ما هو الصراط المستقيم، يتلو المسلم في كل صلاة يصليها قوله تعالى: "اهدنا الصراط المستقيم". (سورة الفاتحة)، كما وتكرر في كل ركعة، برجاء الاستجابة من الله سبحانه وتعالى، وطمعا في نيل ما يريده، والتوفيق من الله سبحانه وتعالى، فهي الحق من بين الباطل، والنور الذي يزيل ويمحو الظلام، هو الصراد المستقيم الذي يدعو لمسلم ربه ناجيا في كل مرة يقبل عليه، ويتوجه إليه طالبا إياه بكل لطف أن ينعم عليه، ويلطف به، ويبصره ويسلكه الصراط المستقيم، هو الغاية الوحيدة والأساسية لكل مسلم، والذي يعمل طوال حياته من أجل أن يناله من الله سبحانه وتعالى، ما هو الصراط المستقيم.
ما هو الصراط المستقيم يوم القيامة سورة
ما هو الصراط المستقيم هو الموضوع الّذي سيتحدّث عنه هذا المقال، فقد ذُكر في القرآن الكريم أنّ يوم القيامة هو يومٌ عظيمٌ له من الأهوال والكربات ما لا يتحمّله العقل ولا يقدر على تخيّله وذُكرت بعضٌ من أحداثه في العديد من الآيات القرآنيّة في ترتيبٍ معيّنٍ أوّلها البعث من القبور وآخرها دخول الجنّة أو دخول النّار ودخول الجنّة يكون بعبور الصراط المستقيم.
ما هو الصراط المستقيم يوم القيامة بالترتيب
انظر: "البحر المحيط" لأبي حيان(1/13). وبعض أهل العلم ، من المتأخرين: يذكر أن "الصراط المستقيم" أمران:
الصراط المعنوي، وهو دين الله تعالى الذي أمره عباده بسلوكه، والأخذ به. والثاني: الصراط الحسي، وهو الذي ينصب على جسر جهنم يوم القيامة، وهو صراط بلا ريب، كما جاءت به النصوص، وسمي مستقيما أيضا، اعتبارا لأمره بالسلوك على الصراط المستقيم في الدنيا. قال الشيخ عبد العزيز السلمان، رحمه الله:
" والمرور عليه متفاوت على حسب الأعمال، وعلى حسب استقامتهم على الصراط المعنوي في الدنيا الذي هو دين الإسلام؛ فمن استقام على الصراط المستقيم في الدنيا - وهو ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم - استقام على صراط الآخرة، ومن زل عن الصراط المعنوي، زل عن الصراط الحسي، وعلى قوة إيمانهم يكون قدر مرورهم" انتهى، من "الكواشف الجلية عن معاني الواسطية".
" وقد تكاثرت الأدلة في أنهم يعبرون على الصراط. والصراط في الأصل: هو الطريق الذي يسار عليه، قال تعالى: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6] ، وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ [الأنعام:153]. وهو صراط معنوي. وفي الآخرة صراط حسي يعبر الناس عليه، ويسيرون عليه، وهذا الصراط منصوب على متن جهنم يمر الناس عليه على قدر أعمالهم. "
ما هو الصراط المستقيم يوم القيامة للاطفال
قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْجَسْرُ قَالَ « مَدْحَضَةٌ مَزِلَّةٌ ، عَلَيْهِ خَطَاطِيفُ وَكَلاَلِيبُ وَحَسَكَةٌ مُفَلْطَحَةٌ ، لَهَا شَوْكَةٌ عُقَيْفَاءُ تَكُونُ بِنَجْدٍ يُقَالُ لَهَا السَّعْدَانُ ، الْمُؤْمِنُ عَلَيْهَا كَالطَّرْفِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ ، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ وَنَاجٍ مَخْدُوشٌ وَمَكْدُوسٌ فِى نَارِ جَهَنَّمَ ، حَتَّى يَمُرَّ آخِرُهُمْ يُسْحَبُ سَحْبًا.. )
إخوة ال'سلام
أما عن أحوال الناس عند المرور على الصراط فهم على أربعة أحوال: فإما أن يعبروه بسلام، أويعبروه بآلام وجروح ،او يحبسوا عليه مدة ويتألموا. أو يقعوا منه إلى النار. ففي صحيح البخاري( الْمُؤْمِنُ عَلَيْهَا كَالطَّرْفِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ ، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ وَنَاجٍ مَخْدُوشٌ وَمَكْدُوسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، حَتَّى يَمُرَّ آخِرُهُمْ يُسْحَبُ سَحْبًا) ، ومنهم من يحبس على الصراط فيعاني الشيء العظيم من الآلام ففي سنن أبي داود: ( وَمَنْ رَمَى مُسْلِمًا بِشَيْءٍ يُرِيدُ شَيْنَهُ بِهِ حَبَسَهُ اللَّهُ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ ».
ما هو الصراط المستقيم يوم القيامة مكرر
المُؤْمِنُ عَلَيْهَا كَالطَّرْفِ، وَكَالْبَرْقِ، وَكَالرِّيحِ، وَكَأَجَاوِيدِ الخَيْلِ وَالرِّكَابِ. فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ، وَنَاجٍ مَخْدُوشٌ، وَمَكْدُوسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، حَتَّى يَمُرَّ آخِرُهُمْ يُسْحَبُ سَحْبًا. فَمَا أَنْتُمْ بِأَشَدَّ لِي مُنَاشَدَةً فِي الحَقِّ، قَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنَ المُؤْمِنِ يَوْمَئِذٍ لِلْجَبَّارِ)
رواه البخاري في "صحيحه" (رقم7439)، ومسلم في "صحيحه" (رقم183)
زاد مسلم: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: (بَلَغَنِي أَنَّ الْجِسْرَ أَدَقُّ مِنَ الشَّعْرَةِ، وَأَحَدُّ مِنَ السَّيْفِ). وبيان معاني الكلمات نقلناه عن "فتح الباري" (13/429)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(فَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُ مِنَ الرُّسُلِ بِأُمَّتِهِ، وَلاَ يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ إِلَّا الرُّسُلُ، وَكَلاَمُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ. وَفِي جَهَنَّمَ كَلاَلِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، هَلْ رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدَانِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلَّا اللَّهُ، تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُوبَقُ بِعَمَلِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُخَرْدَلُ ثُمَّ يَنْجُو)
رواه البخاري في "صحيحه" (رقم806)، ومسلم في "صحيحه" (رقم182)
وعن أبي هريرة وحذيفة رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( وترسل الأمانة والرحم ، فَتَقُومَانِ جَنَبَتَيِ الصِّرَاطِ يَمِينًا وَشِمَالاً، فَيَمُرُّ أَوَّلُكُمْ كَالْبَرْقِ.
ننتقل إلى السؤال التالي: ما هي أحوال الناس عند المرور عليه ؟ ، ومن أول من يجوزه ومن آخر من يعبره ؟ ذلك مانستكمله في اللقاء القادم إن شاء الله
الدعاء