رباها أبوها على عزة النفس والاعتزاز بأنوثتها وعلمها وأدبها وكانت عائشة بنت طلحة إحدى "سيدات" عصرها، تقرأ الشعر وتتذوقه وترويه ولها مجلس أو "ندوة" أدبية يُدعى اليها الشعراء والأدباء وسادة القوم. وكانت لا تحتجب من الرجال فتجلس وتأذن لهم بالدخول عليها وهي في كامل لباسها. يروي ابن إسحاق عن أبيه: دخلت على عائشة بنت طلحة بن عبيد الله وكانت تجلس وتأذن كما يأذن الرجل وقال أنس بن مالك لعائشة بنت طلحة: إن القوم يريدون أن يدخلوا اليك فينظروا إلى حسنك! قالت: أفلا قلت لي فألبس حسن ثيابي. ولقد أسهب كتاب السير والمؤرخون في الحديث عن افتتان الرجال بجمال عائشة بنت طلحة وقوة شخصيتها ووضع الملايين والجواهر تحت قدميها كي تقبل بالزواج منهم. ورغم أنها لم تنجب إلا ولداً واحداً طوال حياتها، وهذا كان ينتقص من قدر المرأة وقيمتها في المجتمعات العربية، رغم هذا فإنها كانت لا يرد لها كلمة، بل إن أحد أزواجها أيقظها من نومها كي يهديها عدة جواهر فما كان منها إلا أن صرخت فيه بأن النوم كان أعز عليها من هذه الجواهر التي ألقاها في حجرها. كريمة الأصل فالحقيقة إن ترفع عائشة بنت طلحة واحتقارها للمال هو نتاج طبيعي لشخصية الرجل الذي رباها وأدبها فأحسن تأديبها.
مرويات عائشة بنت طلحة الفقهية في كتب السنة دراسة فقهية مقارنة - Isbniraq.Org
وظلت عائشة زوجة لعمر بن عبيد الله ثماني سنوات ثم مات عنها في سنة 82 ه فندبته قائمة ولم تندب أحداً من أزواجها إلا جالسة فقيل لها في ذلك، فقالت: إنه كان أكرمهم عليّ وأمسهم رحماً وأردت ألا أتزوج بعده. شجاعة وكانت لا تهاب أحداً. فقد دخلت على الوليد بن عبدالملك وهو في مكة فقالت: يا أمير المؤمنين مُرْ لي بأعوان. فضم اليها قوماً يكونون معها فحجت ومعها ستون بغلاً عليها الهوادج ثم خطبها جماعة ولم تتزوج أبداً. وظلت على هذا الوضع فكانت تقيم في مكة سنة وفي المدينة سنة، وتخرج إلى رعاية مالها في الطائف وقصر كان لها هناك تتنزه فيه وتجلس في العشيات فيتناضل بين يديها الرماة. وفي إحدى حجاتها أرسلت إلى الحارث بن خالد المخزومي وهو أمير على مكة من قبل عبدالملك بن مروان فقالت: أَخر الصلاة حتى أفرغ من طوافي. فأمر المؤذنين فأخروا الصلاة حتى فرغت من طوافها ثم أقيمت الصلاة فصلى بالناس. وأنكر أهل الحج فعله ذلك واشتكوه فعزله عبدالملك بن مروان. وعاشت عائشة بنت طلحة حياتها. كما أرادت مؤمنة قوية حرة، ويصفها الذهبي: كانت أجمل نساء زمانها وأرأسهن وحديثها مخرج في الصحاح. وروت عائشة بنت طلحة عن خالتها أم المؤمنين. وروى عنها طلحة بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق وحبيب بن أبي عمرو وابن أخيها طلحة بن يحيى وابن أخيها الآخر معاوية بن إسحاق وروى لها الجماعة.
قصة عائشة بنت طلحة بن عبيدالله | قصص
نبذة عن عائشة بنت طلحة: هيَ التَّابِعِيَّةُ الجليلَةُ، عائِشَةُ بنتُ طَحَةَ بنِ عُبَيْدِ الله ، منْ رُواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، ووالِدُها طلْحَةُ بنُ عبيدِ اللهِ أحَدُ العَشَرَةِ المُبَشَّرينَ بالجَنَّةِ، وأمُّها أمُّ كُلْثومٍ بنتُ أبي بكرٍ الصِّدِّيق، وخالَتُها أمُّ المؤمِنينَ عائِشَةُ بنتُ أبي بكرٍ، ونشَأَتْ عندَ خالَتِها عائِشَةَ في المَدينَةِ المُنَوَّرَةِ وأخَذَت منْها الحديثَ وكانتْ من التّابعيات صاحباتُ العلمِ والفِقْهِ، وكانَتْ وفاتُها عليْها رَحمُة اللهِ تعالى في العامِ العاشِرِ بعدَ المائَةِ منَ الهِجْرَةِ النَّبويَّةِ. روايتها للحديثِ: كانت التابِعيُّة المُحَدِّثَةُ عائِشَةُ بنتُ طلْحَةَ منْ رُواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، وقدْ روتِ الحديثَ النَّبويَّ عنْ خالَتِها أمِّ المؤْمنينَ عائِشَةَ بنتِ أَبي بكرٍ رَضِيَ اللهُ عنْها. أمَّا روايَةُ الحديثِ منْ طريقِ عائِشَةَ بنتِ طلْحَة فقدْ روى الحديثَ عنْها كثيرٌ منَ الرُّواةِ منْ أمثالِ: طَلْحَةُ بنُ يحْيَى بنِ طَلْحَةَ و عطاءُ بنُ أبي رَبَاحٍ و المنْهالُ بنُ عمرٍو وابنها طلْحَةُ بن عبدِ اللهِ وحبيبُ بن أَبي عَمْرَةَ وغيرِهمْ رَحِمَهُمُ الله، كما كانَتْ منَ الثِّقاتِ في روايَةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ وحديثها عندَ جماعةِ الحديثِ رَحِمَهُمُ الله جميعاً.
عائشة بنت طلحة - أرابيكا
تساعدنا ملفات تعريف الارتباط على توفير موسوعة أرابيكا. باستخدام موسوعة أرابيكا، فإنك توافق على أنه يمكننا تخزين ملفات تعريف الارتباط.
هكذا رواه البخاري وأبو داود ، والنسائي ، وابن مردويه ، وابن أبي حاتم ، من حديث أبي إسحاق الشيباني - واسمه سليمان بن أبي سليمان - عن عكرمة ، وعن أبي الحسن السوائي واسمه عطاء ، كوفي أعمى - كلاهما عن ابن عباس بما تقدم. وقال أبو داود: حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي ، حدثني علي بن حسين ، عن أبيه ، عن يزيد النحوي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال: ( لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة) وذلك أن الرجل كان يرث امرأة ذي قرابته ، فيعضلها حتى تموت أو ترد إليه صداقها ، فأحكم الله تعالى عن ذلك ، أي نهى عن ذلك. تفرد به أبو داود وقد رواه غير واحد عن ابن عباس بنحو ذلك ، فقال وكيع عن سفيان ، عن علي بن بذيمة ، عن مقسم ، عن ابن عباس: كانت المرأة في الجاهلية إذا توفي عنها زوجها فجاء رجل فألقى عليها ثوبا ، كان أحق بها ، فنزلت: ( ياأيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها). وروى علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله: ( ياأيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها) قال: كان الرجل إذا مات وترك جارية ، ألقى عليها حميمه ثوبه ، فمنعها من الناس.