يضرب مثلا لمعرفة الخبر والسؤال عنه. يقال إن جهينة هذا كان معروفا بأخباره المؤكدة وهو مصدر لكل الأخبار التي قد تخفى على الآخرين سوف نرتحل إلى التراث العربي لنتعرف على القصة التي نشأ منها المثل العربي القائل:
وعند جهينة الخبر اليقين. لهذا المثل قصة في التاريخ والتراث العربي وهو يطلق على المرء الذي له معرفة حقيقة ما حدث من أمر ، يقول التاريخ إن هناك شخصا كان يدعى الحصين الغطفاني كان قد خرج ذات يوم وبصحبته رجل من قبيلة جهينة يدعى الأخنس بن كعب ، وكان من المعروف عن هذين الرجلين أن كل واحد منهما يحمل في قلبه صفات الغـدر والخيانة ، في ذلك اليوم وأثناء مسيرهما معا وجدا رجلا من بني لخـم وكان الرجل جالسا يتناول طعامه ، فلبيا دعوة الرجل وجلسا يتناولان الطعام معه.
- أحمد سالم.. صاحب «وعند جهينة الخبر اليقين»
- عند جهينة الخبر اليقين | Arap culture
أحمد سالم.. صاحب &Laquo;وعند جهينة الخبر اليقين&Raquo;
نهاية أحداث القصة:
ولكن الجهني كان مجردًا من المشاعر الإنسانة يسعى كل السعي ليحصل فقط على المال ولكن طمعه دفعه لأن يقتل زميله الأخنس وينسى ما كان بينهما من اتفاق ، حيث قال له: اقعد يا أخا جهينة ، فلهذا وشبهه خرجنا ، وعندما اطمئن الأخنس تفاجئ بالجهني يجرد السيف ليقتله هو أيضًا كما فعل مع من أحسن إليه ، ويسرق كل الغنائم وحدة وبالفعل قتله وعاد بمفرده إلى المدينة ، فتوجهت له أخت الأخنس لتسأله عن شقيقها ولماذا عاد من غيره؟
فقال لها الجهني لقد قتلته ولكن المرأة لم تصدق ، وقالت له كذبت ما مثلك يقتل مثله ، وظلت أخته تسير في الطرقات تبكي وتسأل عن شقيقها ، وترفض أن تصدق وفاته. ضرب مثل وعند جهينة الخبر اليقين ومعناه:
كما قلنا إنه بعد وفاة الأخنس رفضت أخته بكل يأس تصديق وفاته وظلت تبحث عنه ، وجاء المثل الشهير للدلالة عن أن هناك شخص يمتلك الحقيقة الكاملة ، أو أصل وتفاصيل ما تريد سماعه وعليك انتظاره وتصديقه أفضل من وضع التوقعات.
عند جهينة الخبر اليقين | Arap Culture
فقال: هَذا رجل مِن لخم قَدَ قدم مِن عِندَ بَعض الملوك
بمغنم كثِير وهو خَلفي فِي موضع كذا وكذا،
فردا عَليه بَعض ماله وطلبا اللخمي
فوجداه نازلا فِي ظل شَجرة وقدامه طعام وشراب فحيياه
وحياهما وعرض عَليهما الطعام فكره كُل واحدَ ان ينزل قَبل صاحبه فيفتك بِه فنزلا
جميعا فاكلا وشربا مَع اللخمي، ثم ان الاخنس ذهب لبعض شَانه فرجع واللخمي يتشحط فِي دَمه
فقال الجهني وهو الاخنس،
وسل سيفه لان سيف صاحبه كَان مسلولا:
ويحك فتكت برجل قَدَ تحرمنا بطعامه وشرابه!! فقال: اقعدَ يا اخا جهينة فلهَذا وشبهه خرجنا، فشربا ساعة وتحدثا
ثم ان الحصين قال: يا اخا جهينة اتدري ما صعلة وا صعل؟ قال الجهني: هَذا يوم شَرب واكل. فسكت الحصين حتّى إذا ظن ان الجهني قَدَ نسي ما يرادَ به
قال: يا اخا جهينة هل أنت للطير زاجر
قال: وما ذاك؟
قال: ما تقول هَذه العقاب الكاسر؟
قال الجهني: واين تراها؟
قال: هِي ذه
وتطاول ورفع راسه الي السماء،
فوضع الجهني بادرة السيف فِي نحره فقال: أنا الزاجر والناصر
واحتَوي علي متاعه ومتاع اللخمي وانصرف راجعا الي قومه
فمر ببطنين مِن قيس يقال لهما مراح وانمار
فاذا هُو بامرآة تنشدَ الحصين بن سبيع فقال لها: مِن انت؟ قالت: أنا صخرة امرآة الحصين.
ومذاك راح يعمل بوتيرة متصلة ودون كلل أو ملل كقارئ لنشرات الأخبار أو كمذيع ربط إلى أن جاء يوم الاستقلال في 19 من يناير 1961 الذي استنفر فيه الرجل كل قواه وخبراته للدفاع إعلامياً عن حياض الكويت ضد الادعاءات العراقية. وفي عام 1965 تقرر نقله إلى قسم التمثيليات ليكون نائباً لرئيسته أمينة الأنصاري وليسهم في تطوير القسم وتزويده بكتاب ومعدين متمكنين. وهو لئن قام بالمطلوب منه في هذا القسم خير قيام، فإنه أشبع من جهة أخرى شغفه القديم بالتمثيل، حيث قام بأداء أدوار «أبونواس» و«أبو العتاهية» و«أبوالطيب المتنبي» في عدد من المسلسلات الإذاعية التي لطالما افتخر بها أمام أصدقائه. أما في عام 1973 فقد كان على موعد مع ترقية وظيفية جديدة تمثلت في تعيينه رئيساً لقسم الإخراج بالإذاعة الكويتية. ومما لا جدال فيه أن محطته الكويتية كانت المحطة الأبرز والأطول في حياته، بل الأغزر لجهة الإنتاج. ففيها اشتهر وتعملق إذاعياً وتلفزيونياً من خلال تقديم برامج متميزة. فإضافة إلى نشرات الأخبار وما عددناه آنفاً من برامج متنوعة راقية، قدم الرجل برامج أخرى مثل: مكارم الأخلاق، همسات الليل، مجالس العرب، النبأ الحق، القدس لنا، نجوم القمة، سهرة المقعد الخالي الأسبوعية.