير الحامل
والتي لا تحيض لصغر أو إياس عدتها ثلاثة أشهر. وقوله تعالى: { فَطَلِّقُوهُنَّ
لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ
رَبَّكُمْ} [سورة الطلاق: آية 1] هذا أمر من الله سبحانه
وتعالى بتقواه بالتزام هذه الأحكام التي بينها لأنها من مصالح العباد،
وتقوى الله هي عبادة الله سبحانه وتعالى بالتزام أمره واجتناب
نهيه. { لا تُخْرِجُوهُنَّ مِن
بُيُوتِهِنَّ} [سورة الطلاق: آية 1]، هذا فيه نهي من الله
سبحانه وتعالى أن تُخرج المطلقة الرجعية من بيت الزوجية قبل نهاية
عدتها، ففي مشروعية اعتداد المطلقة الرجعية في بيت الزوجية وأن لا
تخرج منه، لأنها زوجة لها حكم الزوجات ولعل مطلقها أن يراجعها وتكون
الفرصة مهيأة للرجعة التي يرغب فيها الشارع فيها مصلحة.
واذا طلقتم النساء فبلغن اجلهن
تفسير القرآن الكريم
(أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ) اتركوهن حتى تنتهي عدتهن (وَلا تُمْسِكُوهُنَّ) بالرجعة (ضِرَاراً) مفعول لأجله (لِتَعْتَدُوا) عليهن بالإلجاء إلى الافتداء والتطليق وتطويل الحبس (وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) بتعريضها إلى عذاب الله (وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً) مهزوءاً بها بمخالفتها (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ) بالإسلام (وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ) القرآن ( وَالْحِكْمَةِ) ما فيه من الأحكام (يَعِظُكُمْ بِهِ) بأن تشكروها بالعمل به (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ولا يخفى عليه شيء. انتهى من تفسير الجلالين. فالآية تأمر الرجال بأن يعاملوا النساء معاملة حسنة في حالتي الطلاق أو الإمساك، وتبين حال الذي يطلق امرأته ثم يدعها حتى إذا كانت في آخر عدتها راجعها ليضارها ويطول عليها، ثم يطلقها، فإذا كان في آخر عدتها راجعها، فذلك الذي يضار، وذلك الذي يتخذ آيات الله هزوا، قاله ابن جرير عن مسروق، وأخرج عن عطية في الآية قال: الرجل يطلق امرأته ثم يسكت عنها حتى تنقضي عدتها إلا أياما يسيرة، ثم يراجعها ثم يطلقها فتصير عدتها تسعة أقراء أو تسعة أشهر، فذلك قوله (وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لِتَعْتَدُوا) {البقرة: 231} اهـ.
كم مكث الرسول في غار ثور ؟ سؤالٌ يكثر البحث عنه، وسيكون هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما أمره ربه -عزَّ وجلَّ- بالهجرة إلى المدينة المنورةِ اختبأ هو وصاحبه في غار حراء، فكم مكثَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الغار؟ وفي هذا المقال ستتمُّ الإجابة على هذا السؤال، كما سيتمُّ الحديث عن بعض الأمور المتعلقة بالهجرة النبوية. كم مكث الرسول في غار ثور
مكث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غار ثورٍ ثلاث ليالٍ ، وما يدلُّ على ذلك ما رُوي عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- حيث قالت: " ثُمَّ لَحِقَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَبُو بَكْرٍ بغارٍ في جَبَلِ ثَوْرٍ، فَكَمَنا فيه ثَلاثَ لَيالٍ، يَبِيتُ عِنْدَهُما عبدُ اللَّهِ بنُ أبِي بَكْ". لا تحزن إن الله معنا - موقع مقالات إسلام ويب. [1]
نبذة عن غار ثور
ويقع غار ثور على بعد نحو أربعة كيلو مترات عن مكة المكرمة في الجهة الجنوبية من المسجد الحرام ، وارتفاعه نحو 748 م من سطح البحر، وهو عبارة عن صخرة مجوفة ارتفاعها 1. 25م، وله فتحتان فتحة في جهة الغرب، وقد اختبأ فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد ذكر الله -عزَّ وجلَّ- ما حصل فيه في كتابه المجيد حيث قال: {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.
اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا سوره
فقوله: ( ما ظنك باثنين الله ثالثهما) يعني: هل أحد يقدر عليهما بأذية أو غير ذلك؟ والجواب: لا أحد يقدر، لأنه لا مانع لما أعطى الله، ولا معطي لما منع، ولا مذل لمن أعزَّ، ولا معز لمن أذل: { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (آل عمران:26)، وفي هذه القصة: دليل على كمال توكل النبي صلى الله عليه وسلم على ربه، وأنه معتمد عليه، ومفوض إليه أمره، وهذا هو الشاهد من وضع هذا الحديث في باب اليقين والتوكل ".
اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا Image
ومن هذه المواقف موقف النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الغار مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ثم مع سراقة بن مالك رضي الله عنه.
اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا موعظه موثره
وقد وقع الاختيار على أسماء بنت أبي بكرٍ لتزيد النبيِّ وصاحبه بالطعام؛ إذ أنَّها كانت حاملة بالشهور الأخير ويصعب على امرأة بهذه الظروف قطع ثمانية كيلو ميترات في الصحراء، وبناءً على ذلك فلن تكون محلَّ شكٍ عند قريش.
ووجه آخر من التحقيق وهو أن النهي عن الفعل لا يقتضي كون المنهي فيه فقد نهى الله نبيه عن أشياء ونهى عباده المؤمنين فلم يقتض ذلك أنهم كانوا فاعلين لتلك الأشياء في حال النهي لأن فعل النهي فعل مستقبل فكذلك قوله لأبي بكر لا تحزن لو كان الحزن كما زعموا لم يكن فيه على أبي بكر - رضي الله عنه - ما ادعوا من الغض وأما ما ذكرناه نحن من حزنه على النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان طاعة فلم ينهه عنه الرسول عليه السلام إلا رفقا به وتبشيرا له لا كراهية لعمل وإذا نظرت المعاني بعين الإنصاف لا بعين الشهوة والتعصب للمذاهب لاحت الحقائق واتضحت الطرائق والله الموفق للصواب. ] انتهى النقل.