أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة ، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحارث ، أخبرنا محمد بن يعقوب الكسائي ، أخبرنا عبد الله بن محمود ، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الخلال ، أنا عبد الله بن المبارك ، عن حياة بن شريح ، حدثني بكر بن عمرو ، عن عبد الله بن هبيرة ، أنه سمع أبا تميم الجيشاني يقول: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ". ﴿ تفسير الوسيط ﴾
ولقد أكد الله- تعالى- وجوب التوكل عليه بعد ذلك في قوله:إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ. وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ؟والمراد بالنصر هنا العون الذي يسوقه لعباده حتى ينتصروا على أعدائهم. والمراد بالخذلان ترك العون. والمخذول، هو المتروك الذي لا يعبأ به. الأرقام تتكلم: إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ. يقال: خذلت الوحشية إذا أقامت على ولدها في المرعى وتركت صواحباتها. والمعنى: إن يرد الله- تعالى- نصركم كما نصركم يوم بدر- فَلا غالِبَ لَكُمْ أى فإنه لا يوجد قوم يستطيعون قهركم، لأن الله معكم، ومن كان الله معه فلن يغلبه أحد من الخلق.
- الأرقام تتكلم: إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ
- إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة آل عمران - قوله تعالى إن ينصركم الله فلا غالب لكم - الجزء رقم4
- إعراب قوله تعالى: إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم الآية 160 سورة آل عمران
الأرقام تتكلم: إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
وقوله: ( إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون) وهذا كما تقدم من قوله: ( وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم) [ آل عمران: 126] ثم أمرهم بالتوكل عليه فقال: ( وعلى الله فليتوكل المؤمنون)
﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى: إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنونقوله تعالى: إن ينصركم الله فلا غالب لكم أي عليه توكلوا فإنه إن يعنكم ويمنعكم من عدوكم لن تغلبوا. وإن يخذلكم يترككم من معونته. فمن ذا الذي ينصركم من بعده أي لا ينصركم أحد من بعده ، أي من بعد خذلانه إياكم; لأنه قال: وإن يخذلكم والخذلان ترك العون. إعراب قوله تعالى: إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم الآية 160 سورة آل عمران. والمخذول: المتروك لا يعبأ به. وخذلت الوحشية أقامت على ولدها في المرعى وتركت صواحباتها; فهي خذول. قال طرفة:خذول تراعي ربربا بخميلة تناول أطراف البرير وترتديوقال أيضا:نظرت إليك بعين جارية خذلت صواحبها على طفلوقيل: هذا من المقلوب; لأنها هي المخذولة إذا تركت. وتخاذلت رجلاه إذا ضعفتا. قال:وخذول الرجل من غير كسحورجل خذلة للذي لا يزال يخذل ، والله أعلم.
إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة آل عمران - قوله تعالى إن ينصركم الله فلا غالب لكم - الجزء رقم4
سورة آل عمران الآية رقم 160: إعراب الدعاس
إعراب الآية 160 من سورة آل عمران - إعراب القرآن الكريم - سورة آل عمران: عدد الآيات 200 - - الصفحة 71 - الجزء 4.
إعراب قوله تعالى: إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم الآية 160 سورة آل عمران
لقد وهب الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم الكمال الأخلاقي الذي هو قوام الأمر، فأنعم على عباده من المهاجرين والأنصار بالرحمة التي جعلها في قلب نبيه لهم، وهذه الرحمة تحمله صلى الله عليه وسلم على العفو عن مسيئهم، والاستغفار لهم، ومشاورتهم في كل أمر ذي بال، فلا ينفرون من حوله، ولا يهجرون مجلسه صلى الله عليه وسلم. تفسير قوله تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهم... إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة آل عمران - قوله تعالى إن ينصركم الله فلا غالب لكم - الجزء رقم4. )
تفسير قوله تعالى: (إن ينصركم الله فلا غالب لكم... )
قراءة في كتاب أيسر التفاسير
معنى الآيات
قال المؤلف غفر الله لنا وله: [ معنى الآيات: ما زال السياق -سياق الحديث والكلام في طريق واحد- في الآداب والنتائج المترتبة على غزوة أحد، ففي هذه الآية يخبر تعالى عما وهب رسوله وأعطاه من الكمال الخلقي الذي هو قوام الأمر] إذ وهبه الله من الكمال الخلقي الذي هو قوام الأمر، ولولا أخلاقه التي وهبه الله إياها لهرب الناس من حوله وما جالسوه ولا أخذوا عنه، ومعنى هذا أيها المربي اسلك مسلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا أن تتعنتر وتنتقد وتطعن، فإن ذلك لا ينفع. قال: [فيقول: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ [آل عمران:159] أي: فبرحمة]؛ لأن الميم مزيدة، ونظير هذه الميم ما جاء في قوله تعالى: عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ [المؤمنون:40]، إذ أصلها: عن قليل، وزيدت الميم لتقوية الكلام والمعنى بعد ذلك، وقوله تعالى: جُندٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ [ص:11]، أي: جندٌ هنالك مهزومون، والقاعدة عند العرب تقول: زيادة المبنى تدل على زيادة في المعنى، وهذا كلام العرب الذي علمهم الله إياه وأنطقهم به وأنزل به كتابه.
إذاً: فسنة الله في النصر لعباده هو أن يطيعوه فيما أمر، ويعدوا العدة لما يطلب منهم، وعند ذلك يقاتلون فينتصرون، والواقع شاهد على ذلك. هداية الآيات
قال المؤلف: [ من هداية الآيتين: أولاً: كمال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلقي] وقد دلت على ذلك الآية الأولى، والذي كمله هو الله القائل: ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ * وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:1-4]، فسبحان الله! إذا استعظم الله الشيء فمن يقدره؟ إذا كان العظيم الذي يقول للشيء: كن فيكون، ويقبض السموات السبع بيده، يستعظم الشيء، فكيف يكون هذا الشيء؟! والله لا أعظم من خلق الرسول صلى الله عليه وسلم: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4]، وقد تجلت أخلاقه هنا في لينه وشفقته وعطفه ورحمته، وعدم قوله كلمة سوء لأصحابه، مع أنه قد كسرت رباعيته، وشج وجهه، ودخل المغفر في رأسه، ومات عمه، وبعد هذا لم يشتم أحداً ولم يسبه، ونحن تربينا على السب والشتم والتقبيح والتعيير! بل وجد منا من يطعن في العلماء ويتلذذون بذلك. وان ينصركم الله فلا غالب لكم ويثبت اقدامكم. أخي المسلم!