كانت حياة قيس بن سعد بن عبادة (رضوان الله عليه) مليئة بالمواقف المشرقة بدءاً مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومروراً مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وختاماً مع الإمام الحسن (عليه السلام).
- البداية والنهاية/الجزء الثامن/قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي - ويكي مصدر
- الصحابي سعد بن عبادة - موضوع
- غديرية قيس بن سعد بن عبادة | مؤسسة علوم نهج البلاغة
البداية والنهاية/الجزء الثامن/قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي - ويكي مصدر
فلما استيقظ قيس من نومه أخبرته الجارية بما صنعت فأعتقها شكرا على صنيعها ذلك. وقال: هلا أيقظتني حتى أعطيه ما يكفيه أبدا، فلعل الذي أعطيتيه لا يقع منه موقع حاجته. وذهب صاحب عرابة الأوسي إليه فوجده وقد خرج من منزله يريد الصلاة وهو يتوكأ على عبدين له - وكان قد كف بصره - فقال له: يا عرابة. فقال: قل. فقال: ابن سبيل ومنقطع به. قال: فخلى عن العبدين ثم صفق بيديه، باليمنى على اليسرى، ثم قال: أوّه أوّه، والله ما أصبحت ولا أمسيت وقد تركت الحقوق من مال عرابة شيئا، ولكن خذ هذين العبدين. قال: ما كنت لأفعل. فقال: إن لم تأخذهما فهما حران، فإن شئت فأعتق، وإن شئت فخذ. وأقبل يلتمس الحائط بيده. غديرية قيس بن سعد بن عبادة | مؤسسة علوم نهج البلاغة. قال: فأخذهما وجاء بهما إلى صاحبيه. قال: فحكم الناس على أن ابن جعفر قد جاد بمال عظيم، وأن ذلك ليس بمستنكر له، إلا أن السيف أجلها. وأن قيسا أحد الأجواد حكم مملوكته في ماله بغير علمه واستحسن فعلها وعتقها شكرا لها على ما فعلت. واجمعوا على أن أسخى الثلاثة عرابة الأوسي، لأنه جاد بجميع ما يملكه، وذلك جهد من مقل. وقال سفيان الثوري: عن عمرو، عن أبي صالح قال: قسم سعد بن عبادة ماله بين أولاده وخرج إلى الشام فمات بها، فولد له ولد بعد وفاته، فجاء أبو بكر وعمر إلى قيس بن سعد فقالا: إن أباك قسم ماله ولم يعلم بحال هذا الولد إذا كان حملا، فاقسموا له معكم.
الصحابي سعد بن عبادة - موضوع
الشرطة من الأمير. كما قال أنس -رضي الله عنه-، وكان يعامله الأنصار على حداثة سنه كزعيم ويقولون: { لو استطعنا أن نشتري لقيس لحية بأموالنا لفعلنا}. فلم ينقصه شيء من الزعامة سوى اللحية، فقد كان أجرد. دهاء قيس لقد كان قيس بن سعد ذكيا، يعامل الناس بفطنة، لذا كان أهل المدينة يحسبون لدهائه ألف حساب، ولكن بعد اسلامه أخذ يعامل الناس باخلاصه لا دهائه ولم يعد ينسج المناورات القاتلة، وعندما يتذكر ماضيه يضحك قائلا: { لولا الاسلام، لمكرت مكرا لا تطيقه العرب}. البداية والنهاية/الجزء الثامن/قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي - ويكي مصدر. جوده وكرمه وكان الشيء الوحيد الذي يفوق ذكاءه هو كرمه وجوده، فهو من بيت جود وكرم، وكان لأسرته مناد يقف فوق مرتفع لهم ينادي الضيفان الى طعامهم نهارا، أو يوقد النار لتهدي الغريب ليلا، وكان الناس يقولون: { من أحب الشحم، واللحم، فليأت أطم دليم بن حارثة}. ودليم هو الجد الثاني لقيس، ويقول أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما-: { لو تركنا هذا الفتى لسخائه، لأهلك مال أبيه}. فلما سمعهما والده سعد صاح قائلا: { من يعذرني من أبي قحافة وابن الخطاب، يبخلان علي ابني}. كما كان قيس اذا جاءه من يرد له دينه يقول: { انا لا نعود في شيء أعطيناه}. شجاعته تألقت شجاعة قيس -رضي الله عنه- في جميع المشاهد التي صاحب فيها الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو حي، شجاعة نابعة من الصدق مع النفس والاخلاص للحق، تألقت حتى بعد رحيل الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وحين حدث الخلاف بين علي و معاوية بحث قيس -رضي الله عنه- عن الحق مع نفسه حتى وجده مصاحبا لعلي -رضي الله عنه-، فنهض الى جانبه قويا شامخا، فقد تألق في معارك صفين، والجمل، والنهروان، وكان يحمل لواء الأنصار ويصيح قائلا هذا اللواء الذي كنا نحف به.
غديرية قيس بن سعد بن عبادة | مؤسسة علوم نهج البلاغة
وأقرض أحد إخوانه المعسرين يوما قرضا كبيرا.. وفي الموعد المضروب للوفاء ذهب الرجل يردّ إلى قيس قرضه فأبى أن يقبله وقال: " إنا لا نعود في شيء أعطيناه"..!!
وأقرض أحد اخوانه المعسرين يوما قرضا كبيرا.. وفي الموعد المضروب للوفاء ذهب الرجل يردّ الى قيس قرضه فأبى أن يقبله وقال: " انا لا نعود في شيء أعطيناه"..!!