وقد رُوي في الكثير من كتب السيرة النبوية أنه في ظل هذه الغمرة من الأسى والحزن, والألم النفسي والجسدي، وفي أثناء رجوعه صلى الله عليه وسلم من الطائف توجه إلى ربه بدعائه المشهور: ( اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي.. ).
- اللهم اني اشكو اليك ضعفي
- اللهم اني اشكو اليك ضعفي وقلة حيلتي وهواني
اللهم اني اشكو اليك ضعفي
وروى الحسن: أنها قالت: يا رسول الله! قد نسخ الله سنن الجاهلية ، وإن زوجي ظاهر مني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أوحي إلي في هذا شيء فقالت: يا رسول الله ، أوحي إليك في كل شيء وطوي عنك هذا ؟! فقال: هو ما قلت لك فقالت: إلى الله أشكو لا إلى رسوله. فأنزل الله: قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله الآية. وروى الدارقطني من حديث قتادة أن أنس بن مالك حدثه قال: إن أوس بن الصامت ظاهر من امرأته خويلة بنت ثعلبة فشكت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ظاهر حين كبرت سني ورق عظمي. فأنزل الله تعالى آية الظهار ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأوس: اعتق رقبة قال: مالي بذلك يدان. قال: فصم شهرين متتابعين قال: أما إني إذا أخطأني أن آكل في يوم ثلاث مرات يكل بصري. اللهم اني اشكو اليك ضعفي وقلة حيلتي وهواني. قال: فأطعم ستين مسكينا قال: ما أجد إلا أن تعينني منك بعون وصلة. قال: فأعانه رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسة عشر صاعا حتى جمع الله له ، والله غفور رحيم. إن الله سميع بصير قال: فكانوا يرون أن عنده مثلها وذلك لستين مسكينا ، وفي الترمذي وسنن ابن ماجه: أن سلمة بن صخر البياضي ظاهر من امرأته ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: اعتق رقبة قال: فضربت صفحة عنقي بيدي.
اللهم اني اشكو اليك ضعفي وقلة حيلتي وهواني
، وقال حبيب: والله لا أكلمك أبداً، إن كنتَ رسولاً لأَنْتَ أعظم خطراً من أن أردَّ عليك الكلام، ولئن كُنْتَ تَكْذِبُ على الله ما ينبغي أن أكلمك. وأقام صلى الله عليه وسلم في الطائف عدة أيام، لم يترك أحدًا إلا دعاه إلى الإسلام، فتطاولوا عليه وطردوه، ثم أغروا به سفهاءهم فلاحقوه وهو يخرج من الطائف يسبّونه ويرمونه بالحجارة، حتى دميت قدماه الشريفتان، وحاول زيد بن حارثة رضي الله عنه أن يحمي النبي صلى الله عليه وسلم حتى أصيب في رأسه، ولم يزل السفهاء يرمونهما بالحجارة حتى لجأ النبي صلى الله عليه وسلم و زيد رضي الله عنه إلى حائط (بستان) ل عتبة شيبة ابني ربيعة على بعد ثلاثة أميال من الطائف، فرجعوا عنهما.
وقيل: هي بنت حكيم. قال النحاس: وهذا ليس بمتناقض ، يجوز أن تنسب مرة إلى أبيها ، ومرة إلى أمها ، ومرة إلى جدها ، ويجوز أن تكون أمة كانت لعبد الله بن أبي فقيل لها: أنصارية بالولاء ، لأنه كان في عداد الأنصار وإن كان من المنافقين. قرئ " قد سمع الله " بالادغام ، و " قد سمع الله " بالإظهار. والأصل في السماع إدراك المسموعات ، وهو اختيار الشيخ أبي الحسن. اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي - موقع مقالات إسلام ويب. وقال ابن فورك: الصحيح أنه إدراك المسموع. قال الحاكم أبو عبد الله في معنى السميع: إنه المدرك للأصوات التي يدركها المخلقون بآذانهم من غير أن يكون له أذن ، وذلك راجع إلى أن الأصوات لا تخفى عليه ، وإن كان غير موصوف بالحس المركب في الأذن ، كالأصم من الناس لما لم تكن له هذه الحاسة لم يكن أهلا لإدراك الصوت. والسمع والبصر صفتان كالعلم والقدرة والحياة والإرادة ، فهما من صفات الذات لم يزل الخالق سبحانه وتعالى متصفا بهما. وشكى واشتكى بمعنى واحد. وقرئ " تحاورك " أي: تراجعك الكلام وتجادلك أي: تسائلك.