حتى يذكر لنا عقاب وثواب هذه المواقف إذا قام المسلم بفعله. فالله عز وجل ذكر لنا قصة صاحب الجنتين حتى يعرف الإنسان أن الحياة فانية، ومتاع الدنيا غرورة ولن تستمر والآخرة خيراً وأبقى. اخترنا لك أيضًا: بحث عن قصة قابيل وهابيل
خاتمة موضوع قصير عن قصة صاحب الجنتين
فأرسل الله صاعقة من السماء لتدمر الجنتين وتقضي على الثمار لتتحول إلى حطب لا قيمة لها، فينظر صاحب الجنتين على ملكه ويندم على شركة بالله، فما هو قادر الآن على أن يفعل شيء، لكي يحمي به الجنتين وظل يضرب كفاً على كفاً لشركه بالله، كان ما أعطاه الله لهذا الرجل بمثابة الاختبار الذي لابد من أن يتعظ ويخرج منه حامد وشاكر لله عز وجل، لكن ضعف الإيمان في قلبه هو من جعله يظن ان الملك دائم وأنه القوي وخاب وخسر.
- قصه صاحب الجنتين للاطفال
قصه صاحب الجنتين للاطفال
لقد ورد بالقرآن الكريم الكثير من القصص للسابقين لنيل العبرة والعظة منها، وعلى الحكيم أن يأخذ بما جاء به وألا يجعلها تمر عليه مرور الكرام. صاحب الجنتين .. قصة رجل جحد بأنعم الله فحل عليه غضبه ..فتنة المال عواقبها وخيمة. صاحب الجنتين القصة المذكورة بسورة الكهف. صــاحب الجنتين
كان هناك رجلين بالرغم من الاختلافات العديدة بينهما أولها الفقر والغنى وثانيها اختلاف الآراء بينهما إلا أنهما كانا صديقين، كانا بكل مرة يتقابلان بهما يتجادلان حول اختلاف آرائهما وكل منهما يحاج الآخر بالبرهان والحجة؛ كان الفقير يرى أن اعتزاز الرجل يكمن باعتزازه بإيمانه وصلته بربه، أما الغني فيرى أن الاعتزاز يكمن في كون المرء غني ليس بفقير، وكل مرة كل منهما يصر ويزداد على رأيه أكثر وأكثر. وبيوم من الأيام كانا يسيران بجنتي أحدهما (الغني)، نظر الغني يمينا ويسارا بفرحة شديدة لما عنده من نعم حرم منها صديقه، لقد كانت الروائح الزكية تفوح من الأزهار والنسيم العليل يشفي الأسقام علاوة على المناظر الخلابة والتي تعطي أملا بالحياة من خضرة الأشجار وزرقة النهر الذي يمر بين الجنتين ليروي الزروع بمياهه العذبة؛ شرع الغني في حديث كعادته مع صديقه الفقير حول الاعتقاد بيوم البعث والحساب…
الغني: "ألا ترى أنني أعز منك مالا وأعز منك نفرا؟! "
ووصفت الآيات المزرعتين بقوله: { جَعَلْنَا لأحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِن أعنابٍ وحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وجَعَلْنَا بينهما زَرْعًا * كِلتا الجنَّتَيْن آتتْ أُكُلَهَا ولم تَظْلِم منه شَيئًا وفَجَّرْنَا خلالهما نَهَرًا * وكان لهُ ثَمَرٌ} [الكهف: 32-34]. كانتا مزرعتين من أعناب، وكانتا "مُسوَّرَتَيْن" بأسرابِ النخل من جميع الجهات، وكان صاحبهما يزرع الزرع بين الأعناب، وقد فجَّرَ الله له نهرًا، فكان يجري بين الجنَّتَيْن (المزرعتين)، وكان صاحبهما يجني ثمارَهما، ثمار الأعناب، وثمار النخل، وثمار الزرع. وتُقدم لنا الآيات إشارة لطيفة إلى "تنسيق" الحدائق والمزارع والبساتين، فكانت المزرعتان مِن أعناب، مزروعة فيهما بتناسق، وكان النخل سورًا محيطًا بهما، وكان الزرع والخضار والبقول يزرع بين أسراب الأعناب، وكان النهر بينهما وقنواته تجري وسطهما، فماذا تريد "تنسيقًا هندسيًّا" أبدع من هذا التنسيق الزراعي فيهما؟
أُعجِبَ الرجلُ الكافر بجنَّتيه، وافتخرَ بمزرعتَيْه، واعتزَّ بهما، ودخلهما وهو ظالمٌ لنفسِه، كافرٌ بربِّه، متكبرٌ على الآخرين، وقال: إنهما مزرعتان دائمتان أبَدِيَّتان لن تبيدا أبدًا، وأنا أغنى الناس وأسعدهم بهما، وهما كل شيء، وليس هناك بعث ولا آخرة ولا جنة غير هاتين الجنتين.