337 من فوائد حديث: يا أبا عمير ما فعل النغير؟ #منتقى_الفوائد - YouTube
337 من فوائد حديث: يا أبا عمير ما فعل النغير؟ #منتقى_الفوائد - Youtube
كان عند أنس رضي الله عنه أخ صغير، يحبه كثيراً. وكان عند هذا الصبي الصغير عصفور صغير، يحبه ويداعبه ولا يكاد يتركه ساعة واحدة. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما جاء إلى بيت أنس يسأل عن هذا الصبي الصغير، وقد كنّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم (أي سمّاه) بأبي عمير. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يداعبه بقوله:
" يا أبا عمير ما فعل النغير "؟
والنغير هو هذا العصفور الصغير الذي كان يلعب به الصبي. وفي أحد الأيام جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت أنس وسأل كعادته عن الصبي الصغير. فأجابه أنس رضي الله عنه، أن عصفور أبي عمير قد مات، وأن أبا عمير (ذلك الطفل الصغير) حزين جداً لموت العصفور. أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرعاً إلى الصبي الصغير، وأخذ يواسيه ويخفف عنه حزنه.
أدهم شرقاوي كان لأنس بن مالك خادم النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أخٌ صغير يُكنَّى «أبو عمير»، وكان من عادة العرب أن تُكني أولادها منذ الصغر، ومنهم من كان يُكنِّي البنات أيضاً وهُنَّ صغيرات! وكان لأبي عُمير طائر صغير يُلاعبه اسمه النُغير. وكان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إذا جاء إلى بيتِ أبي طلحة ليزور أنسَ ابن مالكٍ في بيته، لاعبَ الطفلَ الصغيرَ قائلاً له: أبا عُمير ما فعلَ النُغَيرُ؟!
ما فعلَ النُغَيرُ؟!
ـ التكنية وهي ما صُدِّرِت بأمٍ أو بأبٍ تجوز، ولو لم يولد لِمَنْ كُنِّيَّ ولد، لأن هذا الطفل صغير، وقد كنَّاه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ. ولذلك ذكر الحافظ ابن حجر في فتح الباري كتاب الأدب باب: ( الكنية للصبي وقبل أن يولد للرجل). ـ جواز لعب الصغير بالطير، وإمساك الطير في القفص، أما إذا حُبِسَ وأوذي ولم يُطْعَم فمعلوم حديث المرأة التي حبست قِطة فدخلت النار بسببها، فعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( دخلت امرأة النار في هرة حبستها حتى ماتت، فلا هي أطعمتها وسقتها إذ هي حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خَشاش الأرض) رواه مسلم. وكذلك ترك الأبوين ولدهما الصغير يلعب بما أبيح به اللعب، وإنفاق المال فيما يتلهى به الصغير من المباحات دون إيذاء أو إسراف، ولذلك قال ابن تيمية: " يرخص للصغار ما لا يرخص للكبار، لأن طبيعة الصغار اللهو "، ومن بين الأدلة على ذلك هذا الحديث. ـ تصغير الاسم لا بأس به إذا كان المقصود المداعبة والتلطف لقوله ( يا أبا عمير) تصغير عمر. ـ جواز السجع في الكلام إذا لم يكن مُتكلفا، وأن ذلك لا يمتنع من النبي كما امتنع منه إنشاء الشعر.
لقد كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ القدوة والأسوة الذي يجب أن يقتدي به الآباء والدعاة والمُرَّبون في تربيتهم ودعوتهم، ولا شك أن حياته وسيرته ـ صلى الله عليه وسلم- مليئة بالمواقف الجديرة بالوقوف معها من المصلحين والتربويين، لاستخراج فوائدها ودروسها، والتعامل من خلالها مع الصغار والكبار والناس أجمعين، قال الله تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} (الأحزاب:21)..
يا أبا عُمَيْر ما فعل النُغَيْر! - موقع مقالات إسلام ويب
استخدام اللغة والعبارات القريبة المناسبة للصغار. التفات المربي لأشياء الصغار وممتلكاتهم لإشعارهم باعتبارهم، وحفظ ذلك للسؤال عليها إذا تعددت اللقاءات. العناية التربوية والنفسية حق للطفل حتى ولو لم يكن مميزا فقد كان عمر أبي عمير لا يتجاوز السنتين. أداء العبادات مع المتربين له جوانب إيجابية نفسية وتعليمية. الفوائد الدعوية: 1. من أعظم ما يمدح به المسلم حسن الخلق وهو من أجل الأسباب وأسرعها في قبول الدعوة حيث يتأثر الصغار والناس عامة بالسلوك الحسن، ويثنون على صاحبه. خروج العالم بعلمه الى الناس وعدم انتظار قدومهم لتعليمهم. التودد والاهتمام بأقارب الصديق ومعارفه الذي تحبه وتزوره. يُستحب للداعية إذا أراد أن يخاطب الناس في خطبة أو موعظة، أن يُقَدِّمَ لكلامه بما يُعين السامعين على استيعاب المقصد مما يلقيه عليهم من الكلام، فقول أنس في بداية كلامه (كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً) كالتوطئة للسامعين ليفهموا أن تعامل رسول الله وتواضعه مع هذا الطفل الصغير إنما هو من حسن خلقه. التَّـنزل في الخطاب إلى مستوى المخاطب. بعض السجع العذب في خطاب المقربين هو نوع من الود واللطف والأدب. الفوائد العامة: 1.
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته. اختيار هذا الخط