شيم الكبار الكبار دائماً وأبداً يعتذرون لدفع الشبهة التي قد يتوهمها البعض ، فهو لا ينتظر المعاتبة أو المراجعة حتى يُبرر موقفه من ذلك ، بل يسارع ليُنهي الأمر في وقته ، جاء أناس من الأشعريين (قوم أبو موسى الأشعري) رضي الله عنه ، وطلبوا منه مرافقتهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن يعلم ما يُريدون ، وإذا بهم جاءوا ليطلبوا الإمارة والولاية على بعض أعمال المسلمين ، فظهر أبو موسى وكأنه جاء ليشفع لهم في طلب الإمارة ، فردهم النبي صلى الله عليه وسلم رداً لطيفاً ، ولكن الصحابي الجليل شعر بالحرج الشديد فقال:"فاعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل وعذرني".
الاعتذار من شيم الكبار - زكية إبراهيم الحجي
فلنحاول أن نتسامى عن نزوة الثأر وأن نتعالى على رغبة الانتقام,,,
فهذا الانتصار العابر,,,
والزهو الوقتي,,,
لحظة إشباع شهوة الانتقام,,,
سرعان مايزول ويخبو,,,,
ويعقبه ندم عات عنيف,,,,
يعصف بنا,,,
يدمر إحساسنا!! ولكن....
بالعفو......
سنربح مكسبين ثمينين.....
أولهما: صفاء الروح وراحة الضمير والعيش بسلام مع النفس,,,,
وسعادة تحت الجلد....
جرب مرة كيف يكون شعورك وأنت تمارس العفو عند المقدرة ؟! أنك حتما ستشعر أنك الأقوى....
أقوى من الانتقام نفسه.....
أوليست هذه هي قمة القوة ؟! ثانيهما: كسب محبة الناس,,,
حتى الأعداء أنفسهم,,
فيصبح حينذاك العدو اللدود صديقآ حميمأ,,,,
وتغدو الدنيا أجمل وأعذب,,
وأنعم وأرهف,,
مادامت نفوسنا هادئة مطمئنة,,
تنعم بالسكينة وتزخر بالأمان..
إن البعض للأسف يعتقد أن التسامح مذلة,,,
وأن العفو إمتهان,,,,
وأن الغفران ضعف,,,
في حين أن الغفران قــــوة وفي قمة القوه
__________________
أجمل شي في ألانسان قلب صافي يدعو لك
أنا آسف
الكبار لا يترددون
أبداً في تقديم عبارة الأسف "أنا آسف" إذا ما بدر منهم ما يستحقها ، ولا
فرق عندهم لمن تُقدم العبارة ، لرجل أو امرأة ، صغير أو كبير ، فالأسف عند
الكبار لا يقتصر على الكبراء أو عيلة القوم أو الوجهاء وأصحاب المراكز
المرموقة. وكلمة "أنا
آسف" لا يعتبرها الكبار نقيصة يتهربون منها ، أو عيب يستحيون منه ، بل هو
خلق يتقربون به إلى الله ، وسلوك إيجابي يتحلون به ويُزينون به أخلاقهم. آسف" تخرج من قلوب الكبار قبل أن ينطق بها لسانهم ، فيُزيلون غضباً عارماً
في النفوس ، ويُداوون بها قلباً مكلوماً ، أو يجبرون خاطراً مكسوراً ، كم
من المشاكل والخلافات التي تقع ويكفي لاتقائها مجرد اعتذار بدلاً من تقديم
الأعذار والمبررات التي يحاول بها الصغار والضعفاء تبرير أخطائهم ،فتتفاقم
المشكلة ، ويزداد الجرح إيلاماً.