وأما إلياس عليه السلام فالقول فيه كالقول في الخضر عليه السلام أنه قد مات لعموم الأدلة المتقدمة. قال ابن كثير في البداية والنهاية: وقد قدمنا قول من ذكر أن إلياس والخضر يجتمعان في كل عام من شهر رمضان ببيت المقدس وأنهما يحجان كل سنة ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى مثلها من العام المقبل، وأوردنا الحديث الذي فيه أنهما يجتمعان بعرفات كل سنة، وبينا أنه لم يصح شيء من ذلك، وأن الذي يقوم عليه الدليل أن الخضر مات، وكذلك إلياس عليهما السلام. انتهى
والله أعلم.
هل الخضر لا يزال حيا ويعيش بيننا ونراه ولا نعرفه هذه فتوى ابن تيمية المثيرة حوله | أهل مصر
وقد أجاد في ذلك وأحسن الانتقاد. انتهى
وقال ابن كثير في تفسيره 3/135: وذكروا في ذلك -أي القائلون بحياته- حكايات وآثاراً عن السلف وغيرهم، وجاء ذكره في بعض الأحاديث ولا يصح شيء من ذلك.. وأشهرها حديث التعزية وإسناده ضعيف. ورجح آخرون من المحدثين وغيرهم خلاف ذلك واحتجوا بقوله تعالى: وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ [الأنبياء:34]. هل حقا أن سيدنا الخضر مازال حيا يرزق؟ - الأهرام اليومي. وبقول النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر: اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض. وبأنه لم ينقل أنه جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا حضر عنده ولا قاتل معه، ولو كان حيا لكان من أتباع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، لأنه عليه السلام كان مبعوثاً إلى جميع الثقلين: الجن والإنس، وقد قال: لو كان موسى وعيسى حيين لما وسعهما إلا اتباعي. وأخبر قبل موته بقليل أنه لا يبقى من هو على وجه الأرض إلى مائة سنة من ليلته تلك عين تطرف.. إلى غير ذلك من الدلائل. انتهى. وقد عقد محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في كتابه أضواء البيان 2/420 فصلاً أطال فيه النفس وأثبت بالمنقول والمعقول موت الخضر عليه السلام وهو مبحث نفيس نوصي السائل الكريم بمراجعته.
هل الخضر حي أو ميت؟
ولأن الدجال وكذلك الجساسة الصحيح أنه كان حيا
موجودا
ص -340- على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو باق إلى اليوم لم يخرج، وكان في
جزيرة من جزائر البحر. هل الخضر لا يزال حيا ويعيش بيننا ونراه ولا نعرفه هذه فتوى ابن تيمية المثيرة حوله | أهل مصر. فما كان من الجواب عنه كان هو الجواب عن الخضر، وهو أن
يكون لفظ الأرض لم يدخل في هذا الخبر، أو يكون أراد صلى الله عليه وسلم الآدميين
المعروفين، وأما من خرج عن العادة فلم يدخل في العموم، كما لم تدخل الجن، وإن كان
لفظًا ينتظم الجن والإنس. وتخصيص مثل هذا من مثل هذا العموم كثير معتاد. واللّه
أعلم.
ص -341- وسُئلَ عن النبي صلى الله عليه وسلم: هل يعلم وقت الساعة ؟ فأَجَاب:
أما الحديث المسؤول عنه، كونه صلى الله عليه وسلم
يعلم وقت الساعة، فلا أصل له، ليس عن النبي صلى الله عليه وسلم في تحديد وقت الساعة
نص أصلًا، بل قد قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا
عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}
[الأعراف: 187] أي: خفى على أهل السموات والأرض، وقال تعالى
لموسى: {إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ
أُخْفِيهَا}
[طه:15].
هل حقا أن سيدنا الخضر مازال حيا يرزق؟ - الأهرام اليومي
وكذلك ما ورد عن الرسول صلي الله عليه وسلم عندما قال: رأيتم ليلتكم هذه. فإنه إلى مائة سنة قادمة لا يبقي ممن هم علي وجه الأرض اليوم أحد! أما قول بعض الصوفية في أن سيدنا الخضر مازال حيا يرزق ولن يموت إلا عندما تقوم الساعة.
فالثابت فى القراَن أنه عبد من عباد الله آتاه الله رحمة وعلما من عنده ، لكن هذا العبد يحتمل أن يكون نبيا ويحتمل أن يكون وليا أى رجلا صالحا، والثابت بالحديث أن لقبه الخضر، ولم يرد نص صرح فى كونه مات أو ما زال حيا حتى يقتله الدجال ، أو أن له لقاء آت مع بعض الأنبياء أو الأولياء ، أو أنه يلقى السلام على بعض الناس فيردون عليه التحية. كل ذلك ليس له دليل يعتد به. هل الخضر حياة. وفى الوقت نفسه لا يترتب على الجهل به عقاب ، ولا يؤثر على إيمان المؤمن ، فهو ليس من العقائد التى كلفنا بها الدين ، وأولى ألا نشغل بالبحث عنها كثيرا ، وفى كتب التفسير والتاريخ متسع لمن أراد المزيد. مصدر الفتوى:
موقع الأزهر
أرسل الفتوى لصديق
أدخل بريدك الإلكتروني:
أدخل بريد صديقك: