في هذه القصة الجميلة عن حق الجار على جاره،نتعرف على قصة ابو علي مع جاره الودود ابا نزيه. رأى أبُو نزيهٍ جارَهُ أبَا عليّ وهُو يُخرجُ أمتعتَهُ ويضعهَا في سيارتهِ ليرحَلَ إلى بَلدةٍ أخرى، فأسرعَ إليهِ وجعلَ يناديهِ ويطلبُ منهُ الوقّفَ قليلاً ثمّ قالَ له: - ماذَا تفعلُ يا أبَا علي! - قال أبو عليّ: عزمْتُ على الرّحِيلِ يا أبا نَزيه. تعجّبَ أبو نزيهٍ وقال له: وهل أزْعجكَ أحدٌ حتّى ترحَلَ مِنْ جِوَارنَا يا أبا عليّ. ابتَسمَ أبو عليّ ثم قال: كلاّ يا أبا نَزيه, فأنتُم نِعْمَ الجيرَانُ, ولكنْ. قاطَعَهُ أبو نزيه قائلاً: هذا لا يُمكنُ يَا أبَا عليّ.. وأنَا لنْ أسمحَ لكَ بالانتقالِ. فأنتَ نِعْمَ الجارُ. أبُو عليّ: إنّي مُضطرٌ لبَيْعِ بَيْتي يا صَديقِي, فالدّيُونُ تَراكَمَتْ عليّ ولَمْ أعُدْ قادِراً على سدَادِها. فقال أبو نزيه: سَوفَ أقضِي عنْكَ الدّيونَ حتّى يُوسعُ الله عليكَ. تدخّلَ نزيهٌ وقال: أرجوكَ يا عمّاهُ أنْ تبقَى.. فنحنُ نُحبّكُم كثِيراً. وبرَزتْ عَفافٌ ابنةُ أبي نَزِيهٍ وقالتْ: لا تتركْ البيتَ يَا عمّاه. محافظ المنوفية يكلف بحل شكاوى عدد من المواطنين - بوابة الأهرام. فكّرَ الجارُ أبو عليٍّ ثُمّ قال: حسناً يَا جيراني الأعِزّاء.. لنْ أبيعَ المَنْزِلَ.
- محافظ المنوفية يكلف بحل شكاوى عدد من المواطنين - بوابة الأهرام
- حق الجار على جاره
محافظ المنوفية يكلف بحل شكاوى عدد من المواطنين - بوابة الأهرام
الإحسان إلى الجار الجار قبل الدار.. مقولة شائعة بين الناس، وعلى قدر الجار يكون ثمن الدار، والجار الصالح من السعادة. فضل الإحسان إلى الجار في الإسلام: لقد عظَّم الإسلام حق الجار، وظل جبريل عليه السلام يوصي نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم بالجار حتى ظنَّ النبي أن الشرع سيأتي بتوريث الجار: (مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سَيُورِّثه). وقد أوصى القرآن بالإحسان إلى الجار: {وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ} [النساء:36]. وانظر كيف حض النبي صلى الله عليه وسلم على الإحسان إلى الجار وإكرامه: (... ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره). وعند مسلم: (فليحسن إلى جاره). حق الجار على جاره. بل وصل الأمر إلى درجة جعل فيها الشرع محبة الخير للجيران من الإيمان، قال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه). والذي يحسن إلى جاره هو خير الناس عند الله: (خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره).
حق الجار على جاره
قال: ثم يقولُ أبو هريرةَ: ما لي أراكم عنها معرضين؟ واللهِ! لأرمين بها بين أكتافِكم) [رواه البخاري]
رُوي عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-أنّه قال: (سألتُ، أو سئلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: أيُّ الذنبِ عندَ اللهِ أكبرُ؟ قالَ: (أنْ تجعلَ للهِ ندًا وهوَ خَلَقَكَ) قلتُ: ثمَّ أيُّ؟ قالَ: (ثمَّ أنْ تقتُلَ ولدَكَ خِشيَةَ أنْ يطْعَمَ معكَ). قلتُ: ثم أيُّ؟ قالَ: (أنْ تُزانِيَ بحليلةِ جارِكَ).
وإن الصالحين كانوا يتفقدون جيرانهم ويسعون في قضاء حوائجهم، فقد كانت الهدية تأتي الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيبعث بها إلى جاره، ويبعث بها الجار إلى جار آخر، وهكذا تدور على أكثر من عشرة دور حتى ترجع إلى الأول. ولما ذبح عبد الله بن عمر رضي الله عنهما شاة قال لغلامه: إذا سلخت فابدأ بجارنا اليهودي. وسألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لي جارين، فإلى أيهما أهدي؟ قال: (إلى أقربهما منكِ بابًا). 5- ستره وصيانة عرضه: وإن هذه لمن أوكد الحقوق، فبحكم الجوار قد يطَّلع الجار على بعض أمور جاره فينبغي أن يوطن نفسه على ستر جاره مستحضرًا أنه إن فعل ذلك ستره الله في الدنيا والآخرة، أما إن هتك ستره فقد عرَّض نفسه لجزاء من جنس عمله: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت:46]. وقد كان العرب يفخرون بصيانتهم أعراض الجيران حتى في الجاهلية، يقول عنترة: وأغض طرفي إن بدت لي جارتي... حتى يواري جارتي مأواها وأما في الإسلام فيقول أحدهم: ما ضر جاري إذ أجاوره *** ألا يكون لبيته ستر أعمى إذا ما جارتي خرجت *** حتى يواري جارتي الخدر وأخيرًا فإننا نؤكد على أن سعادة المجتمع وترابطه وشيوع المحبة بين أبنائه لا تتم إلا بالقيام بهذه الحقوق وغيرها مما جاءت به الشريعة، وإن واقع كثير من الناس ليشهد بقصور شديد في هذا الجانب حتى إن الجار قد لا يعرف اسم جاره الملاصق له في السكن، وحتى إن بعضهم ليغصب حق جاره، وإن بعضهم ليخون جاره ويعبث بعرضه وحريمه، وهذا والله من أكبر الكبائر.