قال ابن جرير -رحمه الله تعالى- قوله: (ولا تجسسوا) يقول: ولا يتتبع بعضكم عورة بعض، ولا يبحث عن سرائره، يبتغي بذلك الظهور على عيوبه، ولكن اقنعوا بما ظهر لكم من أمره وبه فاحمدوا أو ذموا، لا على ما لا تعلمونه من سرائره.. ثم ذكر أثر ابن عباس: نهى الله المؤمن من أن يتتبع عورات المؤمن. وقال قتادة: هل تدرون ما التجسس، أو التجسس؟ هو أن تتبع، أو تبتغي عيب أخيك لتطلع على سره) أ. ه6
ومن الأدلة: قول الله -عز وجل-: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}7. دلت الآية على حرمة أذية المؤمنين والمؤمنات ومن الأذية تتبع عوراتهم والتجسس عليهم.. قال قتادة بن دعامة: إياكم وأذى المؤمن، فإن الله يحوطه، ويغضب له. وَلا تَجَسَّسُوا – e3arabi – إي عربي. 8
وقال -تعالى-: {لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} (47) سورة التوبة. قال مجاهد في قوله -تعالى-: (وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ): وفيكم مخبرون لهم يؤدون إليهم ما يسمعون منكم وهو الجواسيس.
- إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة الحجرات - تفسير قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم "- الجزء رقم7
- وَلا تَجَسَّسُوا – e3arabi – إي عربي
- التفريغ النصي - تفسير سورة الحجرات_ (3) - للشيخ أبوبكر الجزائري
إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة الحجرات - تفسير قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم "- الجزء رقم7
قال: إنه بيت فُلان بن فُلان، وهُم الآن يَشرَبون أي سُكَارى من شُرب الخَمر؛ فما تَرَى؟ قال: أرَى أنّا قَد أتَينَا ما نَهانا الله عنه، فَقد نَهانا الله عن التَّجَسُّس فقال (ولا تَجَسُّسوا) ونحن فقد تَجَسَّسنا، فانصرف عنهم وتركهم.
وَلا تَجَسَّسُوا – E3Arabi – إي عربي
ولما سمعت الخطبة تذكرت هذه الرؤيا وبعدها والله يا ولدي ما تكلمت في عرض مخلوق إلى اليوم، لكن خشيت أنك تقصدني في الخطبة، فقلت له: لا والله، ولكن أحمد الله واشكره أن الخطبة لامست شغاف قلبك أنت وغيرك ممن حضروا، أسأل الله -جلا وعلا- أن يحفظ ألسنتنا وأبصارنا وأسماعنا وبطوننا وفروجنا من الحرام كما أسأله سبحانه أن يتم علينا الأمن والأمان، هذا واستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
التفريغ النصي - تفسير سورة الحجرات_ (3) - للشيخ أبوبكر الجزائري
إن الغيبة خلق ذميم، لا يتصف به الرجال، وإنما يتصف به أشباه الرجال الجبناء من ذوي الوجهين الذين يغتابون إخوانهم وأصدقاءهم أمام الناس، فإذا لقوهم هشّوا لهم وبشّوا، وتظاهروا بالصداقة والود. إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة الحجرات - تفسير قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم "- الجزء رقم7. ومن هنا كان المسلم الحق أبعد الناس عن الغيبة والتلون بلونين، لأن الإسلام علمه الرجولة، ولقّنه الاستقامة، وحبّب إليه التقوى في القول والعمل، وكرّه إليه النفاق والتلون والتذبذب؛ بل نفره من هذه الخصال تنفيراً، حين جعل ذا الوجهين من شرار الناس عند الله، وذلك في قول الرسول، صلى الله عليه وسلم: تجد من شرار الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه، رواه البخاري ومسلم. إن المسلم الحق له وجه واحد لا وجهان، وجه أغر أبلج مشرق واضح لا يلقى به قوماً دون قوم؛ بل يلقى به الناس جميعاً، لأنه يعلم أن اتخاذ الوجهين هو النفاق بعينه، والإسلام والنفاق لا يجتمعان، وأن ذا الوجهين منافق، والمنافقون في الدرك الأسفل من النار. المسلم الحق يقف من الغيبة موقفاً جاداً، فلا يتورط بالوقوع في شكل من أشكالها، ولا يسمح لأحد أن يغتاب في مجلسه؛ بل يذب عن إخوانه ألسنة البغي والعدوان، ويدفع عنهم قالة السوء، عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: من ذبّ عن لحم أخيه بالغيبة كان حقاً على الله أن يعتقه من النار، رواه أحمد.
[ قال عبد الله بن مسعود: البلاء موكل بالقول، لو سخرت من كلب لخشيت أن أحول كلباً]. يعني: ما يجوز أن تسب شيئاً حتى الحيوان أبداً، ف ابن مسعود يخشى أن يحول إلى كلب إن سخر منه، ونحن نقول: اسكت يا كلب لرجل! [ سادساً: وجوب اجتناب كل ظن لا قرينة ولا حال قوية تدعو إلى ذلك]، إلا إذا كانت هناك أمور معلومة واضحة فلا بأس، أما مجرد الظن والتخمين فما يجوز أبداً، إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [الحجرات:12] فنتجنب الظن بكامله إلا الظن الذي تدل عليه الأدلة. [ سابعاً: حرمة التجسس، أي: تتبع عورات المسلمين وكشفها وإطلاع الناس عليها]. حرمة التجسس والاطلاع على عورات المسلمين، فلا ينبغي أن تتحسس ولا تتجسس على أحوال المسلمين. [ ثامناً: حرمة الغيبة والنميمة، والنميمة: هي نقل الحديث على وجه الإفساد؛ ولذا يجوز ذكر الشخص وهو غائب في مواطن، هي: التظلم، بأن يذكر المسلم من ظلمه لإزالة ظلمه. الاستعانة على تغيير المنكر بذكر صاحب المنكر. الاستفتاء، نحو قول المستفتي: ظلمني فلان بكذا، فهل يجوز له ذلك. تحذير المسلمين من الشر بذكر فاعله قصد أن يحذروه. والمجاهر بالفسق لا غيبة له. التفريغ النصي - تفسير سورة الحجرات_ (3) - للشيخ أبوبكر الجزائري. التعريف بلقب لا يعرف الرجل إلا به]. [ تاسعاً: حرمة التفاخر بالأنساب ووجوب التعارف للتعاون]، نتعارف، ففلان من بني فلان، ولا بأس، أما أن نفخر ونقول: نحن كذا ونحن كذا فلا يجوز، التفاخر حرام، لكن التعارف محمود وممدوح، هذا من بني فلان وهذا من بني فلان.