[تيسير الكريم الرحمن: 909]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ): ( 22- {ثُمَّ أَدْبَرَ} ؛ أَيْ: تَوَلَّى وَأَعْرَضَ عَن الإِيمَانِ، {يَسْعَى}؛ أَيْ: يَعْمَلُ بِالْفَسَادِ فِي الأَرْضِ، وَيَجْتَهِدُ فِي مُعَارَضَةِ مَا جَاءَ بِهِ مُوسَى). [زبدة التفسير: 583]
تفسير قوله تعالى: (فَحَشَرَ فَنَادَى (23))
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): ( {فحشر فنادى}. أي: في قومه). [تفسير القرآن العظيم: 8/315]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ): ( {فَحَشَرَ} جنودَه أي: جمَعهمْ {فَنَادَى (23)}). سوره النازعات مكرر 5 مرات. [تيسير الكريم الرحمن: 909]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ): ( 23- {فَحَشَرَ} ؛ أَيْ: فَجَمَعَ جُنُودَهُ للقتالِ والمُحاربةِ، أَوْ جَمَعَ السَّحَرَةَ للمُعارضةِ، أَوْ جَمَعَ النَّاسَ للحُضورِ لِيُشَاهِدُوا مَا يَقَعُ). [زبدة التفسير: 583]
تفسير قوله تعالى: (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24))
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): ( {فقال أنا ربّكم الأعلى}. قال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ: وهذه الكلمة قالها فرعون بعد قوله: {ما علمت لكم من إلهٍ غيري}.
سورة النازعات مكررة للاطفال
فتلك الحقيقة تمهد لها في الحس وتهيئه لاستقبالها في يقظة وفي حساسية. يمهد لها بمطلع غامض لكنه يثير بغموضه شيئاً من الحدس والرهبة والتوجس. يسوقه في إيقاع موسيقي راجف لاهت، كأنما تنقطع به الأنفاس من الذعر والارتجاف والمفاجأة والانهيار:
﴿ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ١ وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ٢ وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا ٣ فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا ٤ فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ٥ ﴾ [ النازعات:1–5]
وعقب هذا المطلع الغامض الراجف يجيء المشهد الأول من مشاهد ذلك اليوم. سورة النازعات مكررة للاطفال. ظله من ظل ذلك المطلع وطابعه من طابعه، كأنما المطلع له إطار وغلاف يدل عليه:
﴿ يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ ٦ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ٧ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ ٨ أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ ٩ يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ ١٠ ﴾ [ النازعات:6–10] ﴿ أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً ١١ قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ ١٢ فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ ١٣ فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ١٤ ﴾ [ النازعات:11–14]
ومن هنالك.. من هذا الجو الواجف المبهور المذعور،. بأخد في عرض مصرع من مصارع المكذبين العتاة في حلقة موسى مع فرعون.
سوره النازعات مكرر 5 مرات
أي: قل له: هل لك أن تجيب إلى طريقةٍ ومسلكٍ تزّكّى به؟ أي: تسلم وتطيع). [تفسير القرآن العظيم: 8/315]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ): ( {فَقُلْ} لهُ: {هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى} أي: هل لكَ في خصلةٍ حميدةٍ ومحمدةٍ جميلةٍ، يتنافسُ فيهَا أولو الألبابِ، وهيَ أنْ تُزَكِّيَ نفسكَ وتطهِّرَها منْ دنسِ الكفر والطغيانِ، إلى الإيمانِ والعمل الصالحِ؟). [تيسير الكريم الرحمن: 909]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ): ( 18- {فَقُلْ} لَهُ: {هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى} ؛ أَيْ: قُلْ لَهُ بَعْدَ وُصُولِكَ إِلَيْهِ: هَلْ لَكَ رَغْبَةٌ إِلَى التَّزَكِّي؟ وَهُوَ التَّطَهُّرُ مِنَ الشِّرْكِ. أَمَرَ مُوسَى بِمُلايَنَتِهِ). [زبدة التفسير: 583]
تفسير قوله تعالى: (وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19))
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): ( {وأهديك إلى ربّك}. أي: أدلّك إلى عبادة ربّك؛ {فتخشى}. أي: فيصير قلبك خاضعاً له مطيعاً خاشعاً بعدما كان قاسياً خبيثاً بعيداً من الخير). سوره النازعات ماهر المعيقلي مكرر. [تفسير القرآن العظيم: 8/315]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ): ( {وأهديَكَ إلى ربِّكَ} أي: أدلَّكَ عليهِ، وأبَيِّنَ لَكَ مواقعَ رضاهُ، منْ مواقعِ سخطِه.
سوره النازعات ماهر المعيقلي مكرر
فقوله: {هل أتاك حديث موسى}. أي: هل سمعت بخبره؟). [تفسير القرآن العظيم: 8/315]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ): (يقولُ [اللهُ] تعالى لنبيهِ محمد صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: {هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} وهذَا الاستفهامُ عنْ أمرٍ عظيمٍ متحققٍ وقوعهُ، أي: هلْ أتاكَ حديثهُ). [تيسير الكريم الرحمن: 909]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ): ( 15- {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} ؛ أَيْ: قَدْ جَاءَكَ وَبَلَغَكَ مِنْ قَصَصِ فِرْعَوْنَ وَمُوسَى مَا يُعْرَفُ بِهِ حَدِيثُهُمَا). [زبدة التفسير: 583]
تفسير قوله تعالى: (إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16))
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): ( {إذ ناداه ربّه} أي: كلّمه نداءً، {بالواد المقدّس}. أي: المطهّر، {طوًى}: وهو اسم الوادي على الصّحيح كما تقدّم في سورة (طه). سورة النازعات - المصحف المعلم للأطفال (برواية حفص عن عاصم) - ملفات متنوعة - طريق الإسلام. فقال له: {اذهب إلى فرعون إنّه طغى}). [تفسير القرآن العظيم: 8/315]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ): ( {إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} وهوَ المحلُّ الذي كلَّمَهُ اللهُ فيهِ، وامتنّ عليهِ بالرسالةِ، واختصَّهُ بالوحيِ والاجتباءِ فقالَ لهُ: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى}).
ثم ينتقل من ساحة التاريخ إلى كتاب الكون المفتوح، ومشاهد الكون الهائلة، الشاهدة بالقوة والتدبير والتقدير للألوهية المنشئة للكون، المهيمنة على مصائره، في الدنيا والآخرة. فيعرضها في تعبيرات قوية الأسر، قوية الإيقاع، تتسق مع مطلع السورة وإيقاعها العام:
﴿ أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا ٢٧ رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا ٢٨ وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ٢٩ وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ٣٠ أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا ٣١ وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا ٣٢ ﴾ [ النازعات:27–32] ﴿ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ٣٣ ﴾ [ النازعات:33]
وهنا – بعد هذه التمهيدات المقربة وهذه اللمسات الموحية – يجيء مشهد الطامة الكبرى، وما يصاحبها من جزاء على ما كان في الحياة الدنيا.
[تيسير الكريم الرحمن: 909]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ): ( 25- {فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى} ؛ أَيْ: أَخَذَهُ اللَّهُ فَنَكَّلَهُ نَكَالَ الآخِرَةِ؛ وَهُوَ عَذَابُ النَّارِ، وَنَكَالَ الأُولَى؛ وَهُوَ عَذَابُ الدُّنْيَا بالغَرَقِ؛ لِيَتَّعِظَ بِهِ مَنْ يَسْمَعُ خَبَرَهُ). [زبدة التفسير: 583-584]
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26))
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وقوله: {إنّ في ذلك لعبرةً لمن يخشى}. سورة النازعات - المصحف المعلم (برواية حفص عن عاصم) - محمود خليل الحصري - طريق الإسلام. أي: لمن يتّعظ وينزجر). [تفسير القرآن العظيم: 8/315]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ): ( {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى} فإنَّ منْ يخشَى اللهَ، هوَ الذي ينتفعُ بالآياتِ والعبرِ، فإذا رأَى عقوبةَ فرعونَ، عرفَ أنَّ كلَّ منْ تكبَّرَ وعصى، وبارزَ الملكَ الأعلى، عاقَبهُ في الدنيا والآخرةِ، وأمَّا مَنْ ترحَّلتْ خشيةُ اللهِ من قلبهِ، فلو جاءتهُ كلُّ آيةٍ لمْ يؤمنْ [بها]). [تيسير الكريم الرحمن: 909]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ): ( 26- {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى}؛ أَيْ: فِيمَا ذُكِرَ مِنْ قِصَّةِ فِرْعَوْنَ وَمَا فُعِلَ بِهِ عِبْرَةٌ عَظِيمَةٌ لِمَنْ شَأْنُهُ أَنْ يَخْشَى اللَّهَ وَيَتَّقِيَهُ).