إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة
إعداد: حوزة الهدى للدراسات الإسلامية - عدد القراءات: 12097 - نشر في: 12-مارس-2008م. : إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة:.
- امثلة لبعض الآيات المنسوخة - الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المجادلة - الآية 12
- القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة المجادلة - الآية 12
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المجادلة - الآية 13
- النسخ في الآية (12) من سورة المجادلة
امثلة لبعض الآيات المنسوخة - الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
وقد روي عن مجاهد: أن أول من تصدق في ذلك علي بن أبي طالب رضي الله عنه وناجى النبي صلى الله عليه وسلم. روي أنه تصدق بخاتم. وذكر القشيري وغيره عن علي بن أبي طالب أنه قال: في كتاب الله آية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي ، وهي: يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة كان لي دينار فبعته ، فكنت إذا ناجيت الرسول تصدقت بدرهم حتى نفد ، فنسخت بالآية الأخرى أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات. وكذلك قال ابن عباس: نسخها الله بالآية التي بعدها. وقال ابن عمر: لقد كانت لعلي رضي الله عنه ثلاثة لو كانت لي واحدة منهن كانت أحب إلي من حمر النعم: تزويجه فاطمة ، وإعطاؤه الراية يوم خيبر ، وآية النجوى. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المجادلة - الآية 13. ذلك خير لكم أي: من إمساكها وأطهر لقلوبكم من المعاصي فإن لم تجدوا يعني الفقراء فإن الله غفور رحيم.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المجادلة - الآية 12
سبب نسخ الآية لاحقا:
جاء في كتاب مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب (أعلى الله مقامه الشريف): ( 7)
شريك والليث والكلبي وأبو صالح والضحاك والزجاج ومقاتل بن حنان ومجاهد وقتادة وابن عباس: كانت الأغنياء يكثرون مناجاة الرسول صلى الله عليه وآله فلما نزل قوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ ( 8) انتهوا فاستقرض (ع) دينارا وتصدق به فناجى النبي صلى الله عليه وآله عشر نجوات ثم نسخته الآية التي بعدها. أمير المؤمنين: كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم فكنت كلما أردت أن أناجي رسول الله قدمت درهما فنسختها الآية الأخرى. الواحدي: في أسباب نزول القرآن والوسيط أيضا، والثعلبي في الكشف والبيان ما رواه علي بن علقمة ومجاهد ان عليا قال: إن في كتاب الله لآية ما عمل به أحد قبلي ولا عمل بها أحد بعدي ثم تلا هذه الآية. النسخ في الآية (12) من سورة المجادلة. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ ( 9)
جامع الترمذي، وتفسير الثعلبي، واعتقاد الأشنهي، عن الأشجعي والثوري وسالم بن أبي حفصة وعلي بن علقمة الأنماري عن علي (ع) في هذه الآية: فبي خفف الله ذلك عن هذه الأمة.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة المجادلة - الآية 12
تعقيب: أقول: هذا عذره، وأنت تجد أنه تشكيك لا ينبغي صدوره ممن له أدنى معرفة بمعاني الكلم، هب ان في هذا المقام لم ترد فيه رواية أصلا، أفلا يظهر من قوله تعالى: " ءأشفقتم.. " أنه عتاب على ترك المناجاة خوفا من الفقر أو حرصا على المال؟ وأن الله تعالى قد تاب عليهم عن هذا التقصير، إلا أن التعصب داء عضال، ومن الغريب أنه ذكر هذا، وقد اعترف قبيل ذلك بأن من فوائد هذا التكليف أن يتميز به محب الاخرة من محب الدنيا، فإن المال محك الدواعي!!. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة المجادلة - الآية 12. وأما ان الفعل المذكور يكون سببا لحزن الفقراء، ووحشة الاغنياء فيكون تركه الموجب للالفة أولى، أما هذا الذي ذكره فلو صح لكان ترك جميع الواجبات المالية أولى من فعلها، ولكان أمره تعالى بالفعل أمرا بما يحكم العقل بأولوية تركه، وليس ببعيد أن يلتزم الرازي بهذا، وبما هو أدهى منه لينكر فضيلة من فضائل علي عليه السلام. ومن المناسب - هنا - أن أنقل كلاما لنظام الدين النيسابوري، قال ما نصه: قال القاضي: " هذا - تصدق علي بين يدي النجوى - لا يدل على فضله على أكابر الصحابة، لان الوقت لعله لم يتسع للعمل بهذا الفرض، وقد قال فخر الدين الرازي: سلمنا أن الوقت قد وسع إلا أن الاقدام على هذا العمل مما يضيق قلب الفقير الذي لا يجد شيئا، وينفر الرجل الغني، ولم يكن في تركه مضرة، لان الذي يكون سببا للالفة أولى مما يكون سببا للوحشة، وأيضا الصدقة عند المناجاة واجبة، أما المناجاة فليست بواجبة ولا مندوبة، بل الاولى ترك المناجاة، لما بينا من أنها كانت سببا لسآمة النبي صلى الله عليه وآله.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المجادلة - الآية 13
[1] انظر أسباب النزول للواحدي رحمه الله تعالى ص: 351، والحديث صحيح أسنده الحاكم في المستدرك، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي رحمه الله تعالى. [2] مختصر تفسير ابن كثير - الصابوني ج3ص: 465. [3] أيسر التفاسير - الجزائري ج2 ص: 1598.
