سَمْتُهم التواضع ولين الجانب مع من حولهم، بعيدون عن الزهو والغرور بما هم فيه من نعم، فالكِبر من أخطر الصفات التي تبعد الإنسان عن ربّه، ولا يمكن أن يتصف بها مؤمن. صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان - الشيخ د. خالد بن ضحوي الظفيري. االابتعاد عن جدال الجاهلين
قال تعالى: (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا) [الفرقان: 63]، اي يحسنون التصرف مع من يسيء إليهم من السفهاء، فيقابلون السيئة بالحسنة، ويردون على الغضب بالحِلم والصبر، فالجدال مع هذا الصنف من الناس لا طائل منه ولا يُفضي إلّا إلى ضياع الوقت والجهد، كما أنّ المؤمن أرقى من أن يردّ عليهم، فضلاً عن أنّ خلقه الحسن قد يؤدي إلى توبة هؤلاء وتحسين خلقهم. المحافظة على قيام الليل
قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا) [الفرقان: 64]، اي يحافظون على صلاة قيام الليل، فهم ما بين سجود وركوع، وقيام ودعاء، وتلاوة للقرآن، واستغفار وخشوع، واتصال بربهم، فهم يتذوقون حلاوة الإيمان في صفاء الليل وساعات تنزّل الله جل وعلا إلى السماء الدنيا. التضرع إلى الله بالنجاة من عذاب النار
قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا) [الفرقان: 65]، أي يعيشون في ذكرٍ دائمٍ للآخرة والنار وما فيها من عذاب؛ ليبقوا على طاعة لله، ويرجون ربهم أن يصرف عنهم هذا العذاب ويعينهم على الأسباب التي تنجيهم منه وتدخلهم الجنة والنعيم الأبدي.
- صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان - الشيخ د. خالد بن ضحوي الظفيري
- صفات عباد الرحمن من سورة الفرقان - بيت DZ
- صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان | Sotor
- صفات عباد الرحمن من سورة الفرقان - موقع مصادر
- سبب نزول سورة عبد الله
- سبب نزول سورة عبس للاطفال
صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان - الشيخ د. خالد بن ضحوي الظفيري
الاقتصاد في الإنفاق قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامً) [الفرقان: 67]، أي حياتهم متوازنة ما بين الروح والجسد، فلا هم يبذخون ويبذرّون، ولا هم يقبضون أيديهم ويبخلون على أنفسهم وأهليهم، إضافة إلى مسارعتهم إلى تقديم الصدقات من أموالهم ابتغاء وجه الله تعالى. إفراد الله بالعبادة قال تعالى: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـهًا آخَرَ) [الفرقان: 68]، اي يعبدون الله وحده ولا يشركون به أحداً، ولا يتوكلون إلّا عليه. صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان | Sotor. عدم قتل النفس البريئة قال تعالى: (وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ) [الفرقان: 68]، فهم مسالمون يخافون ربّهم ولا يظلمون الناس، ويعرفون حرمة الدم وأنّ قتل النفس يعدل قتل الناس جميعاً، فلا يتمّ قتل النفس إلّا بأمر أجاز الله تعالى قتلها بسببه. اجتناب الزنا قال تعالى: (وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا) [الفرقان: 68]، أي يحذرون الوقوع في الشهوات وسلوك خطوات الشيطان، ويحفظون جوارحهم كافةً عن المحرمات كي لا ينزلقوا فيها فيغضبوا الله تعالى. الإكثار من التوبة قال تعالى: (وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا) [الفرقان: 71]، فهم على دأب في الرجوع إلى الله عن الذنوب والقيام بالأعمال الصالحة ليتقربوا من ربهم.
صفات عباد الرحمن من سورة الفرقان - بيت Dz
جزاء عباد الرحمن
كما يُبّن الله سبحانه وتعالى جزاء عباد الرحمن بعدما وصف الله تعالى أعمال عباد الرحمن وذكرهم بها، حيث ذكر سبحانه وتعالى بوضوح ما أجره لهم من أجر عظيم في الآخرة، وتتمثل الآيات التي تتكلم عن أجر وجزاء عباد الرحمن فيما يلي:
قال الله تبارك وتعالى في جزاء عباد الرحمن في كتابه العزيز:" أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا"، حيث تُعد أولئك ضمير منفصل مبني عائد على من اتّصفوا بكلّ الصّفات التي اتصف وتحلى بها عباد الرحمن، حيث كان جزاؤهم المنزلة العالية والمكانة الرفيعة من منازل الجنّة ويُطلق عليها الغُرفة، ولقد استحقوا ذلك لصبرهم على الطاعة وتنفيذهم لوصايا الله تبارك وتعالى. كما يقول الله تبارك وتعالى:"وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا"، أي أنّ الملائكة تستقبلهم في الجنة وتلقي عليهم التحية والسلام وتمجدهم كعلامة وامتنان لما فعلوه في هذه الحياة الدنيوية. كما أنّ الله سبحانه وتعالى كتب لعباد الرحمن الخلود والبقاء الأبدي في هذه النعمة، ولن يطردوا من الجنة أبدًا، حيث جعلها الله سبحانه وتعالى دار المقر والسكينة. صفات عباد الرحمن من سورة الفرقان - بيت DZ. كما خُتمت الآيات بثواب عباد الرحمن وهو الجنة، حيث أعطو مكانًا معينًا في الجنة يسمى الغرفة، وهي مكان مناسب وجيد لهم، ثوابًا على الصبر على شهوات النفس وكفاحها لمقاومة الفتن وتقوى الله وخوفه من عواقب الأمور، ووصف حالة العباد الرحماء في الجنة وهم يحيونهم ويحيونهم، ويلقون التحية على بعضهم البعض.
صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان | Sotor
صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان
صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان
الجمعة, أكتوبر, 2020
|
لقاءات في الإذاعة, وقفة تأمل 1154
طباعة الصفحة
تنزيل
تنزيل التفريغ
العنوان: وقفة تأمل / صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان. القاها: الشيخ الدكتور: خالد بن ضحوي الظفيري حفظه الله تعالى. لقاء: في إذاعة القرآن الكريم بدولة الكويت في ذي الحجة عام 1436هـ.
صفات عباد الرحمن من سورة الفرقان - موقع مصادر
وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) هذه صفات عباد الله المؤمنين ( الذين يمشون على الأرض هونا) أي: بسكينة ووقار من غير جبرية ولا استكبار ، كما قال: ( ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا) [ الإسراء: 37]. فأما هؤلاء فإنهم يمشون من غير استكبار ولا مرح ، ولا أشر ولا بطر ، وليس المراد أنهم يمشون كالمرضى من التصانع تصنعا ورياء ، فقد كان سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم إذا مشى كأنما ينحط من صبب ، وكأنما الأرض تطوى له. وقد كره بعض السلف المشي بتضعف وتصنع ، حتى روي عن عمر أنه رأى شابا يمشي رويدا ، فقال: ما بالك؟ أأنت مريض؟ قال: لا يا أمير المؤمنين. فعلاه بالدرة ، وأمره أن يمشي بقوة. وإنما المراد بالهون هاهنا السكينة والوقار ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أتيتم الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون ، وأتوها وعليكم السكينة ، فما أدركتم فصلوا ، وما فاتكم فأتموا ". من صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان السلفية. وقال عبد الله بن المبارك ، عن معمر ، عن يحيى بن المختار ، عن الحسن البصري في قوله: ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا) قال: إن المؤمنين قوم ذلل ، ذلت منهم - والله - الأسماع والأبصار والجوارح ، حتى تحسبهم مرضى وما بالقوم من مرض ، وإنهم لأصحاء ، ولكنهم دخلهم من الخوف ما لم يدخل غيرهم ، ومنعهم من الدنيا علمهم بالآخرة ، فقالوا: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن.
ووصف ليلهم: - { وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} [الفرقان:64]، فمن رحمته تعالى بهم أن وفقهم لهذا البيات والقيام وثبتهم على ذلك، قال الحسن البصري يرحمه الله: "ذكر ليلهم خير ليل.. تجري دموعهم على خدودهم خوفًا من ربهم لأمر ما سهِروا ليلهم، لأمر ما خشعوا نهارهم". إذا ما الليل أقبل كابدوه *** فيسفر عنهم وهم ركوع أطار الخوف نومهم فقاموا *** وأهل الأمن في الدنيا هجوع - { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا. إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} [الفرقان:66،65]، من رحمته تعالى أن وفقهم للاستعاذة من جهنم وهذه رحمة خاصة، لأنهم يعلمون أن هذه الحياة قصيرة فهي أقصر حياة وأن الآخرة هي الباقية، فآثروا الباقي على الفاني، وحرصوا كلَّ الحرص على البعد عن كلِّ ما يقربهم إلى جهنم، قال الحسن البصري: "فيا لها من موعظة لو وافقت من القلوب حياة". - { وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان:67]، فمن رحمته سبحانه أن وفقهم إلى الوسطية والاعتدال بلا إسراف ولا تقصير في الإنفاق ووفقهم للإنفاق الواجب والمستحب.
