كما يخبر الرسول ﷺ ــ وهو الصادق الذي لا ينطق عن الهوى ــ عن أمور غيبية وأحداث مستقبلية ستأتي على الناس في أزمان قادمة تختلف فيها مشاربهم ومناهجهم وتصوراتهم اختلافاً كبيراً عن المنهج الذي جاء به محمد ﷺ ، فتفسد بذلك حياتهم في شتى جوانبها مما يكون سبباً في هلاكهم ، لكن رسول الله ﷺ يبين لهم أن العاصم من الوقوع في هذا الفساد والمنجي لهم من الهلاك هو الاعتصام بمنهج الإسلام الذي جاء به رسول الله وسار على منواله الخلفاء الراشدون رضوان الله عليهم. إقرأ أيضاً: منهج الإسلام في محاربة الفساد. تخريج حديث تركتكم على المحجة البيضاء
مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ: حديثاً مؤثراً في النفوس دمعت لسماعه عيوننا وخشعت له قلوبنا. تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها: أرشدتكم إلى دين الإسلام القائم على الحجة والبرهان الذي لا يداخله شك. و لفظُ " المحجة البيضاء " الوارِد في الحديث هي جادة الطريق, والمحجة مأخوذة من الحج أي القصد والميم زائدة. بنات مكة: شرح حديث : تركتكم على المحجة البيضاء. أيضاً المحجة: تعني منهج أو طريق مستقيم ، وهي طريقة الرسول ﷺ وأصحابهِ الأخيار وسلف الأُمة، والتي يجب على الخلف أن يسلكوها وأن يسيروا معها اقتدًا بالقدوة العُظمى رسول الله ﷺ وبأصحابهِ وبأئمة المُسلمين، قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ [سورة الأنعام, آية: ١٥٣].
- بنات مكة: شرح حديث : تركتكم على المحجة البيضاء
بنات مكة: شرح حديث : تركتكم على المحجة البيضاء
موعظة بعنوان "تركتكم على المحجّة البيضاء"للشّيخ أشرف مطيع آل موسى - YouTube
وليعلم الناس أنهم الى الله مرجعهم فينبئهم بأعمالهم ، ومهما عمل العاملون واجتهد المجتهدون في تأويل ما خفي عنهم من آيات وهم يعلمون أن الهداية من الله تعالى ويجتهدون بما أوتوا من علم وهدى وتقى تبيينا للناس ، فسيبقى علمهم له درجة من الدرجات فيذعنوا للحق ويعلموا أن فوق كل ذي علم عليم ، وأن هناك نسبية وغاية محكمة مودعة بحكمة ، والمراد منها والله أعلم تمحيص قلوب الله لعباده ودرجة ، واختبارا لهم ولتقاهم وتصديقهم. وأن العلم لله ، وتأويله علمه ومرده الى الله ، فيكون بذلك هذا الاختلاف المتباين في المشرب والتقوى سنة ماضية حكيمة وهداية الى الحق المبين فكانت بذلك التفاسير المختلفة التي لها أثر طيب في الايمان وهداية الأمة ، ولكل مشربهم فعلى درجة العلم والايمان والتصديق والتقوى يكون فهم الخطاب ، والله سبحانه هو الخبير العليم. وقد انتبه لذلك العلامة ابن القيم عندما يقول: "وقوع الاختلاف بين الناس أمر ضروري لا بد منه لتفاوت أغراضهم وأفهامهم وقوى إدراكهم ولكن المذموم بغي بعضهم على بعض وعدوانه" ( إعلام الموقعين). ونحن بحمد الله أمة واحدة ندعو الى التقريب والتوفيق بين المسلمين ومن منا لا يعرف فضل علماء آل البيت وفضائل آل البيت والكساء والدوحة الزكية.