النسخ في الآية (12) من سورة المجادلة
المثال الأول: قوله تعالى: { وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} الآية 284 من سورة البقرة. ثم أنزل الله عزوجل الآية التي بعدها فيها تخفيف ويسر وعافية: { لايكلف الله نفساً إلا وسعها} أي: طاقتها، { لها ماكسبت} الآية286 من سورة البقرة. فنسختها هذه الآية. حدثنا قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله عزوجل تجاوز لأمتي عن كل شي تحدث أنفسها ما لم تكلم به أو تعمل به). المثال الثاني: قوله تعالى: { فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ماكنتم فولوا وجهكم شطره}، الآية 144 من سورة البقرة. هذه الآية عند أكثر المفسرين وأهل المعاني ناسخة للصلاة إلى بيت المقدس، وهي عندهم أول مانُسخ. وهذه الآية ناسخة لآية { ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله}، الآية 115 من سورة البقرة. فعن ابن زيد أنه قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، قال: ماندري أين نتوجه؟ فأنزل الله: { ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله}، فصلى النبي صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً، فتكلمت اليهود فقالوا: ما درى محمد وأصحابه، ولا اهتدوا لقبلتهم إلا بنا، فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم فنسخ الله القبلة، وأمره بالصلاة نحو الكعبة بقوله: { فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ماكنتم فولوا وجهكم شطره}.
كان بين النبي صلى الله عليه وسلم واليهود موادعةٌ، وكانوا إذا مر بهم الرجل من أصحاب النبي، جلسوا يتناجون بينهم، حتى يظن المؤمن أنهم يتناجون بقتله أو بما يكره، فإذا رأى المؤمن ذلك خشيهم، فترك طريقه عليهم، فنهاهم النبي عن النجوى، فلم ينتهوا وعادوا إلى النجوى، فأنزل الله: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ... ﴾ [4]. وقوله: ﴿ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ ﴾؛ أي: يتحدثون فيما بينهم بالإثم، وهو ما يختص بهم، ﴿ وَالْعُدْوَانِ ﴾: وهو ما يتعلق بغيرهم، ومنه معصية الرسول ومخالفته، يصرون عليها، ويتواصون بها، وقوله: ﴿ وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ ﴾، عن عائشة قالت: دخل على رسول الله يهود، فقالوا: السام [5] عليك يا أبا القاسم، فقالت عائشة: وعليكم السام، فقال رسول الله: ((يا عائشة، إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش))، قلت: ألا تسمعهم يقولون: السام عليك؟! فقال رسول الله: ((أَوَسمعتِ ما أقول: وعليكم؟))؛ فأنزل الله: ﴿ وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ... ﴾ [6] ، وفي رواية الصحيح أنها قالت لهم: عليكم السام والذَّامُ واللعنة، وأن رسول الله قال: ((إنه يُستجاب لنا فيهم، ولا يُستجاب لهم فينا))، وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا سلَّم عليكم اليهود، فإنما يقول أحدهم: السام عليك، فقل: وعليك)) [7] ، وفي رواية أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا سلم عليكم أحد من أهل الكتاب، فقولوا: وعليكم)) [8].