تعريف بسورة عبس
سورة عبس، من السور المكية، التي نزلت قبل الهجرة النبوية ، وكانت خطاباً لأهل مكة، تعد من قصار السور، وتقع في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم، وهي من الحزب تسعة وخمسين، وترتيبها في المصحف الشريف من حيث الرَّقم يقع تحت رقم ثمانون، أما عدد آياتها فاثنين وأربعين آية، وعدد كلماتها مئة وثلاثة وثلاثين، وحروفها خمسمائة وثمانية وثلاثون، وقد نزلت من حيث الترتيب الزمني للنزول بعد سورة النجم، أما من حيث ترتيب المصحف الشريف، فهي بعد سورة النازعات، وقبل سورة التكوير، وتمتاز السورة بقصر آياتها، وسهولة حفظها. سُميت السورة بسورة (عبس) لابتدائها بالوصف الشرعي، الذي تقتضيه الفطرة البشرية، فحين ينشغل الإنسان بأمر معين، ويأتيه أمر آخر أقل شأناً من الذي هو مشغول به، فيصرفه عما هو به، وحينها نزل العتاب من الله إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، حيث انشغل بدعوة أحد المشركين إلى الإسلام عن إجابة من أتاه طالباً الدخول في الإسلام وسيأتي بيان ذلك في فقرة سبب النزول، وهذا يؤكد بشرية النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا لا يعتبر نقصاً إنما تأكيداً على صدق نبوته وأن القرآن كتاب الله وليس من عند النبي صلى الله عليه وسلم كما يدعي المشركون.
سبب نزول سورة عبد الله
[٥]
بيان أسماء سورة عبس
بعد ما جاء من مقاصد سورة عبس، جدير بالذكر إنَّ هذه السورة المباركة سُمِّيت بسورة عبس لأنَّ الله تعالى ابتدأها بكلمة عبس، وهذا التعليل في تسمية السور واحد عند كثير من سور الكتاب، قال تعالى في مطلع سورة عبس: {عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ} [١] ، ولكنَّ هذه السورة وردتْ بأسماء أخرى في كتب العلماء، فجاءت باسم سورة ابنِ أم مكتوم في كتاب أحكام ابن العربي، وسمَّاها الخفاجي بسورة الصَّاخَّة، وسمَّاها العيني في شرح صحيح البخاري بسورة السَّفَرَة، وسُمِّيت سورة الأعمى، ولكنَّ الاسم المنتشر هو سورة عبس، والله تعالى أعلم.
سبب نزول سورة عبس للاطفال
قوله تعالى ( لِكُلِّ اِمرِيءٍ مِنهُم يَومَئِذٍ شَأنٌ يُغنيِهِ). أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو أخبرنا الحسن بن أحمد الشيباني حدثنا عبد الله بن
محمد بن مسلم حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سنان حدثنا إبراهيم بن هراسة حدثنا
عائذ بن شريح الكندي قال: سمعت أنس بن مالك قال: قالت عائشة للنبي r:
أنحشر عراة قال: نعم قالت: واسوأتاه فأنزل الله تعالى ( لِكُلِّ
اِمرِيءٍ مِنهُم يَومَئِذٍ شَأنٌ يُغنيهِ).
[٣]
الموضوعات التي تناولتها سورة عبس
تناولت سورة عبس مواضيع عدة أهمها:
أهمية المساواة في الإسلام: ففي هذه السورة يبين الله أنَّ المسلمين سواسية، ولا فرق بين غني وفقير، ولا أعمى وبصير، ولا كبير القوم وأدناهم، فكلٌّ سواء في تبليغ الدعوة وفي ميزان الإسلام والتعامل والمفاضلة. سبب نزول سورة عبس للاطفال. القرآن آياته موعظة ، وتذكير للإنسان بما أكرمه الله من نِعم، والتي لا تُعد ولا تُحصى، ووصف هذه التذكرة بأمرين: أنها واضحة الفهم، يمكن للعقل إدراكها بسهولة؛ لذا فمن رغب عمل بها، والأمر الآخر أنها في صحف مكرمة؛ أي مودعة عند الله عز وجل، فلا يمسُّها الشياطين والكفار، بل يحفظها الملائكة، الذين وصفهم بأنَّهم رُسل الوحي إلى أنبيائه، يُبلِّغون ما أُمروا به، وأنَّهم كِرام على ربِّهم، ولا يعصون الله ما أمرهم. تِعداد نعم الله التي يحتاجها الإنسان في حياته ، بخلق قوته وإخراج شرابه، فقد أنبت الله للإنسان الأنواع الشتى والأصناف العديدة، وذكر منها: الحبوب كالحنطة، والزيتون، والنخل، والفواكه، والبساتين؛ لينتفع بها الإنسان ويذكر نعمة الله عليه. أهوال يوم القيامة، التي تقرع الأسماع خوفاً عند قراءتها، وتدبر آياتها، فيفزع الإنسان من لقاء هذا اليوم، وهو شديد على الكافرين، والمنافقين ، وينقسم حال الناس في هذا اليوم إلى فريقين: فريق السعداء، وهم المؤمنون، وفريق الأشقياء، وهم الكافرون، وذكر الله وصف السعداء أن وجوههم مشرقة من حسن إيمانهم، وأعمالهم، فجزاهم الله النعيم الأبدي، أما الأشقياء، فوجوههم مُسودَّة، عليها غبرة من سوء ما بُشِّروا به، جزاء كفرهم، واقترافهم السيِّئات، فكان مصيرهم النار خالدين فيها أبداً.