ولا إله إلا الله, ما أنعم عيش من ضرب في كل خصلة من تلك الخصال المحمودة بسهم, فلهذا نصيب وافر من قوله تعالى: { إنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ} [ الانفطار:13] ولذلك نصيب وافر من قوله تعالى: { وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ} [ الانفطار:14] وفي الختام فمن أحس بضيق في صدره, فليكثر من هذا الدعاء: رب اشرح لي صدري, ويسر لي أمري سئل العلامة ابن عثيمين: أشعر بعض الأحيان بالضيق والاكتئاب، فما العلاج مأجورين ؟ فأجاب رحمه الله: ليُكثر أيضًا من هذا الدعاء: ربِّ اشرح لي صدري ويسِّر لي أمري اللهم اشرح لنا صدورنا, ويسّر لنا أمورنا, ووفقنا لكل خير, ولا تكلنا إلى أنفسنا المقصرة طرفة عين, أو أقلّ من ذلك. كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة طه - قوله تعالى قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري - الجزء رقم9
إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة طه - قوله تعالى قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري - الجزء رقم9
وهذا ما فعله النبي موسى(ع) عندما أراد من الله أن يجعل له شريكاً في أمره، لأنه يعيش بعض نقاط الضعف التي يملك فيها هارون نقاط قوة..
وهذا ما يجب على العاملين في سبيل الله أن يواجهوه في ما يتحملونه من مسؤوليات، ليخلصوا للدور العملي في استكمال كل الإمكانات التي يحتاجونها، ولو كانت لدى الآخرين، لأن ما نعانيه في ساحة العمل هو أن بعض العاملين قد يدفعهم الشعور الأناني بالعظمة الفارغة، فيسيئون إلى مسؤولياتهم، لأنهم لا يريدون الاعتراف بالحجم المحدود لقدراتهم، وبالإمكانات المتوفرة لدى الآخرين. وهكذا انطلق موسى(ع) ليعلن موقفه أمام الله في ما يريد أن يقوم به مع أخيه، بعد صدور الأمر الإلهي لهما بالانطلاق معاً في دور النبوة، {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً* وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً} في ما يوحي به التسبيح من تعظيم لله في المواقف العامة والخاصة التي يتحركان فيها ليثيرا عظمة الله في حياة الناس، وفي ما يوحي به ذكر الله من الإحساس بحضوره الدائم في الوعي الإنساني في حركة المسؤولية ليلتزم بأوامره ونواهيه، ولينضبط في ما يفرض عليه من مواقف والتزامات، {إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً} في ما نملك من قدرات محدودة، وفي ما نتطلع إليه للحصول على رضاك من خلال الالتزام بما توحي إلينا به من وصايا وتعاليم.
قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي
تفسير بن كثير وهذا برهان ثان لموسى عليه السلام، وهو أن اللّه أمره أن يدخل يده في جيبه، كما صرح به في الآية الأخرى.