منع البيع والشّراء لمن هم في الشّعب، ووقف التّجارة معهم. وقف التّزاور فيما بينهم، ولا دخول بيت أحد منهم. منع مخالطتهم ومجاسلة أحد منهم بأيّ شكل كان. معاناة المسلمين في شعب بني هاشم
ازداد الوضع سوءاً على المسلمين وبني هاشم، فقرّروا الانحياز إلى شِعب أبي طالب والمكوث فيه، و استمرّ حصارهم في هذا المكان ثلاث سنوات حتى عام الحزن ، وقد انقطعت عنهم كلّ سبل الحياة، حتّى أكلوا أوراق الشّجر والجلود من الجوع، ووصل بهم الحال من شدّة الجوع والتّعب أن تُسمع أصوات أطفالهم ونسائهم من خارج الشِّعب. [٢]
وكانوا يبتاعون سرّاً ممّن قدم من خارج مكّة، أو يبيعهم أحد التجار بأسعار مضاعفة، [٢] وقد روى بعض الصّحابة الذّين شهدوا الحصار أنّهم لم يجدوا حتّى ما يلبسون، فكانوا يشقّون البردة بينهم ليستروا أجسادهم بها، وأنّ أفواههم تقرحت من أكل ورق الشّجر اليابس، لكنّهم صبروا وتماسكوا على هذه المعاناة حتى انتهى الحصار. حصار النبي صلى الله عليه وسلم في الشعب - إسلام ويب - مركز الفتوى. [٤]
مواقف أنهت حصار قريش
لم يعجب أهل النخوة والمروءة من قريش هذا الوضع الذّي وصل إليه بنو هاشم وبنو عبد المطلب، وقررّوا الخروج عن صمتهم والسّعي لوقف هذا الحصار الظّالم، فكانت مواقف رجال منهم سجّلها التاريخ لهم، نعرض منها الآتي:
موقف هشام بن ربيعة
كان هشام بن عمرو بن ربيعة سيّداً في قومه، وتُسمع كلمته، وكان بينه وبين بني هاشم قرابة، فبادر لإنهاء هذه المقاطعة، فجعل يمشي بين رجال من قريش لهم شأن، ويقنعهم بضرورة وقف الحصار وإنهاء الظّلم عن بني جلدتهم، فجمع حوله خمسة من الرّجال قد اتّفقوا جميعاً على نقض الصّحيفة.
حصار النبي صلى الله عليه وسلم في الشعب - إسلام ويب - مركز الفتوى
وذكر أبو عبد الله محمد بن سعد هشام بن عمرو العامري المذكور، وقال: كان أوصل قريش لبني هاشم حين حصروا في الشعب أدخل عليهم في ليلة ثلاثة أحمال طعامًا، فعلمت بذلك قريش، فمشوا إليه حين أصبح، فكلموه في ذلك، فقال: إني غير عائد لشيء خالفكم، فانصرفوا عنه، ثم عاد الثانية فأدخل عليهم ليلاً حملاً أو حملين، فغالظته قريش وهمت به، فقال أبو سفيان بن حرب: دعوه، رجل وصل أهل رَحِمهَ،ُ أما إني أحلف بالله لو فعلنا مثل ما فعل كان أحسن بنا. جزاء من كتب الصحيفة الظالمة
وعن ابن سعد: وكان الذي كتب الصحيفة بغيض بن عامر فشلت يده.
شعب ابي طالب - شعب بني هاشم – شعب علي
وذلك سنة عشر من بعثته صلى الله عليه وسلم كما ذكر ذلك غير واحد من أهل السير، ويذكر أهل السير أنه بعد هذه الحادثة تعاقد نفر من عقلاء قريش على نقض هذه الصحيفة وسعوا في ذلك حتى حصل، وهؤلاء النفر هم: هشام بن عمرو من بني عامر بن لؤي، وزهير بن أبي أمية المخزومي، وأبو البختري بن هشام، وزمعة بن الأسود، والمطعم بن عدي. والله أعلم.
المصدر: