هل عرفت قيمة الصديق والأصحاب؟ والآن قل لي من هم أصحابك ؟ هل هم أخيار أم أشرار؟. هل وجدت الصديق الحقيقي؟ الذي تكون معه كما تكون وحدك، وهو الذي يقبل عذرك ويسامحك ويسد مسدك في غيابك ويكمل نقصك ويبصرك بعيبك وينشر حسنتك ويدفن سيئتك. ولقد أنصف من قال: الصديق الحقيقي هو الذي يأتيك حتى عندما يتخلى عنك الجميع. شرح حديث لاَ تُصَاحِب إِلاَّ مُؤْمِنًا، وَلاَ يَأْكُل طَعَامَكَ إِلاَّ تَقِي. لا خير في خل يخون خليله ويلقاه من بعد المودة بالجفا وينكر عيشاً قد تقادم عهده ويكشف سراً كان بالأمس قد خفا سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديقاً صدوقاً صادق الوعد منصفاً ابحث عن الصحبة الصالحة فستجدها وعندها عض عليها بالنواجذ فهو منحة إلهية وهبة تستحق التثمين.
شرح حديث لاَ تُصَاحِب إِلاَّ مُؤْمِنًا، وَلاَ يَأْكُل طَعَامَكَ إِلاَّ تَقِي
وقوله: ( لا يأكل طعامك إلا تقي): المقصود بذلك أن يدعوه ، وأما أن يحسن الإنسان
إلى غيره ، ممن هو بحاجة إلى الإحسان ، فإنه يحسن إلى التقي وغير التقي ، لاسيما
إذا كان هذا الإحسان يؤثر في غير التقي " انتهى من " شرح سنن أبي داود " لـلشيخ عبد
المحسن العباد. والإحسان إلى الآخرين ومساعدتهم ، ليس له زمن ولا وقت محدد ، فهو مستمر وباقٍ
ببقاء حاجة الفقير والمحتاج إلى من يساعده. وإما إلى متى تحسن إلى مثل هؤلاء ؛ فيختلف الأمر ، فإن كان الإحسان لأجل الحاجة
، فبقدر ما تندفع حاجته. وأما الإحسان بغرض استصلاحه ، وتألف قلبه ، ودعوته ، فبقدر ما يغلب على الظن حصول
المصلحة الشرعية من ذلك ، أو الإياس منه ، وعدم استجابته ، أو رغبته في إصلاح نفسه
، وتزكيتها. على أن ينبغي أن ينتبه هنا: إلى أنه لا يعطى ولا يملك من المال ، ما يستعين به
على معصيته ، إما بإنفاق أموال الصدقات في معاصيه ، إن كان يُعطَى مالا ، أو حتى
بأن يوفر ماله هو لإنفاقه في المعاصي ، اعتمادا على أن حاجته ، من طعام وكساء ونحو
ذلك ، تأتيه من المساعدات والصدقات ، كما قد يصنع كثير منهم. والله أعلم.
الحمد لله.