خرجت صديقتها، أغلقت التلفاز دون أن تأبه بوجودي، وغطته بقطعة قماش بيضاء، وبعدها بدأت بتغطية النوافذ بالجرائد والأقمشة، كنت في حالة صدمة، كانت تعلم بأني أحب التلفاز، والوقوف عن النافذة لأراقب لعب الأطفال، فظننت بأنها تعاقبني لخطأ ما ارتكبته. أدركت بعدها بأن المراد مما فعلته أن نحرم من الحياة، الحياة الضئيلة التي كانت تتجسد في ذلك الضوء الذي يتسلل إلينا من تلك النوافذ، ما يجعلني أستذكر مقالة لليلى عبد اللاني تتحدث فيها عن الواجهات [1] ، تقول: " لطالما وجدتُ نفسي في خلاف مع أسرتي، أنا أفتح النوافذ وهم يغلقون. يقولون لي: "الحرمة! يشوفونا الناس! "، وأردّ أنا: "خلّي رحمة ربي تدخل"، ولم يكن ذلك الستار الذي فصل بيننا وبين العالم إلا تجسيدًا للقفص الذي وضعنا فيه أنا وأمي الأرملة. تشرع قراءة سورتي الفلق والناس دبر كل صلاة - ايجاز نت. كنت فتاة الخامسة، لا أفقه ما يحدث. وكنت مرعوبة من الطريقة التي كانت تغطي فيها كل منافذ النور والحياة في منزلنا الصغير. كان منزلنا المبني من قبل الديوان يتكون من غرفة نوم، وصالة جلوس، ومطبخ، ودورة مياه. بعد تغطيتها أصبح أشبه بالسرداب. عندما بدأت النساء المعزيات، وأخواتي من الأب بالدخول، لم يحتضني أحد، كنت واقفة في الصالة أبحث عن أمي، وأستمع لكل الأحاديث الدائرة.
- تشرع قراءة سورتي الفلق والناس كل صباح ومساء
- تشرع قراءة سورتي الفلق والناس بعد النوم
تشرع قراءة سورتي الفلق والناس كل صباح ومساء
و ……………….. و القمر و ……………….. والأشجار و ………………..
يمكنك الحصول علي أعلي ربح من الكاش باك الخاص بك أنت وأصدقائك عبر التسجيل في الرابط التالي
تشرع قراءة سورتي الفلق والناس بعد النوم
وهو في نزوحه إلى التاريخ، لا يطل عليه من شرفة عالية، لينقل ملاحمه وأساطيره البارزة، بل يستعيد أناسه المجهولين القاطنين خلف المسارح، أو في صفوف الجماهير المتفرجة. كأنما اختار في غرفته الضيقة بالإسكندرية، وبأيامه الرتيبة أن يتفحص بدقة وبرود، تلك المآثر الكبرى للإمبراطورية الهلنستية، واصلاً في عزلته حداً منقطع النظير، ليحيا "في مجتمع تاريخي، خاضع لهمومه وتقلباته، يقول ويستن هيو أودن، وعلى الرغم من أن سرديته للمكان مستعادة من كتب التراث، إلا أنها قدمت رؤاه الخاصة التي تلاقت مع أجيال جاءت من بعده، قراءَ مستقبليين وجدوا في قصائده الخالية من التكلف، وفي صوت الفرد في عالم لا ترصعه الأمجاد، آية الإنسان الجديد. يكتب بعد ذلك فورستر واصفاً شخص كفافيس، غير الآبه باللحظة زمناً وجغرافيا، بأنه "واقف في جمود وفي وضع شبه منحرف بالمقارنة مع باقي الكون". تشرع قراءة سورتي الفلق والناس بعد كل صلاة. _________________________________________________________________
[1] رفعت سلام، الأعمال الشعرية الكاملة -قسطنطين كفافيس، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة. [2] عباس العقاد، ضرب الإسكندرية في 11 يوليو، دار المعارف، القاهرة. [3] كفافي، قصيدة المدينة، ترجمة: سعدي يوسف، وداعاً للإسكندرية التي تفتقدها، دار التكوين، دمشق.
لم أفهم معنى اليتم في يوم وفاته، ولكني الآن أفهمه، اليتم يعني أن تكون مشتتا طوال حياتك، باحثًا عن أصلك، محكومًا بالشعور بالغربة على الدوام، ما أعرفه بأن وفاته لم تجعلني يتيمة لوحدي، وإنما جعلت كلتانا يتيمتين، أنا وأمي. في المرات التي أحاول فيها أن أتخيل أمي كزوجته أعجز، لفارق السن الكبير بينهما. بدت لي كما لو أنها ممرضة تؤدي واجبها تجاه مريضها، حتى عندما بكته في العزاء، بكت لأنها كانت تعلم ما المصيبة التي ستحل بنا، ولم أرها من بعدها تبكيه لو مرة، وفي المرات التي أسألها عما إن كانت تحبه، تجيب علي: هو كان يحبني وهذا كافي. عندما انتقلت إلى مانشستر شعرت بنشوة تسجيل منزل باسمي، بالرغم من كونه منزل إيجار إلا أنه كان دافئًا. تشرع قراءة سورتي الفلق والناس كل صباح ومساء. كانت كل بيوتنا من بعد العزاء خالية من الضوضاء والناس، إلا أن منزلي هنا كان مختلفًا عما قبله من بيوت. كان بعيدًا عمن تسببوا لي بالأذى، وكانت أمي معي. والآن عدت إلى هنا لوحدي كطالبة دراسات عليا، كنت مخيرة بين أن أكون في مكان أحتضر فيه معهم كشخص مزدوج، أو أن أكون في مكان ما وحدي كشخص حقيقي، فاخترت القدوم، وظننت بأني بقدومي سأحسم كل حياتي، ولكن هأنذا مشتتة، أحيا بنصف قلب، والنصف الآخر يدهسه البعد كل يوم، وأبحث عن منزل.