تم نشره الإثنين 18 تشرين الأوّل / أكتوبر 2021 01:44 مساءً
الفلكي عماد مجاهد
المدينة نيوز:- في كل عام وعندما يبدأ شهر ربيع الأول الذي ولد فيه سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأتي من يشكك في تاريخ ميلاده صلى الله عليه وسلم، وأن تاريخ 12 ربيع الأول ليس بالضبط يوم ولادة النبي محمد بن عبد الله. تاريخ ولادة الرسول – لاينز. هذا الخلاف دفعني لدراسة تاريخ ولادة النبي عليه الصلاة والسلام من الناحيتين التاريخية والفلكية. أولا: اتفق الفقهاء والمؤرخون القدماء والمحدثين أن الرسول صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين، وليس في يوم آخر، ففيه وُلد صلى الله عليه وسلم، وفيه بُعث، وفيه توفي. عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال: (سُئِلَ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ؟ قَالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ -أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ -) رواه مسلم (1162). وقد ذكر زكريا القزويني المتوفى سنة 678 هجرية في كتابه عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات أن ولادة النبي محمد عليه الصلاة والسلام كانت يوم الاثنين، وقال عن يوم الاثنين: يوم مبارك، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير المواظبة على صومه وصوم الخميس فسئل عن ذلك، فقال هما يومان ترفع فيهما الأعمال فأنا أحب أن يرفع عملي وأنا صائم، وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين وأتاه الوحي يوم الاثنين وخرج من مكة مهاجرا يوم الاثنين وقدم المدينة يوم الاثنين وقبض يوم الاثنين.
- تاريخ ولادة الرسول – لاينز
تاريخ ولادة الرسول – لاينز
يمر اليوم ذكرى ميلاد النبي محمد عليه السلام حسب التاريخ الميلادى، وذلك فى يوم 22 أبريل من عام 571 ، وكان موافقا فى ذلك الوقت لـ 12 من ربيع الأول من عام 53 ق. هـ. ويمثل ميلاد النبي محمد عليه السلام حدثا كبيرا فى تاريخ الإنسانية جمعاء، وليس فى تاريخ المسلمين فقط، فقد غير وجوده خريطة العالم كلها على مستوى الدين والثقافة والجغرافيا أيضا، وصنع تاريخا جديدا للعالم، لا يزال أثره موجودا حتى الآن. كان هذا العام حسب التقويم القمري هو عام الفيل، حيث حاول إبرهة الحبشى أن يهدم الكعبة المشرفة، فى الواقعة المشهورة التى أشار إليها القرآن الكريم فى سورة الفيل. ولد النبي الكريم يتيما فقد فقد والده من قبل، ورباه جده عبد المطلب، ومن بعده عمه أبو طالب، وكان الرسول الكريم يمتاز بالأخلاق العالية منذ صغره، واستمر ذلك فى شبابه المبكر، وحتى بعدما اختاره الله سبحانه وتعالى للرسالة وهو فى الأربعين من عمره، فقد وصفه الله فى كتابه العزيز "وإنك لعلى خلق عظيم". والمسلمون يحتفلون فى كل عام بميلاد سيد الخلق عليه الصلاة والسلام حسب التقويم الهجري، وعادة لا يحتفلون بالتاريخ الميلادى ويرجع ذلك لكون التقويم الذي اختاره العرب منذ قديم هو التقويم القمرى، كانوا يعرفون به أيامهم وأحداثهم.
ولتحديد موعد عام الفيل (حسب التقويم الهجري) الذي ولد فيه رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يمكننا العودة إلى يوم وفاة رسولنا الكريم شبه المؤكد، والذي وافق يوم 8 حزيران لعام 632 هجرية الموافق 12 ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة، وبناء على معرفة سنة ولادته وسنة وفاته صلى الله عليه وسلم، فهذا يعني أنه صلى الله عليه وسلم عاش 62 عاما، وعليه وافق عام الفيل سنة 572م وهو الأصح. وما يثبت أن الرسول الكريم توفي يوم الإثنين، ما ورد على لسان سيدنا أنس بن مالك كما رواه البخاري: (وقد حكى أنس عن ذلك اليوم فقال: بينما هم في صلاة الفجر يوم الاثنين وأبو بكر يصلي بهم لم يفاجئهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم وهم في صفوف الصلاة، ثم تبسم يضحك، فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصلاة، فقال أنس وهمَّ المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم، فرحاً برسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار إليهم بيده رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتموا صلاتكم ثم دخل الحجرة وأرخى الستر. وقد كان يوم وفاته عليه الصلاة والسلام صادف يوم الاثنين 8 حزيران من عام 632 م الموافق 12 ربيع الأول من عام 11 للهجرة، وذلك بناء على ما كتبه الصحابة الذي عاشوا مع الرسول الكريم حيث كانوا يؤرخون المواعيد الهامة في حياته صلى الله عليه وسلم من سفر وموعد نزول آيات القرآن الكريم والأحداث الأخرى، والتي استمرت حتى اعتماد بداية التقويم الهجري والذي وافق يوم 20 أيلول من عام 622 هجرية وهو يوم وصول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام المدينة المنورة.