December 6, 2010, 11:09 PM
قال السماء كئيبة وتجهما... قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما! قال السماء كئيبة! وتجهما قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما! قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتــسم لن يرجع الأسف الصبا المتصرما!! قال: التي كانت سمائي في الهوى صارت لنفسي في الغرام جــهنما
خانت عــــهودي بعدما ملكـتها قلبي, فكيف أطيق أن أتبســما! قلـــت: ابتسم و اطرب فلو قارنتها لقضيت عــــمرك كــله متألما.... قال: الــتجارة في صراع هائل مثل المسافر كاد يقتله الـــظما
أو غادة مسلولة محــتاجة لدم ، و تنفثـ كلما لهثت دما! قلت: ابتسم ما أنت جالب دائها وشفائها, فإذا ابتسمت فربما
أيكون غيرك مجرما. و تبيت في وجل كأنك أنت صرت المجرما ؟.... قال السماء كئيبة وتجهما - أخبار السعودية | صحيفة عكاظ. قال: العدى حولي علت صيحاتهم أَأُسر و الأعداء حولي في الحمى ؟
قلت: ابتسم, لم يطلبوك بذمهم لو لم تكن منهم أجل و أعظما! قال: المواسم قد بدت أعلامها و تعرضت لي في الملابس و الدمى
و علي للأحباب فرض لازم لكن كفي ليس تملك درهما
قلت: ابتسم, يكفيك أنك لم تزل حيا, و لست من الأحبة معدما!.... قال: الليالي جرعتني علقما قلت: ابتسم و لئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنما طرح الكآبة جانبا و ترنما
أتُراك تغنم بالتبرم درهما أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟
يا صاح, لا خطر على شفتيك أن تتثلما, و الوجه أن يتحطما
فاضحك فإن الشهب تضحك و الدجى متلاطم, و لذا نحب الأنجما!
قال السماء كئيبة وتجهما - أخبار السعودية | صحيفة عكاظ
قال: البشاشة ليس تسعد كائنا
يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما
قلت ابتسم مادام بينك والردى
شبر فإنك بعد لن تتبسما
قال السماء كئيبة وتجهما - ويكي مصدر
كما نجد كلمة (السماء) قد تكررت, فالشاعر يريد من تكرارها أن يوحي للقارئشيئا من صفاء السماء وبهائها ليجعلها متنفسا للحزين, وباعثا هاما للسعادةوالابتسامة. كما نجد أيضا كلمة (قال) قد كررها الشاعر كثيرا, وهذا دليل على أن سرسعادة الحزين حينما يبدي ما في نفسه, فالحزين كلما أبدى حزنه وبينه كلماخفف على نفسه تلك الحزن. قال السماء كئيبة وتجهما - ويكي مصدر. إن ما يزيد من رونق إيقاع القصيدة وبهائها, كثرة الصور البلاغية التيتعتبر سمة أسلوبة مميزة, وهذا ما نجده في هذه القصيدة فنجد الجناس فيالكلمات التالية:
حولي _ حولي, قال _ قلت, تجهما _ التجهم, السماء _ السماء,
الصبا _ الصبا, مجرما _ مجرما, جرعتني_ جرعت, العلقما, العلقما, مرنما _ مرنما. ونجد الطباق في الكلمات التالية:
متألما _ مبتسما, دائها_ شفائها, الكآبة _ البشاشة, تعرضت _بدت, كانت_صارت, تغنم _ تخسر, يأتي_ يذهب, معدم _حيا ابتسم _لن تبتسما. كما نجد هنالك صورا تشبيهية رائعة فنجد في البيت الأول قوله:
فقد شبه تغير مناخ الجو بأن السماء تحمل الكآبة والحزن, وهذا شبيه بمن يحمل الحزن في قلبه فكأن قلبه قد شابه شيء من الغبار. أيضا نجد في قول الشاعر في البيت الثالث:
حيث شبه حبه وغرامه بحبيبته بأنها جهنم في نفسه, فقد جعل القارئ يعرف مدى لوعته وحبه بحبيبته هذه.
يخضع المعجم الشعري لمبدأ الإفادة, إذ لا يمكن أن نعد جميع الكلمات معجما, بل ينبغي أن نستمع إلى إختيارالشاعر, وإلى الأقطاب الدلالية التي يستمدمنها معجمه وفي هذه القصيدة يستمد إيليا أبو ماضي لغته من أربعة معاجم وهي:
معجم الفلك 1-
أما معجم الفلك فنجده واردا في الأبيات الأولى ففي قوله: السماء, والشهب, والنجوم. ففي قوله السماء ترددت كثيرا, وأعتقد أن مراده من ذلك جعلالحزين فاقد السعادة, يتفكر في السماء وما فيها من النجوم والشهب, لأنفي ذلك تخفيفا للحزين وسعادة له, ونسيانا لما يمر به. أما معجم الحرب فنراه جليا في أبيات معدودة مثل قوله:الدم, والقتل, والجرم, والعدى, والأعداء والحِمى, وتخسر, ووجل. وأرى أن معجم الحرب لم يكن موفقا للشاعر في اختياره لهذه القصيدة ولا يمتلموضوعها بصله, لكن أتصور أن هذه من العلامات التأريخية القديمة في الشعرالعربي, فذكر الحرب سمة من سمات الشعر العربي القديم, ولابد أن تكونموجودة في شعرهم. أما معجم السعادة فهو المعجم المرجعي في القصيدة, أي أنه موضوعها ومكان الإحالة على أحداثها وهو فضاؤها الحقيقي. أما المعجم الإقتصادي المادي فقد وجدناه محدودا مثل قوله: التجارة, ودرهم, ومغنم, وتخسر.