Verses stories from Qur'an ⎜ قصص الآيات في القرآن ⎜الحلقة 24⎜عثمان بن طلحة - ج 1 - YouTube
- عثمان بن طلحة العبدري
عثمان بن طلحة العبدري
قال عثمان: فلما ولَّيتُ ناداني، فرجعت إليه فقال: "ألم يكن الذي قلتُ لك؟" قال: فذكرت قوله صَلَّى الله عليه وسلم، لي بمكة قبل الهجرة: "لعلك سترى هذا المفتاح يومًا أضعه حيث شئت" فقلت: بلى أشهد أَنَّكَ رسولُ الله (*). قال: أخبرنا أنسَ بن عياض أبو ضَمرة اللّيثي، قال: حدّثنا محمد بن أبي يحيى، عن عمر بن أبي مُعَتِّب عن سعيد بن المسيِّب، قال: لما دخل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، مكة ففتحها، أخذَ المفتاح بيده ثم قام للناس، فقال: "هل من متكلِّم؟ هل من أحدٍ يتكلَّم؟" قال: فتَطَاول العباسُ ورجالٌ من بني هاشم رجاءَ أَنْ يدفعها إليهم مع السِّقاية قال فقال لعثمان بن طلحة: "تعالَ". قال فجاء فوضعها في يده (*). قال: أخبرنا عفّان بن مسلم، قال: حدّثنا حمّادُ بن سلمةَ، قال: أخبرنا محمد بن عَمرو، عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن: أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، لما دخل مكة يوم الفتح، بعث إلى أم عثمانَ بن طلحةَ أن ابعثي إلىّ بالمفتاح، قالت: لا. واللاَّتِ والعُزَّى لا أبعث إليه بالمفتاح. فأراد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أن يبعث إليها فيأخذُه منها قَسْرا. فقال عثمان بن طَلحة: يا رسول الله، إنها حديثةُ عهدٍ بالكفر فابعثني إليها، فأرسَلَه إليها، فقال: يَا أُمَّهْ، إنه قد حدث أمرٌ غيرَ الذي كان، فاعلمي أنك إن لم تدفعي إليه المفتاحَ قُتِلْتُ أنا وأخي، فأعطتهُ فجاء به مسرعًا، فلما دنا من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عَثرَ ووقع المفتاحُ، فقام رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فحَنَى عليه بثوبه ووصف حماد: بثوبه: غطاهُ، ففتح الباب فدخل فقام عند أركان البيت وأرجائه يدعو، ثم صلَّى ركعتين بين الأسطوانتين، فلما فرغ خرج فقام على البابِ وتطاول علىّ بن أبي طالب رجاء أن تجمع له السقاية والحِجَابة.
وبعد ذلك، أنزل الله آية ً كريمة في القرآن الكريم تـ. ـأمر بأن يعود المفتاح إلى عثمان، بقوله تعالى "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل"، وقال البعض أن عثمان كان أميناً على أم سلمة، وكذلك أسرته كانت أمينة على بيت الله. مفتاح الكعبة الذي لدى بنو شيبة أحفاد عثمان بن طلحة (العربية) فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان، وقال له أتذكر ذاك اليوم "ذكره باليوم الذي التقيا به عند باب الكعبة، وقال له الرسول أنه ربما يأخذ المفاتيح ويضعها حيث يشاء"، فقال عثمان بلى أذكر وأشهد أنك رسول الله. فأعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم المفاتيح إلى عثمان بن طلحة، وقال له "خذوها خالدةً تالدة لا ينـ. ـزعها منكم إلا ظـ. ـالم"، وأضاف له "إن الله استأمنكم على بيته" في إشارة لبقاء السدانة في عائلتهم. ومازالت سدانة الكعبة في أحفاد عثمان بن طلحة، وهي مازالت حتى يومنا هذا لدى "آل شيبة" الذين يقيمون في مكة المكرمة ويحفظون مفاتيح الكعبة ويقومون على سدانتها. يشار إلى أنه لا يوجد رابط بين موقف عثمان بن طلحة مع أم سلمة رضي الله عنهم، وبين نزول الآية الكريمة بشأن مفتاح الكعبة بشكلٍ ثابت وموثوق، وإن كان البعض قد ربطها، فالآية نزلت لأن بنو عبد الدار كانوا أمناء على الكعبة فأبقى الله سبحانه وتعالى شرف رفادة بيته الكريم فيهم.