هذا الأمر أعطى سلطة الأمر الواقع لتواجد قاعدة اليمن في هذه الحرب الدائرة بالجنوب، وهو التنظيم الذي خاضت الولايات المتحدة ضده حروبًا عدة عبر الغارات الجوية، ودعمت الدول الخليجية سلطة علي عبدالله صالح إبان تواجده في الحكم للتصدي له، ورغم ذلك فإنه الآن يتمدد على الأرض بفعل الفوضى المتواجدة نتيجة القتال. حذرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية من هذه الحالة في اليمن وتساءلت إلى أي مدى يستطيع تنظيم القاعدة جني ثمار الحرب التي تقودها السعودية في اليمن؟ فوجهة النظر الأمريكية للأوضاع في اليمن أحد محدداتها الأساسية هو الحرب على تنظيم القاعدة اليمني، لذلك فإن الولايات المتحدة لم يكن لديها أزمة كبيرة في انقلاب الحوثيين إذا ما وضعوا أنفسهم في خانة الشريك ضمن برنامج الحرب على القاعدة في اليمن، وهو ما كان بالفعل. حيث يصف الحوثيون كافة المقاتلين على الأرض الموالين لشرعية عبدربه منصور هادي والمدعومين سعوديًا بأنهم موالون لتنظيم القاعدة، كما تتهم بعض القيادات الحوثية السعودية بالتدخل في اليمن لإنقاذ انهيار القاعدة، هذا العداء بين القاعدة والحوثيين ساهم في غض الولايات المتحدة الطرف عن كثير مما تفعله إيران وشركاؤها في اليمن، بل وتحدثت الأنباء عن تنسيق أمريكي مع الحوثيين في مجال محاربة القاعدة.
- القاعدة الطرف الثالث المستفيد من حرب اليمن | يمن برس
القاعدة الطرف الثالث المستفيد من حرب اليمن | يمن برس
اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي في عدن، والذي وقع في 5 نوفمبر 2019، ولم يتم تنفيذ بنوده حتى الآن، ولو نفذ التنفيذ الصحيح لتحرر اليمن في خلال فترة وجيزة جداً. توحيد الجهود العسكرية والأمنية والسياسية وغيرها كان من أهم ما تضمنه اتفاق الرياض. الحوثي الانقلابي لم يكن يصمد ولا شهراً واحداً أمام جيش يمني يملك الأسلحة الحديثة والدبابات والصواريخ والدفاعات الجوية، والأكثر أهمية أنه يملك غطاء جوياً قوياً جداً يقوده التحالف العربي بقيادة السعودية، وهذا يجعلنا نستغرب أنه لم يستفد من هذا الغطاء الجوي الذي يقلب الموازين في أية حرب، فهو يفسح الطريق لتقدم القوات البرية وبشكل فاعل وسريع!. إذن لماذا إطالة الحرب في اليمن؟! ، ونجيب بأن هناك «مستفيدين» من الأحزاب، وجماعة الإخوان الإرهابية في اليمن، كما أن البعض تمارس عليهم ضغوط وإملاءات من دول خارجية إما بالإغراءات والمصالح الشخصية الضيقة، وإما بالتهديد والوعيد. ولذلك لن يحرر اليمن إلا أهل اليمن، قلنا هذا الكلام مراراً وتكراراً، وليست الأمم المتحدة أو غيرها. الحوثي يراهن بل يعول كثيراً على الانقسامات بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وكذلك النزاع بين البعض من القيادات في الجيش اليمني.
ومؤخرًا باتت الرواتب للقوات الحكومية تصل على انقطاع، وقلّت شحنات الأسلحة المقدمة من السعودية. وتتكتم الرياض على الإفصاح عن حجم الدعم المقدم لحلفائها، وتكتفي فقط بالحديث عن الدعم الإنساني. ووفق عبد الله الربيعة، المستشار بالديوان الملكي، المشرف العام على "مركز الملك سلمان للإغاثة"، فإن المساعدات السعودية المقدمة لليمن، تجاوزت حاجز 17. 3 مليار دولار. ** الدعم الإماراتي كانت الإمارات الطرف الأذكى في معادلة الحرب اليمنية، إذ اتجهت منذ الأشهر الأولى لدعم فصائل موالية لها، ودعمت بقوة التشكيلات العسكرية التي أنشأتها، وكان الدعم المالي يسير وفق قناة واحدة، على عكس السعودية. واستثمرت أبو ظبي خسائرها في الحرب بالسيطرة على مواقع استراتيجية مهمة في البلاد، أبرزها جزيرة سقطرى والموانئ اليمنية، ومنشأة بلحاف الغازية، أكبر مشروع يمني، وبات الموالون لها يسيطرون على العاصمة المؤقتة عدن، والمحافظات الجنوبية. وباتت الإمارات المتحكم بالمشد اليمني عبر المجلس الانتقالي الجنوبي، والقوات المشتركة في الساحل الغربي، إذ أنشأت هذين الكيانين، وباتا قوة فاعلة على الأرض. حاليًّا يجري الدعم الإماراتي بشكل مباشر، إذ تدفع الإمارات كلفة الرواتب لأكثر من 200 ألف عنصر قالت في وقت سابق أنها أنشأتها، وكل عنصر منهم يحصل على قرابة 400 دولار شهريًّا، أي ما يعادل 80 مليون دولار تُصرف كرواتب فقط.